|
لماذا الاستقلال ... عفوا الاستفتاء في العراق فقط ؟!
اوراها دنخا سياوش
الحوار المتمدن-العدد: 5633 - 2017 / 9 / 7 - 13:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا الاستقلال ... عفوا الاستفتاء في العراق فقط ؟! يتوزع الكرد ما بين العراق وايران وتركيا وسوريا، هذا ما عدا المتواجدين في دول اخرى وفي المهجر. وكما هو معروف فان اصولهم هندو اوربية، تكاثروا واستولوا على شمال العراق الذي كان معروفا ببلاد اشور او اثور، عن طريق تغيير ديموغرافية هذه المنطقة، بأساليب مختلفة. وصاروا يتمردون على السلطات في البلدان المنقسمين فيها، العراق، وايران، وتركيا، وسوريا، واخذوا يشكلون احزاب وفصائل عسكرية للاستيلاء على المناطق التي كثروا فيها عنوة. ففي تركيا كان اوجلان، والعراق البرزاني وايران قاسملو وهكذا، جميعهم ترنو عيونهم الى انشاء دولة يطلقون عليها (كردستان !) الكبرى. لكن وكما هو معروف فان الاستغناء عن السلطة امر صعب خصوصا للذين يمتلكون افكارا واستراتيجيا قبلية وعشائرية، مما يجعل انشاء دولة كبرى تصطدم بمعوقات السلطة هذه. وبسبب مصالح وارتباطات اقليمية ودولية لهؤلاء القادة الكرد تصبح هكذا دولة من الاوهام والتخيلات. لكن من الممكن جدا ان تقوم دولة في احد القواطع وبحسب رغبة دول معينة كبرى كانت او متحالفة مع الدول الكبرى. فالأكراد في تركيا تمردوا وحاربوا وقاتلو الاتراك، لكن موازين القوى العسكرية والسياسية لا تزال بيد السلطات التركية، وهي كما هو معلوم للجميع عضو في الناتو والناتو ملزم للدفاع عنها وعن تقسيمها، لذا فان الاكراد يلاقون صعوبات بالغة في الاستمرار بالتمرد من اجل الاستقلال جنوب شرق تركيا، بسبب هذا الحلف، صعوبات عسكرية وسياسية. كذلك السلطة في ايران فلا تزال قوية، ولها سيطرة على مناطق تواجد الاكراد، وهي مدعومة بشكل او باخر من روسيا. اما سوريا فالوضع اخذ يأخذ شكلا اخر بسبب (الربيع !) السوري، وهنالك احتمال ان يتفاوض الكرد مع السلطات السورية ليجاد صيغة جديدة لوضع الاكراد في سورية بعد ان كانوا لا يمنحون الجنسية هناك، صيغة من الممكن ان تغير من ديموغرافية المنطقة، وتجعلهم يستولون على جزء من سوريا مستقبلاً، وبالتالي يصبح حالهم كحال الكرد في العراق. اما في العراق، وهو ما يهمنا، فان السياسة العراقية العدائية كانت دائما وابدا من صالح الكرد. فعلاقات العراق كانت سيئة مع جميع الدول التي تحدها تقريباً، هذا بالإضافة الى عداء العراق الشديد لإسرائيل بسبب فلسطين، وكأن اسرائيل اقتطعت فلسطين من العراق، في حين ان البلدان العربية الاخرى، كانت تمتلك علاقات، ومن تحت الطاولة مع اسرائيل، لا بل الانكى كانت تتعاون مع اسرائيل لضرب العراق. كذلك نجد ان اسرائيل وجدت في الكرد افضل منفذ للدخول والوصول الى الفرات، فدعمتهم، سياسيا، وعسكريا، بصورة سرية وحتى علنية، ضد سلطة المركز في بغداد... وكانت حرب الخليج او حرب الكويت هي القشة التي استندت عليها اسرائيل لمد نفوذها خصوصا بعد اعلان اميركا وحلفائها حماية الكرد عام 1991 من خلال فرض حظر جوي على شمال العراق، مما سمح بتشكيل ما اطلق عليه اقليم (كردستان !). ونظرا لطول نفس السياسة، فان الصبر الاسرائيلي، وطول نفسه، جعل الكرد في النهاية يخضعون اليها، لا بل صاروا يتواجدون علناً في (الاقليم !)، ويطالبون بأملاكهم... انظر الرابط. بعد ان تم ازاحة البعث، العدو اللدود لإسرائيل، في عام 2003 . ولكي تثبت اسرائيل اقدامها اكثر فاكثر، ولكي يتحقق شعارهم من الفرات الى النيل، تعم اعطاء الايعاز الى الكرد لإعلان الاستقلال، وليس الاستفتاء، لان الاستفتاء نتائجه معروفة منذ اليوم الاول من انطلاق التمرد الكردي في شمال العراق. فمعظم الاكراد هم مع الاستفتاء بنعم لاستقلالهم، منذ اكثر من 80 عاماً، والاستفتاء المزمع اجراءه الان هو مجرد محاولة للضحك على الذقون... انه الاستقلال خطوة خطوة، باستخدام تعبير الاستفتاء الذي يسبق الاستقلال، تحت جناح الديمقراطية، وهالة الديمقراطية، وهم منها براء. اما لماذا الاستفتاء ليس في تركيا ولا في ايران ؟ لمن لا يعلم، فان تركيا كانت افضل حاضنة لليهود الذين تم طردهم من اسبانيا، ايام محاكم التفتيش، فقد التجأوا اليها وعاشوا عصرا ذهبيا فيها. واسرائيل تكن محبة ومودة للأتراك بسبب هذا التاريخ، ولها علاقات متميزة معهم، ولا تزال بالرغم من (عنتريات !) اردوغان. لذا فان المودة هي سياسة اسرائيل مع تركيا، ولا شأن لها بأكراد تركيا، ولا بتمردهم عليها، يكفي انها وضعت قدميها جنب الفرات في شمال العراق. كذلك الحال مع ايران، فان اسرائيل تكن احتراما لها بسبب الخدمة الكبيرة التي اداها لهم كورش وسمح لهم بالعودة من السبي البابلي والآشوري، لذلك نرى ان اسرائيل متمهلة جدا جدا في ضرب النظام الايراني (المعادي !) لإسرائيل حالياً، وذلك كي يفسدون العلاقة التاريخية ما بينهما. بالإضافة الى ضعف الكرد في ايران. ان شعار وعلم اسرائيل هو من الفرات الى النيل، وكانوا قد وصلوا الى الفرات، وهم الان وبمساعدة الكرد، على ضفاف الفرات ! ان المتغيرات (الاستفتائية !) هذه ستطول شعبنا الكلدوآشوري السرياني لأنه سيعيش منعطفاً (بزاوية !) تسعين درجة واكثر، وسيتسبب في انقلاب جميع مركبات احزابنا، لان الكرد سيفتحون باب التشريع بحسب مزاجهم الاستيلائي، وبالتالي سيستبيحوننا (قانونياً !) وشرعاً. http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,852500.0.html
#اوراها_دنخا_سياوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أني اغرق .. اغرق .. اغرق !!!
-
ثقافة الكراهية والعنصرية في الملاعب !
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|