|
تخبط السياسة السعودية ... إيران نموذجا
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5628 - 2017 / 9 / 2 - 21:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترسم الدول المتقدمة سياساتها وبرامجها بناء على دراسات مراكز الأبحاث ونصائح المستشارين الخلّص الفاهمين لدروسهم والحافظين لها ،ولذلك نرى أن نسبة النجاح تكون عالية عند التطبيق ،وإن حدثت الخسارة فهامشية ،في حال كانت الأهداف شريفة ونبيلة ،لكنه وعندما تكون النوايا كيدية وإنتقامية كما هو الحال بالنسبة لقطر ،فإننا نرى الفشل مدويا والخسارات لا تحصى ،وهذا حال السعودية التي تتخبط في سياساتها وتجبر الآخرين الذين يتلقون فتاتها على إتباع سياساتها ،لتزداد مشاكلهم ويتورطون أكثر منها ويبقون تحت سيطرتها على أمل تقديم الفتات لهم ،بينما تهب المليارات للغرب"الكافر". نتحدث هنا عن تخبط السياسة السعودية تجاه إيران تحديدا ،وخاصة منذ أن تم طرد شاه إيران المقبور وتسلم الملالي الحكم ،إذ كانت العلاقات السعودية الشاهنشاهية على مايرام رغم انه كان عميلا إسرائيليا وامريكيا ،وأسهم بتدمير العراق من خلال دعمه للأكراد بتوجيهات إسرائيلية ،متفقا بذلك مع الدور السعودي المعهود في إجهاض كل حركات التحرر في العالمين العربي والإسلامي،وقد تفجر الخلاف السعودي الإيراني في العهد الجديد بعد أن طرد الملالي الإسرائيليون من بلادهم وأغلقوا سفارتهم وسلموها لمنظمة التحرير،وكان العداء السعودي لإيران بحجة أن إيران تريد تصدير الثورة للسعودية على وجه الخصوص ،وكأن الثورة صندوق طماطم ،ومع ذلك مرت السنون ولم نجد شيعة المنطقة الشرقية في السعودية يثورون ضد نظام الحكم عندهم بتوجيهات من إيران. منذ تسلم حكومة الملالي الحكم في طهران ونحن نرى تقلبا سعوديا على وجه الخصوص ،وتحالفات سعودية مع الشيطان الرجيم ،ودفع مبالغ طائلة وآخرها زهاء نصف تريليون دولار تم دفعها كجزية لأبو فص في قمة الرياض ترامب ،ناهيك عن الهدايا الفخمة والضخمة التي لحقته بحرا لعدم إستيعاب الطائرة لها ،أضف إلى ذلك ما حظيت به إيفانكا الساحرة وزوجها الشاب اليهودي ،ولا ننسى ما لهفته زوجة أبو فص ميلانيا لجمعيتها الخيرية . كل ذلك السعار إشتعل بعد توقيع إيران مع الدول الأوروبية وامريكا "5+1"على الإتفاق النووي الذي أدخل الرعب في قلوب صناع القرارالسعودي ،الذين كان بإمكانهم لو كانوا صادقين مع الله ،إمتلاك السلاح النووي ،ولعملوا على تحرير المقدسات الإسلامية ،لكنهم دفعوا أرقاما فلكية لصفقات أسلحة غربية لم ينفذ منها سوى بند العمولات . كان التحالف السري غير المعلن بين نظام الحكم السعودي وإسرائيل يضغط بشدة على واشنطن لضرب إيران ،وسمعنا عن سيناريوهات عديدة حول مسارات الطائرات الإسرائيلية ،وقرأنا الكثير من التحليلات والمعلومات التي تفيد بقرب ضرب إيران من قبل الطائرات الإسرائيلية ،لكن البيت الأبيض رفض القيام بضرب إيران ،ومنع إسرائيل التي كانت تتظاهر بالرغبة في ضرب إيران لإبتزاز السعوديين ومن لف لفيفهم في الخليج من توجيه ضربة لإيران ،مع ان المنطق يقول أن الإسرائيليين لا يجرأون على مثل هذا الفعل لأسباب عديدة اهمها انهم دائما يحاربون بغيرهم، وقام السفاح شارون بالضغط على المجنون بوش الصغير لضرب إيران ،لكن الخير شرب حليب السباع وقال له أنه لن يقوم بضرب إيران ،لأن الإيرانيين "فرس"وليسوا عربا ،أي ان ردة فعلهم ستكون قوية ،وأكد له أنه نفذ رغبة إسرائيل في إحتلال العراق وتدميره . لم يفهم صانع القرار السعودي الرسالة ولا التطورات ،ولم يقتنعوا أن القوى الكبرى لا تحترم الضعيف الساذج السفيه الذي يبدع في قول حاضر سيدي ،ولك كل ولائي وثروتي ، ولا يهم إن جاع الشعب أو ضاقت به السبل وكأنه لا ينتمي لأغنى دولة في العالم ،كما هو حال الشعب السعودي هذه الأيام . وصلت الأمور بصانع القرار السعودي أن يضغط بإتجاه التشديد على إيران من خلال رشوة عواصم صنع القرار لإلغاء الإتفاق النووي ،ووصلت الأمور أيضا بغجبار من يدور في فلك السعودية على قطع العلاقات مع إيران ،وهذا ما فعلته دولة قطر قبل حصارها من قبل البحرين والسيسي وافمارات والسعودية ،وقد تم إعادة العلاقات والسفير قبل أيام ،بعد أن أيقنت قطر من هم أعداؤها الحقيقيون ،علما أن السعودية عمقت الخلاف مع إيران وحاولت منع الإيرانيين من الحج،كما فعلت مع قطر هذا العام. ما لم يكن متوقعا وحصل فجأة هو إنقلاب في التوجه السعودي تجاه إيران ،فبعد أن صرح المسؤولون السعوديون أن إيران دولة مجوسية كافرة رافضية ،رأينا تحولا مفاجئا 180 درجة ،تجاه إيران وبدأ الغزل السعودي الحميمي لإيران بإستقبال حجاجهم ومعاملتهم معاملة ال"VIP"،ودعوة وزير الداخلية العراقي الأعرجي الذي يمثل الخط الإيراني في العراق إلى الرياض ،وكذلك إستقبال الزعيم الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر ،والتوسل إليهم بالتوسط لإجراء مصالحة مع إيران "الكافرة "،وسمعنا تصريحا قبل أيام من الرياض أن الإيرانيين إخواننا في الإسلام ،وقد تم إستقبال مسؤولين رفيعي المستوى من إيران في الرياض ،ونحن بإنتظار الخطوة النهائية التي تتمثل بقمة إيرانية –سعودية تنهي الخلاف بين الجانبين . يبدو أن إعلان التحالف السعودي مع إسرائيل لم يثمر ،وأتوقع ان رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية النتن ياهو قد خذل صانع القرا رالسعودي برفضه شن حرب على إيران، مع انه لهف مبلغ المقاولة السعودية التي لا يعلم سوى الله كم حجمها ،كما أنه وجه صفعة اخرى قبل أيام لصانع القرار السعودي برفضه إجراء تقدم ولو طفيف على المسار الفلسطيني ،مقابل قيام الرياض بتسريع التطبيع مع مستدمرة إسرائيل ،ناهيك عن تورط السعودية في اليمن ، وهزيمتها أمام قطر ،وخضوعها للإبتزاز من قبل السيسي. عموما أثبتت السياسة السعودية فشلها الذريع ،وسيكون ثمن هذا الفشل كبيرا ،فهم بإستضافة قمم الماسونية مع ترامب في الرياض ،ومنحه النصف تريليون دولار وحصارهم لقطر وخوضهم حرب اليمن الفاشلة وعدائهم لإيران وتجويعهم لشعبهم ،وتطبيعهم مع مستدمرة إسرائيل ،وتخليهم عن الأقصى والقدس ،كل ذلك سينقلب عليهم وعلينا جميعا لأن الحل الماسوني المقبل سيتجاوز مستدمرة إسرائيل ،ويضع مكة والمدينة مع القدس تحت السيطرة الماسونية،ضمن خطة "الشعاع الأزرق".
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تبريد جبهة سوريا ...وتسخين جبهة السعودية
-
عودة أمريكا إلى العراق
-
-إسرائيل -لا تريد سلاما ..بل إستسلاما
-
السودان في عين الخطر الصهيوني
-
قتل الشاهد..جريمة
-
قمم الرياض ....التقويم الجديد
-
رحيل ترامب من البيت الأبيض يقترب
-
الموساد يدهس في أوروبا
-
-إسرائيل -تنقلب على الأردن الرسمي
-
فتح باب التسجيل في مؤتمر البحر الأحمر الدولي الرابع لطب العي
...
-
الإغتصاب والثأر
-
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تدين شبكات المت
...
-
-بلو- يغذي أدب المكفوفين بمؤلفه الجديد -رحلتي عبر السنين-
-
عبد الحسين عبد الرضا رائد التنوير في الوطن العربي
-
إسرائيل تغلق الجزيرة تنفيذا لسياسة دول الحصار
-
العدوى العربية تنتقل لأمريكا ترامب
-
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تعرض منصة -انسج
...
-
مبادرات ظاهر عمرو..المواطن المبدع
-
زيارة الملك إلى رام الله صفعة للنتن ياهو
-
نقل ملكية الأقصى
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|