أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد العضب - ترامب النرجسي وتحديات التصادم في المجتمع الاميركي















المزيد.....

ترامب النرجسي وتحديات التصادم في المجتمع الاميركي


محمد سعيد العضب

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 03:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مراجعه د محمد سعيد العضب

اولا : موقف ترامب من احداث الارهاب في لشبونه
تعرض السيد الر ئيس ترامب في الايام الاخيره لجمله قضايا داخليه وخارجيه تدلل بشكل اعلامي علي ارتباكه السياسي وعدم قدرته منطقيا في معالجه قضايا دوليه ومحليه ساخنه, مما يدلل بشكل قاطع علي افلاسه السياسي خصوصا , حينما اكد علي التصدي الي احداث التفجيرات في لشبونه " كاتولونيا " في اسبانيا وقدم النصح والمشوره للغرب عموما في تفعيل ذات اساليب الجنرال الاميركي " برشنج" التي استخدمها ضد الثوار المسلمين في الفلبين في الثلاثنيات , حينما قام في ذبح الخنازير واجبار الثوار المسلمين في شرب دماءها , حيث تصور ان هذه الفعله الشنيعه تحرم المسلم من الدخول الي الجنه , وهكذا سوف يتوقف جميع الثوار المسلمين من الاستمرار في العصيان والثوره علي الطغاة .
فمثل هذه الاعمال البربريه اللانسانيه التي مارسها جنرال اميركي سابق وان دللت علي الانحطاط الخلقي لهذا العمل المشين, لكن ترقي دلالتها حينما يقوم رئيس اعظم دوله في العالم المعاصر بالاستشهاد بها, وحث الغرب علي تفعليها واتباعها في التصدي لما يطلق علي الارهاب الاسلامي في يومنا الحاضر , كله يدفع المتابع الي الاستنتاج ليس فقط استهتار هذا الرئيس الاميركي في عقول البشر, بل يؤكد علي انه قد فقد حقا وعيه تماما ,بل ربما دخل في فصيل شبه المجانين " ,كما يشير بذلك عديد من علماء النفس في اميركيا ذاتها "
ثانيا موقف ترامب من احداث شارلوتزفيل في فرجنينا
حينما تعاظمت الهموم وتزايد القلق في الولايات المتحده الاميركيه حول انتشار الاسلحه النوويه وامتلاك العديد من الدول لها ,يبدو ان اميركا حاليا ذاتها قد وقعت في هذا المازق
. فمنذ احداث شالوتزفيل في ولايه فرجينا وتبعاتها ظهر طرفان في المجتمع الاميركي ليس فقط متناقضان, بل متصارعان ومشحونان بالغضب والهيجان الشديد . فجأة ومن دون انذار مسبق صعد علي السطح مجددا الجرح القومي العميق الناجم عن الحرب الاهليه منذ زمن بعيد تجاوز ال150 عاما, و الذي اعتقد بشفاءه . وحيمنا تمت المساومه انذالك بقبول استمرار نظام الرق في النصف الجنوبي مقابل الاتحاد المشترك وتاسيس الولايات المتحده الاميركيه.
تجسدت هذه الغلطه التاريخيه في تظاهرات شارلوتزفيل والهجوم وتحطيم تماثيل ابطال الجنوب, من هنا ظهر جليا قسوه الاحتدام والصدام داخل المجتمع الاميركي, كما اتضح كيف تقف الاجيال الحاضره في الشمال ضد المعاديين للرق والعبوديه ., ان احداث مدينه شارلوتز فيل الاخيره التي تراكمت عبرها احلام المجتع الاميركي , لكنها بذات الوقت شكلت نقطه انفجار محتدمه مرتبقه ومتوقعه في مجتمع يمتلك, بل يعتلي ناصيه التقدم التكنلوجي في العالم , لكنه ظل يفتقر الي التضامن والوعي المجتمعي الراقي ,
فجميع هذه الظواهر شكلت , وربما ساهمت ليس فقط في اعاقه الفعل السياسي العقلاني في البلاد, بل وفرت الارضيه الخصبه كما سمحت ايضا في ايصال شخصيه مثل ترامب الي رئاسه الدوله في الولايات المتحده الاميركيه ,. الذي تمكن من تجميع حثالات المجتمع , وما اطلق عليهم الصحفي النمساوي " كورت زايننست " من الصفوف الاولي في بالوعات المجاري في البلاد .
لقد وقف ترامب متذبذبا ولم يحدد خطا واضحا بين مجموعات اليمين المتطرف وبين الشرائح والمجوعات السكانيه الغفيره التي سعت في الدفاع عن كينونتها و ذاتها الانساني وقامت انتزاع قواعد تماثيل ابطال ولايات الجنوب " الداعين الي استمرار الرق في البلاد " لقد اثبت ترامب حقا حياده بين فريق الرافض للرق والعبوديه وبين الطرف الاخر المناهض لذلك , حيث اثبت بالدليل ان شعاره الانتخابي " اميركا اولا" يعني بالدرجه الاولي "اميركا البيض" لاغير , كما انه ليس في غيبوبه عن الحلم هذا... سياده الجنس الابيض . لقد اندفعت الفئات المتطرقه من البيض , بل تشجعت لتامه حينما شعرت ان ممثلها الان يحتل الموقع الاول في البيت الابيض .
اتجاه هذا الموقف لترامب دفع كثر من اعضاء الحزب الجمهوري البارزين ليس فقط التنصل من مواقفه, بل اعتبرت ان ذلك يمثل عار حقيقي للبلاد رغم ان استفاءات الرائ العام خصوصا قاعدته من السكان البيض ظلت تؤديه وتعطيه الحق في تصرفاته الامعقوله وغير واعيه ومدركه باخطاءه بحق الوطن . هكذا تعمق الانقسام في المجتمع الاميركي , خصوصا بعد خنق مماراسات وكاله الامن الفيدراليه من ناحيه و تعطيل مجلس الشيوخ من ممارسه اعماله التشريعيه من الناحيه الاخري , هكذا يمكن القول ان "الرئيس" قد تنصل عن موقعه في قياده البلاد و تحول الي ما يطلق عليه مدير تسويه افلاس دولته , اونه الان مجرد طبيب دجال يحاول تخدير الالام امته الراقده في في سرير المرض المزمن .
. فهذا المرض الاميركي العضال لم يبزغ فجاة بل جاء بالتدريج : خصوصا حينما تعرضت الطبقه الوسطي الي ضغوط هائله وتدهورت اوضاعها المعاشيه وغاب عنها الحلم الاميركي المنشود وتصاعد التهميش في المجتمه مقابل تعمق ثراء الاغنياء في ثرائهم وازدادت فجوه الدخل في المجتمع ,
فالسكان من البيض اصبحت الان من الناحيه الاحصائيه الي اقليه وتبدد الحلم الاميركي , لذا عليه الوعي كاملا بذلك وان هذا الحلم قد لا يتحقق لاطفالهك كما حصل لهم او لاباءهم .
فالاوهام التي عرضها الرئيس ترامب ( ايقاف الهجره والحمايه الاقتصاديه ) عبارة عن خرافات او يمكن ان يطلق عليا تراتيل صلاة " الاصيل" علي ارواح الموتي .ان تصاعد غضب الشرائح المحبطه في المجتمع وربما تشكل تبعاته خطرا جديا يهدد الامن القومي, بل ربما ستندلع من خلاله حربا اهليه خصوصا بين البيض والسود ,تكون فظيعه وتبعاتها هائله عليه تواجه اميركا اوضاعا سيئه لكن اثارها سيتحمل العالم برمته نتائجها المخيفه


*** اعتمد في تسيطر هذه الافكار علي مقالات نشرت في الصحف النمساويه وهي :
1. Wiener zeitung sa.so 19/ 20 august 2017
2. Der standard 19/20 /8 / 2017-09-07
3. Die krone Sonntag 20/8/ 2017



#محمد_سعيد_العضب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط والاستراتجيه العسكريه الاميركيه
- الاتحاد الاوربي اخفاقاته ومستقبل اليورو
- نهايه العولمه وترامب , بقلم توماس زافيرت
- ماذا يحتاج الاقتصاد الاميركي من الرئيس الجديد بقلم جوزيف ستج ...
- قراءه في كتاب -هل للراسماليه مستقبلا ؟ او ستموت ؟
- الهجره واللجوء بين الواقع والخيال
- سوريا بين حرب اهليه او نزاعات اثنيه وطائفيه
- روسيا والصين شراكه ام تحالف
- قراءه في كتاب - السرقه الكبري في التاريخ - بقلم ماتيس فياك و ...
- الصين بين تراث الشيوعيه وطموحات بناء اقتصاد السوق والراسمالي ...
- خاطره حول امال الجماهير في الاصلاح وكذب السلطان
- خواطر حول اهميه القطاع الخاص في التنميه المستدامه
- الديقراطيه في نهايه عمرها
- قراءه في كتاب -ثوره في بورصه الوول ستريت -
- الاقتصاد العراقي وتحديات حرب داعش
- افكار حول اهميه القطاع الصناعي الخاص في التنميه الاقتصاديه و ...
- خاطره حول البصره الحاضره الغائبه
- تمخض الجبل فولد فأر
- ابتكار الشعب اليهودي واسطوره دوله اسرائيل
- وسائل الخروج من ازمه الاقتصاد العالمي


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سعيد العضب - ترامب النرجسي وتحديات التصادم في المجتمع الاميركي