أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهبم - الانسحاب الامريكي والتوغل الايراني في العراق















المزيد.....


الانسحاب الامريكي والتوغل الايراني في العراق


ادهم ابراهبم

الحوار المتمدن-العدد: 5636 - 2017 / 9 / 10 - 19:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانسحاب الامريكي والتوغل الايراني في العراق
ادهم ابراهيم
لم تلق الجيوش الامريكية مقاومة عنيفة عند احتلالها للعراق ، الا في مناطق محددة من الاراضي العراقية . وقد ظن الامريكان بصحة نظرياتهم السابقة من ان العراقيين سيستقبلونها بالورود خصوصا بعد ان تم قهرهم بالحصار الجائر الذي دام لفترة تزيد على عشر سنوات عجاف ، الا ان شهر العسل الامريكي هذا لم يدم طويلا ، حيث زادت نقمة العراقيين عليهم خصوصا بعد مارأوه من تدمير ممنهج للبنى الاساسية للدولة العراقية وسياسة التفرقة العنصرية والطائفية التي اتبعت ابتداء ومنذ تشكيل مجلس الحكم على اساس المحاصصة المذهبية للعرب ، والقومية للكورد . فاشتدت المقاومة العراقية بمساعدة السوريين اولا ثم بمساعدة اطراف خارجية وداخلية اخرى . وادت هذه المقاومة وخصوصا في الفلوجة الى خسائر مادية ومعنوية للجيش الامريكي وقد تم صرف المليارات لتثبيت الاحتلال في العراق كما تم التضحية بالعديد من الجنود الامريكان بين قتيل ومعوق ، ومريض نفسيا . فقررت امريكا سحب الكثير من قواتها من مدن وشوارع العراق . مع ابقاء قوة ضاربة نخبوية قليلة . وبذلك ظهرت امريكا بمظهر المنسحب الا انها لم تكن ترغب بهذا الانسحاب ، فكان انسحابا تكتيكيا والى حين
. واحلت محلها احزابا وافرادا عراقيون يتصارعون حول مقدسات وثروات . وقد سبق لها وان روجت لبرامج واسس مذهبية دعائية لتحقيق هذا الغرض . كما فسحت المجال لايران للتمدد في العراق للتحكم بشيعة العراق وفرض سيطرتها عليهم . مع استبعاد الشيعة من ذوي النزعة العربية . وبذلك تحقق هدفين
الاول . التخلص من كل فكر عربي عن طريق احلال المذهبية محل القومية العربية واخراج العراق من ميزان القوى العربية
والثاني .اثارة حفيظة دول الخليج والاردن تجاه السياسة الجديدة في المنطقة واظهار ايران كعدو اساس للدول العربية بدل اسرائيل
وقد ساعد على تنفيذ ذلك الاتفاق النووي الايراني مع دول الخمسة زائد واحد اي الدول الخمسة الاعضاء في مجلس الامن الدولي زائد المانيا . حيث ضمنت امريكا التخلص من البرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها . وربما كانت هناك بنود سرية اخرى على مايبدو . حيث توغلت ايران في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان عن طريق بوابة العراق لتحقيق الحلم الامبراطوري الايراني ذو الابعاد التاريخية والستراتيجية
وقد جاء تنظيم الدولة الاسلامية المزعومة . داعش . ليرسخ هذا النفوذ اكثر وليظهر ايران بمظهر المكافحة للارهاب . حيث كانت تعتبر اساسا من الدول الارهابية او مايسمى سابقا بمحور الشر . فتدخلت ايران بشكل سافر بالشؤون الداخلية للعراق عن طريق تقديم الدعم العسكري ، وبموافقة الحكومة العراقية بعد ان كانت تدعم بشكل غير مباشر الاحزاب والميليشيات الموالية لها
وقد حققت سيطرتها على اغلب السلطات التنفيذية والتشريعية . بحيث اصبح الوزراء لايعينون الا بموافقة السلطات الايرانية كما ان اغلب النواب في مجلس النواب العراقي ياتمرون باوامر ايرانية في شتى المجالات بما فيها تشريع القوانين او استجواب الوزراء . كما سيطرت ايران على العشرات من الفضائيات العراقية للتأثير على الراي العام العراقي . وتوجيه الاعلام باتجاه مناصرة ايران والدفاع عنها ومحاربة كل من يحاول الاستقلال عن التأثير او القرار الايراني بالعراق . وان هناك ميليشيات تتولى تنفيذ السياسة الايرانية في الشارع العراقي وارهاب كل صوت او راي معارض للسياسة الايرانية في العراق . وكذلك محاربة اي فكر عربي او الدعوة له بحجة قطع الطريق على عودة حزب البعث . وتصوير كل مفكر عربي على انه من مؤيدي البعث او من انصار صدام
لقد كان مؤيدي ايران من اشد الداعين الى الاقاليم في العراق وتماهوا في ذلك مع الامريكان حتى جوز الدستور العراقي اقامة هذه الاقاليم . الا انه بعد السيطرة الايرانية بهذا الشكل على العراق والذي لم يكن متوقعا حتى من اشد المتفائلين من اصحاب القرار الايراني ، صارت ايران والموالين لها في العراق من اشد المعارضين للاقاليم فيه . كيف تؤيد ايران اقامة الاقاليم والعراق كله قد اصبح بيمين الحرس الثوري الايراني المرتبط مباشرة بالولي الفقيه القائد الاعلى للسياسة الايرانية
كل هذا يتعلق بالاحتلال الايراني للعراق ولغاية يومنا هذا
ولكن لاننسى الاحتلال الامريكي واهدافه بعيدة المدى للعراق
صحيح ان تغير رؤساء الولايات المتحدة لايغير كثيرا في السياسة الامريكية الا ان هذه السياسة لها مراحل وتكتيكات . وقد قلنا سابقا ان قرار امريكا بالانسحاب من العراق كان قرارا تكتيكيا لتقليل الخسائر . ان امريكا بعد احتلال العراق لايمكن ان تفرط به لاي سبب كان ولاي دولة كانت وان السماح لايران للتغلغل في العراق والسيطرة على سياسته كان ايضا قرارا تكتيكيا
الان تريد امريكا العودة الى العراق . ومن قال انها تركته اساسا ؟
بعد انتهاء مرحلة الانسحاب الامريكي التكتيكي الشكلي من العراق والذي تزامن مع مرحلة الرئيس اوباما . وجدت امريكا الان ان الفرصة قد اصبحت سانحة لها للعودة بهدوء الى العراق . خصوصا وان من كان معاديا لها او مقاوما للوجود الامريكي والذين اذاقوها الامرين ، يطمح الآن بعودة امريكا الى العراق للتخلص من النفوذ الايراني واتباعها
لقد قتل من قتل وهجر من هجر ومدن عريقة كاملة قد اطيح بها
والباقين في مدن الوسط والجنوب ذاقوا الجوع والهوان والحرمان من ابسط الخدمات وانعدمت الوظائف كما انعدم التعليم عن ابنائهم . ووجدوا ان حماية المذهب والادعاء بالدين واللحى والسبح والخواتم التي تجلب الحظ والمنصب والرزق . كان هراء في هراء والغرض منه هو نهب الدولة والمواطن واستغفاله والضحك على الذقون
الان وبعد كل الذي جرى . وجدت امريكا ان سياسة تصفية الخصوم بعضهم لبعض كما كان مخططا لها قد تمت بنجاح . وان وقت العودة قد حان . فبدأت بانشاء القواعد والتوسع بها لتشمل كل مناطق العراق . كما بدأت بالسيطرة على منفذ طريبيل وبعدها ستؤمن الحدود العراقية السورية لتقطع الطريق عن الامدادات الايرانية لحلفاؤها في سوريا ولبنان . والعمل بجهود حثيثة للقضاء على داعش واخواتها في العراق وسوريا . وتهدئة اللعب في العراق بعد كل هذه الفوضى . ويبدو ان الفوضى في العراق ستكون خلاقة على الطريقة الامريكية كما كانت هي سبب الفوضى ايضا
ان الوجود الامريكي الجديد في العراق سيكون بمعزل عن الوجود الايراني تماما
حيث لاتسمح امريكا لوجود اي منافس لها في العراق بعد الان . وان رسائل بهذا المعنى قد وجهت الى رئيس الوزراء العراقي . ويبدو ان السيد العبادي قد اخذ الامور بجدية ايضا ولذلك رأينا تحركات متبادلة لوزراء وعسكريين مع الاردن والسعودية . وان بقاء ايران في العراق هو مسألة وقت لان الامريكان لايرغبون بمواجهة مباشرة مع ايران وهم يعلمون ان لها اذرع عسكرية عديدة في العراق كما ان لديها وكلاء عديدين في دول العالم مستعدين لتنفيذ اوامر الحرس الثوري . والبديل هو مزيد من الضغوط الاقتصادية والمضايقات في البر والبحر مع افتعال الازمات حتى تحقيق انسحابها الى داخل الحدود الدولية العراقية الايرانية
اننا نعتقد ان امريكا سوف لن تغادر قواعدها او تنسحب من العراق تحت اي ظرف كان وان احتلالها للعراق سوف يتخذ شكل حلف طويل الامد لان العراق له اهمية قصوى لها من الناحية الجيوستراتيجية . اضافة الى الاهمية التاريخية . وسيعتبر جزءا مكملا لامن الولايات المتحدة الامريكية لامد طويل
ادهم ابراهيم


Show more



#ادهم_ابراهبم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحول مسار الثورة السورية
- الدين والقومية


المزيد.....




- توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر والكويت
- مشاهد من تحرير الجيش الروسي نوفوفاسيليفكا في جمهورية دونيتسك ...
- حريق مفاجئ في مطار رفيق الحريري من دون تسجيل إصابات
- الشرع يناقش مع ولي العهد السعودي تعزيز العلاقات ومستقبل سوري ...
- بوندسليغا.. ليفركوزن يفوز بعشرة لاعبين ويواصل مطاردة بايرن ا ...
- روبوت سداسي الأرجل صيني يؤدي مهمات في القطب الجنوبي
- بوتين: نخب أوروبا ستخضع لأوامر ترمب
- إيران تزيح الستار عن صاروخ -اعتماد- الباليستي بمدى 1700 كيلو ...
- -تلفزيون سوريا-: ظهور شقيق للرئيس أحمد الشرع علنا في السعودي ...
- الرئيس البنمي يعلن إنهاء مشاركة بلاده في مبادرة الحزام والطر ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهبم - الانسحاب الامريكي والتوغل الايراني في العراق