أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!















المزيد.....

جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 01:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!

إنّ الحديث عن سرعة ما فوق سرعة الضوء تجيّر بشكل أو بآخر إستناداً على الكثير من القوانين والأنظمة والقواعد الفيزيائيّة عند الكثير من علماء الأبحاث المستمرّة، لأنّ تلك الأبحاث تستند فيما تستند عليه سرعة ثابتة هي سرعة الضوء التي تعتبر ثابتاً من الثوابت التي لايمكن تجاوزها، وإلاّ فمن يتحدث عن غير ذلك فهو مصاب ب (زهايمر فيزيائيّ!) كيف نتحدث عن أجسام تتحرك أو جسيمات أو موجات تتحرّك بسرعة أكبر من سرعة الضوء؟! كيف؟! هل وصلنا الى تحدّ من التحديات التي إن دخل فيها أحد خرج منها خاسراً بلا تعب أو جهد! كما يعتقد البعض وهم أغلبيّة ليست قليلة!! ( أرجوك لا تقارن مع تحدي الدخول الى البرلمان العراقي فالدخول اليه خالي الوفاض والخروج منه بملايين من الدولارات لا نعرف سبب مجيئها وبسرعة تقارب سرعة الضوء أحياناً).
جسيمات تنتشر في الكون المرئيّ والمظلم وتتحرّك بسرعات (هكذا!!) ووفق أسس الإحتماليّات هناك ما يسير بسرعة الثابت المعروف وأخرى بسرعة أخرى!! ولم لا؟! أتكلّم إحتمالاً لانّ الكون ليس كلّه
يخضع لمعادلاتنا الجميلة (جسيمات كالغلوونات والنيوترينوات (الجسيمات الشبح)
Ghost particles
وغيرها علاوة على الفوتونات تسير بسرع كبيرة جداً لانّها جسيمات (!) لا كتلويّة، أيّ كتلها تساوي صفراً (ولو أنّ النيوترينو بانت عجائبه واصبح ذا كتلة تتراوح بين قيم صغيرة من الإلكترون فولت)!
وأطلق عليها بالجسيمات الشبحية أو الأجسام الاشباح لانها تتفاعل مع أشكال أخرى من المادة تفاعلا ضعيفا جداً.
لقد أظهرت التجارب السابقة ان النيوترينوات لها كتلة لكنّها رقيقة الى درجة كبيرة لذلك تكون قوية في حالة القياس . نتيجة لاستخدام المعلومات من المسح الشامل والكبير للمجرات المدروسة والمراقبة من هذا المنحى، أظهر الباحثون دراسة وضع كتلة لنيوترينو تقارب رقما لا يتجاوز 0.28 إلكترون فولت (وأحياناً يتجاوزها!) وهذه الكتلة تكون اقل من واحد على المليار من كتلة ذرة الهيدروجين كما يقول العلماء.
ليس هيناً أو سهلاً علينا أن نضرب ما نفكّر به ضرباً يثير علينا ولنا تشويشاً نحن في غنى عنه! لكن من المهم الاشارة الى ان وجود جسيم او جسيمات افتراضية لا يخرّب نظريتنا وافكارنا!
حينما نقيس المتحرّكات أو المتسارعات من جسيمات أو من غيرها(!) وفق المقاييس الكونيّة نلاحظ أنّ المقاييس التي تستند على سرعة الضوء، باتت تدوّن لنا حركة المتحرّكات بصورة غير تلك التي تتناسب مع المعيار الاساس للسرعة وهو سرعة الضوء! فهل هناك جسيمات ذات سرعة أكبر من سرعة الضوء ولا تستطيع المقاييس الكونيّة ملاحقتها؟! وهل هناك مادة أو مواد تدعى بالمواد فوق الضوئيّة؟!
Ultraphotonic matters
إنّ الحديث، مجرّد الحديث عن سرع تتجاوز سرعة الضوء نقطة غير قابلة للقبول الا عند بعض علماء الفيزياء النظرية الذين يستدرجون المعادلات استدراجا لتخضع لثوابت ومتغيّرات جدليّة، لايمكن لنا إلاّ أن نقبلها(!) لسبب من إثنين: إمّا لجهلنا بمكنوناتها التفصيليّة أو لادراكنا بأنّ المستند على المتغيّر، لابدّ أن يكون متغيّراً ولو إحتمالاً!! لكن والحقيقة تقال أنّنا نقوم بتسميم حياة هؤلاء رغم كلّ شيء عندما ندخل في رحاب هذا النقاش لتعقيداته وتجرؤنا على الدخول في هذا المضمار!
لقد قرأت العديد من المقالات وبعض الكتب وبعدّة لغات (تلك التي أعرفها!)، فلم أجدّ إلاّ التحديات المستمرّة في هذا المضمار مما يشعرني إمّا بالتعب أو الاسهاب في التفكير الذي يجعلني في مواضع لا أحسد عليها! والكثير منها يتطرّق حين الحديث عن المادة فوق الضوئية عن جسيمات إفتراضية يطلق عليها بالتخيونات أو التكيونات أو التاكيسات وتعني باللغة الاغريقية بالسريعات أو المندفعات، ويتكوّن من مميزات غريبة وفق المواصفات التقليدية حيث يكون الجسيم المذكور من كتلة تربيعيّة سالبة، وحالة من اللاإستقرار.
سؤال يتبادر الى الذهن لفهم بعض التصورات المهمة: نعرف انّ كتلة البروتون تكبر كتلة الالكترون ب 1836 مرة تقريباً، لو قمنا بتعجيل البروتون الى مستويات كبيرة تقرّب سرعته من سرعة الضوء وعجّلنا الالكترون بطاقة بحيث تصبح سرعته مقاربة من سرعة الضوء، ما الذي يمكن ان
نفرّق به بين سرعتي الجسيمين؟! (أقصد كتلةً وسرعةً)
تلعب قوانين الفيزياء وفق الاطر التي تعوّدنا عليها دورا في فهم الكثير من الظواهر لكن بنفس الوقت تقيّدنا أيّما تقييد في جوانب أخرى! ففي كل حالة من حالات الإنطلاق نحو تأمُّل فيزيائيّ جميل ينعش الروح في إنطلاقته! تنتفض علينا قواعد الفيزياء وتكبح جماح الإنطلاق! لا تستغرب من قولي هذا رعاك الله!
أصبحت حكايات الافتراضات حكايات ملؤها الشعور بالغثيان على ابسط التقديرات. لكن الشيء الذي يسلينا هو هذه الثقة المتأرجحة بما يكتشفه المختبر كي يحقّق ما أنتج العقل الكبير للعالم الفيزيائي!
اريد ان اسحبك الى ساحة جميلة ليست مزعجة كثيرا! دعني أسير بخطى بطيئة لنتسلّى سوية مع فنجان قهوة افتراضي! لعلّنا نحظى به حقيقة في موضع من المواضع في طريقنا!!
في الدين هناك الغيب الذي تتطرّق له الكتب السماوية والذي يجعل الانسان في حالة من الرخاء الجميل كما أؤمن أنا على الأقل! ففي هذا العالم عوالم متشعّبة منها عوالم شبحية خارج نطاق حدود البصر! لكن لا احد ينكر وجود تأثيراتها بيننا! سمّي هذه التأثيرات بما شئت: أقدار، حظوظ، قوى غيبية بتأثيرات باراسيكولوجية! مما تشاء، لكن لاحظ ان وضعت لها تفسيرا معينا على ماذا تحصل في النتيجة.
في يوم من الأيام كنت في مؤتمر نناقش في التطورات الحديثة في مجال ما! وقد طرحت وقتها موضوعا اعتبره انا مهما للغاية لتقليص المجهود المادي والزمني! هو ان نغترف من كل المؤثرات التي توجد او يوجدها بعضهم بيننا ومنها هذه التأثيرات الروحية الغيبية التي أطّرها بعضهم بممارسات كلاسيكية لا تأثير بعيدا لها! بالمطلق! الذي اقصده هو الفكر الغيبي والتدبّر بما يحيط بِنَا وعلاقاته المتعددة بِنَا وبما نعمله او نحاول ذلك! أقول عندما طرحت ذلك لاحظت الوجوه المتهكّمة ! والقراءات التي لا يفهم منها الا القصور في الفهم والإدراك. لا تستغرب من ذلك حيث لم أستغرب أنا من هذه الوجوه! المتهكّمة!
فالكثير يتصوّر قاصراً في الفهم أنّ الغيب لا علاقة له بالعلم بل ولا يمكن الربط بينهما! فأين الدين من ذلك العلم المتغيّر الذي تتشابك به النظريات والمعادلات والفرضيات التي تستند فيما تستند اليه من قواعد متراكبة على بعضها لا علاقة للغيب بها.
لا احسب ان اهل العلم حقا هم من يرفضوا اي فكرة في طريقها للنقاش وللتحليل والاسهاب بعيدا عن التقليديات المتّبعة! لذلك فعندما تطرح فكرة منبثقة من احتماليات مستخدمة ومتّبعة في سياقاتنا الفيزيائية والرياضية فلا يمكن لنا ان نبعدها عن التداول بحجّة عدم اتباعها سياقات تقليدية كما اشرت!
تستخدم التقنيات في مجالات واسعة ومنها تلك التي تتطرق للبحث عن عوالم خارج حدود الحواس الخمس او الست (لا تستغرب اذا قلنا ان هناك حواسا تتجاوز العشرة وربما اكثر! خذ مثلاً: ما الذي وصل اليه اهل تفسير الاحلام اين تذهب مكنوناتنا وتحلق اوراحنا او نفوسنا او او او....
لقد عرفنا من خلال دراساتنا لعلم الفيزياء ان سرعة الجسم ترتبط بكتلته وتعتمد تلك الكتلة على سرعتها عموماً فكلما تحرّكت الكتلة اسرع كلما اصبحت اثقل واثقل ونعلم ان الزيادة الحاصلة في الكتلة غير محسوسة في حالة السرعات غير الكبيرة. لو قمنا بتعجيل الالكترون في المعجلات الكبيرة فان كتلته ستزداد ملايين المرات ويمكن ان تكون بمليارات المرات! الى الدرجة التي يصبح فيها الالكترون اثقل من البروتون.

لكن يجب القول انّ كتلة الجسم من الصعب تعجيلها حينما تزداد أكثر فأكثر، فتحتاج الى طاقة أكبر وأكبر لتعجيلها. أي لو أردنا مثلا أن نعجّل الجسيم هذا الى مستويات عليا سنحتاج الى طاقة هائلة جدا قد تصل الى طاقة الكون بأجمعه! لذلك يقول العلماء بسبب هذا التفسير لا يمكن ان نجد اجساما تسير بسرعة اكبر من سرعة الضوء!
لقد ذكر العالم الروسي ترليتسكي ان (لا يمكن لنا ان نعبر الحاجز الضوئي عن طريق زيادة السرعة باستمرار!)
السؤال وان استطعنا ان نضع طريقة اخرى او استنتاجا اخر لتجاوز الحاجز الضوئي دون هذه الطريقة (طريقة زيادة السرعة باستمرار طبعا استنادا على علاقة انشتاين التي هي اصلا استندت على ثابت يمكن له ان يتزحزح!)، فكيف ستكون العملية؟!

وسنتطرق الى ذلك في حلقة اخرى!

د.مؤيد الحسيني العابد
Moayad Al-Abed



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم علويّة
- صعاليك .... وصعلكة
- الوثوب والركود العقلي
- ما الذي يجري على الأرض؟
- الوضع الجديد والنصر المبين القادم! في العراق
- المجدّد السيد كمال الحيدري بين حداثة البحث وأكاديميّة الأسلو ...
- هل هي حكومة: نسوا الله فأنساهم أنفسهم؟!
- لماذا تهافت الارهابيون على سورية والعراق؟
- أضواء على الاتفاق النووي الجديد في جنيف!
- الجسيم الجديد والكون الحلقة الثانية
- الجسيم الجديد والكون - الحلقة الأولى
- الضرائب القادمة على مستوى المنطقة
- أردوغان والضربة القاضية القادمة!
- هل دخلنا المرحلة الاخيرة لحسم الاوضاع في سورية؟
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الثا ...
- التكامل المعرفي في فكر السيد الحيدري
- (مفاعل ديمونة) والوضع الجديد في المنطقة العربية الحلقة الأول ...
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع 2
- النشاط النوويّ السوريّ بين الإتّهام والواقع (1)
- من مضحكات زماننا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - جدليّة الفيزياء وواقع مجنون!