سمير عبد الرحيم اغا
الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 16:29
المحور:
الادب والفن
حادثة طريق
في الطريق العام بين بغداد وديــــــــالى ونحن في السيارة مع زملائي باتجاه الجامعة ..رحت أتابع السيارات في الشارع المزدحم ..قلت : ربما يكون سائقنا متعبا ، وادعو أن يبعدنا عن شر الطريق .. رغم أنني اعرف ان سائقنا يكره التخلف عن اقرأنه في الشارع ، فجأة أوقفنا عم " خضير " السائق بسبب توقف حركة السير ، ما أسرع ما توقفنا ، سمعنا شيا يحدث .. يدوي .. صوت ارتطام ينشغل الكل بما يجري ... ليس الأمر بيدنا .. هناك موت ،رأيناه ( رأي العين ) لأول مرة في حياتي أرى حادثا إمامي وقع للتو .. الجرحى لازالوا موجودين .. مات أربعة وجرح عشرة ... ونحن قادمون على نفس الطريق ، وجدت جمعا هائلا من الفلاحين يحيط بسيارتين مقلوبتين .. وما كدنا نقف لنرى ما حدث ، حتى قال فلاح شاب مثلنا من تلقاء نفسه :
- أربعة ماتوا والباقين جرحى
مضيت تدفعني الرغبة والفاجعة وحب الاستطلاع .. لرؤية الحادث .. لأقول لزملائي ما رأيت ..قلت لهم بلهفة :
ـ رأيت سيارة مقلوبة على عقب وأخرى مقلوبة "مفعوصة" . الزجاج منثور على الأرض يملأ الطريق كحبات الماس الأبيض المبعثرة .. وجثث مغطاة بورق الجرائد ....... ينظر إلي الناس الواقفون مخافة أن اخطأ وادهسهم ، صيحات فزع اسمعها من بعيد ، ضابط المرور يعاين ليعرف من المسبب ...ليوقع الحادث... عليه يعاين ولا ادري متى جاء .... ؟ قبعة طفلة وردية راقدة على التراب البعيد لا يجرؤ احد أخذها أو لمسها ، الكل أصر على رؤية الحادث نظراتهم لا تخلو من الم .. تتقاطر النساء على الحادث تتردد ألسنتهن بالفاظ التجهم ، اسود الأفق في عيني بعد أن رمينا السائق بالحماقة والجنون... غادرنا المكان بغير سائقنا ويدهش كل من يعلم بالخبر أن سيارتنا هي سبب الحادث .
#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟