فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 5623 - 2017 / 8 / 28 - 20:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يا رفيقي ليس من الصعوبة أن يموت الإنسان
ولكن الصعوبة أن يموت الأحبة ويبقى المحب حياً
وقد ترجم تلك الحالة من الألم والمأساة وعذاب الروح الشاعر زهير ابن أبي سلمى حينما قال :-
ثلاث يعز الصبر عند حلولها
خروج اضطرار من ديار تحبها
ويذهل منها عقل كل لبيب
وفرقة أخوان وفقد حبيب
وأنا في خلوة مع النفس وذكريات أيام زمان، فعادني الشوق للأحباب ... فانبعثت أبكي وأهتف أحياناً بشكوايا ... سلمت عيوني إلى النوم فطاف عليَّ حلم أصبحت يداي جناحين فحلقت في فضاءات مدينتي المناضلة أحمل تراب سجني واغترابي وأبحث عن رفاق دربي الطويل لأنثر عليهم تراب سجني ... فتجولت في شوارعها الذي كان لنا مع كل شارع حكاية ثم تجولت في أزقتها ودروبها التي كان لنا مع جدران بيوتها حكاية يوم كنا نخط على جدرانها بـ (البوية الحمراء) شعاراتنا الثورية فرأيت بيوتاً مختلفة منها ما على ومنها ما دنى ومنها ما تهدم ومنها من استدار نحو اليمين أو اليسار ثم جلست على قارعة الطريق أنظر في وجوه الناس أبحث عن رفاقي فرأيت بشراً غرباء يسيرون في الطريق منهم من يبتسم ويضحك ومنهم عابس الوجه يبكي .. فنهضت وذهبت إلى ساحة المدينة ووقفت في مكان مرتفع ونثرت تراب سجني في فضاءاتها ربما يصحو النيام من غفوتهم ... فصحوت من نومي على أصوات الديكه تعلن بدأ يوم جديد كباقي الأيام .. فجلست على فراشي مهموماً فوضعت يدي على رأسي وقلت : أين أنت الآن يا تاريخ أم أين أنا ... ضاعت أحلامي وأحلام المنى.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟