مقداد عبدالرضا
الحوار المتمدن-العدد: 5641 - 2017 / 9 / 16 - 11:39
المحور:
الادب والفن
من دفتر اليوميات
الى صاحبي اكرم عداي الذي مات من الرقص عند جبهة القتال :
كان الوقت يقارب انتصاف الليل , صرير باب حديدي تبعته صرخة مكتومة , بدا جليا ان هناك شخص ما يصعد السلالم , اظنه تعثر , فعامل النظافة عادة يترك ملابسه عند السلالم ويذهب ليقضي الوقت عند الغانية التي تستحم دون توقف , كانت الخطوات تبدو وكانها خطوات قط او انه صاحبي الذي عادة ما ينتعل حذاءا مطاطيا , تلك هي طريقته في اللعب واستغفال القطط , في بيته تسكن مايقارب من الخمسين قطة , تطلعت من ثقب الباب المنخوب , لم تكن سيدة البيت قد وضعت العين السحرية بعد , كان المشهد مروعا , وجه دامي ظننته صاحبي , لكن صاحبي ذاك وفي العام 1978 وبعد خروجنا من سينما النصر , الدور الاخير وبعد ان شاهدنا للمرة الخامسة فلم قصة الحي الغربي , اخذ وللمرة الخامسة يرقص ويرقص حتى هده التعب ومات من الحزن عند جبهة القتال , او ربما مات من الفرح , من يدري ؟ حتى ان حذاءه المطاطي كان قد انتزعه من ساقى احد الشحاذين السكارى واختفى في دروب البتاوين وهو يرقص , افتح عيني على وسعها , كانت شعرة قد علقت عند ثقب الباب , في المنتصف , ياللعجب , انقسم المشهد الى نصفين , عند الجهة اليسرى كان الماء ينسكب من نزل الغانية وصوت بكاء عامل النظافة , عند الجهة اليمنى امتد اصبع اخترق عيني , صرخت كالملسوع وغيب المشهد ,, في اليوم التالي كان عمل النظافة يجمع ملابسه وينتعل نفس الحذاء المطاطي الذي كان ينتعله صاحبي الذي مات من الرقص عند جبهة القتال في العام 1983.........
#مقداد_عبدالرضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟