ماجد مطرود
الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 21:00
المحور:
الادب والفن
الجثة
لم أرَ في حياتي
جثّةً ,
مثل التي رأيتها،
هذا اليوم
جثة
تتذكرُ حياتَها
تمارس التذكر,
بشجاعة فائقة
تتكلم
وبثقة عالية
تحلم ..
لن أعلنَ الحربَ,
لا أحتاج الى ذلك
سأكتفي بحياتي
أمدّ أنفي للهواء
ومثل كلبٍ بوليسيّ
أشمّ رائحةَ الإكتشاف
افتح مساماتي,
أضع فيها دورةً للمياهِ,
واترك رأسي,
يمضي بعيدا ..
ويكتفي بالحدائق
يمنح ريقي,
بعض الفراشات
ويترك لظفري مساحته
سأكتفي بحياتي
وأضعُ خطّةً متناهية الدّقة
كلّ مسافةٍ بين نقطتين,
اضع رجلا آلياً
يرتدي معطفا,
يتحسس الاخطار
يضع على رأسه,
كاميرا حديثة
ويَحلقُ ذقنهُ,
بمجسّاتٍ إلكترونية
ليسَ غريبا
أن يكونَ تحت ابطه جهازا
يكشف عن مصانع التفخيخ
والذخائر
ليس غريباً ..
أن يكونَ هناكَ أسلاكٌ,
تطوّق الأعداء
والغابات
سأكتفي بحياتي
اتمسك بالهدوء
لاعيش ..
القتل والجوع
غريزتان متناغمتان
مع العالم
هذا الحقيقة
تدفعني بقوّةٍ
لأكون رجلا من حديد
أتحصن جيدا
وافكر بضربة اِستباقية
لا أمارس الحُبّ
مثلا
لا أدخله ,
ولا أترك فرصةً لأحد
أن يقتلني
**
بلجيكا
#ماجد_مطرود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟