|
تحت سماء عدنان الصائغ دمت للشعر ولنا
مصطفى شيخان
الحوار المتمدن-العدد: 1458 - 2006 / 2 / 11 - 10:28
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تحت سماء غريبة وترٌ فريدٌ يعيد لنا دهشة الشعر
(القاهرة – ثقافة) أثناء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 38، صدرت عن دار "آفاق" للنشر والتوزيع في القاهرة، الطبعة الثالثة، من ديوان "تحت سماء غريبة" للشاعر العراقي عدنان الصائغ، المقيم في لندن. يتضمن الديوان 37 قصيدة تنوعت بأشكالها وايقاعاتها ومضامينها بين الغربة والحرية والوطن والحنين والحب والألم. وكانت طبعته الأولى قد صدرت في لندن عام 1994 عن مواقف عربية، وطبعته الثانية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2002.
قال الشاعر والناقد د. عبد العزيز المقالح في تقديمه:
"حين قرأتُ هذه القصائدَ المغمورةَ بالوحشةِ والحنينِ لأول مرة، قلتُ ليتَ كلَّ الشعراءِ المبعثرين في منافيهم المختارةِ أو الاضطراريةِ، يمتلكون مثل هذه الحساسية الجمالية الشفافة التي تمكنتْ من أن تكتشفَ - تحت سماوات الغربة – كلَّ هذا القدرِ من الهيامِ بالوطنِ الأولِ تراباً وإنساناً وحضارةً، وكلَّ هذا القدرِ من اللوحاتِ الجميلةِ والكوابيسِ الخرساء.
من أيِّ جيلٍ هو عدنان الصائغ؟ وهل في مقدورِ شاعرٍ ما أن يكون أبن جيله فقط؟
إنَّ شعر عدنان خلاصةٌ لجوهرِ الشعرِ في النصفِ الثاني من القرنِ العشرين. هنا البداياتُ وهنا آخرُ الشوطِ، هنا الإحساسُ العميقُ بأهمية ما أنجزته الستينات والسبعينات وهنا الشعور الأعمق بأهمية أن تكتشفَ الكتابة الشعرية الجديدة معناها الأجد وإيقاعها الصوتي الأكثر إيحاءً واندفاعاً نحو عوالم وسماوات لمْ تقتحمْ الكلمةُ الشعريةُ أجواءها المكدرةَ بعد"
وقالت لارا العمري:
باتَ من النادرِ هذه الأيام أن تعثرَ على شاعرٍ مدهشٍ يوقظُ الإنسانيةَ فيكَ.. وتقرأ كثيراً وتجدُ أنَّ ما تبقى بين أصابعكَ قليلٌ.. وقليلٌ جداً. لكنني، وبناءً على نصيحةِ شاعرة صديقة، تناولتُ ديواناً للشاعر عدنان الصائغ عنوانه "تحت سماء غريبة" وما كدتُ أنتهي منه حتى صرختُ: لقد وجدته..
هذا شاعرٌ مدهشٌ، بسيطٌ وعذبٌ وعميقٌ وجريءٌ وحادٌ ومرٌّ ومعذَّبٌ ومفاجِيءٌ وذو حسٍّ أنسانيٍّ جارح.
نعمْ أنه وحيدٌ.. وسطَ الكثرةِ التي تستنسخُ بعضها البعض.
عدنان الصائغ وترٌ فريدٌ ومميزٌ في جوقةِ الشعراء.
بالإضافة إلى كلمات لسعدي يوسف، جبرا ابراهيم جبرا، وشيركو بيكه س.
وكانت قد صدرت مؤخراً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وضمن سلسلة "آفاق عربية" الطبعة الثالثة، من ديوانه "غيمة الصمغ"..
وصدرت أيضاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت "الأعمال الشعرية"، في مجلد ضخم (752 صفحة)..
وكان الصائغ قد حصل مؤخراً على الجائزة السنوية، لاتحاد الكتاب السويديين- فرع الجنوب، للعام 2005.
نقرأ من الديوان:
تضيقُ البلادُ
تضيقُ..
تضيقُ
وتتسعُ الورقةْ
البلادُ التي نصفُها حجرُ
والبلادُ التي دمعُها مطرُ
والبلادُ التي…
تبيعُ بنيها..
إذ جوّعتها الحروبُ
فماذا تبيعُ إذا جوّعتكَ البلادُ
وضاقتْ بدمعتكَ الحدقةْ"
*********
كلما سقطَ دكتاتور
من عرشِ التاريخِ، المرصّعِ بدموعنا
التهبتْ كفاي بالتصفيق
لكنني حالما أعود الى البيتِ
وأضغطُ على زرِ التلفزيون
يندلقُ دكتاتورٌ آخر
من أفواهِ الجماهيرِ الملتهبةِ بالصفيرِ والهتافات
.. غارقاً في الضحكِ
من سذاجتي
التهبتْ عيناي بالدموع
********
عندما لمْ يرني البحرُ
تركَ لي عنوانَهُ:
زرقةَ عينيكِ
.. وغادرني
*******
أكلُّ هذه الثورات
التي قامَ بها البحرُ
ولمْ يعتقلْهُ أحد
*******
كلما كتبَ رسالةً
إلى الوطنِ
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأٍ في العنوان
********
كم عيناً فقأتَ أيها المدفعي
لتضيء على كتفيك كلُّ هذه النجوم
*******
بين أصابعنا المتشابكة على الطاولة
كثيراً ما ينسجُ العنكبوتُ
خيوطَ وحدتي
********
على جلد الجواد الرابح
ينحدر عرق الايام الخاسرة
*******
تجلسُ في المكتبة
فاتحةً ساقيها
وأنا أقرأُ..
ما بين السطور *******
وطنٌ هاربٌ في دمي هل يُخبّئُني.. أم أخبّئهُ خلفَ سبورةِ الدرسِ خارطة نصفها مطرٌ … ومنافٍ ونصفٌ شعارْ والمدارُ الذي لفني كسؤالٍ يتيمٍ على رحلةِ الطفلِ يكبرُ… وهو يواجهُ عيني معلمهِ دامعتين وراء الإطارْ سوف يسأله ضابطُ السجنِ محتدماً - كيف سرّبتَ بين خطوطِ الطباشيرِ هذا الحنينَ..؟ ويطفئهُ في الجدارْ ****** ويمضي عدنان الصائغ حاملاً عراقه مثل ايثاكا مبشراً بغد افضل يؤرقه البعد عن وطنه بعد ان اتعبته المنافي الصائغ الحبيب سنرفع قلوبنا عالياً تضامناً مع من اعاد للشعر الألق والنكهة الاصيلة لن نغادر الشوق لك ولا لعراقنا الطافح عذوبة لك و لمعشر الشعراء الف بريق والق متجدد أغداً يسعفنا الحنين الى وطننا المشتهى ربما ربما................................
#مصطفى_شيخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فراتنا الجميل
-
ناي جديد من بلدي
المزيد.....
-
فرمت سيارته.. الداخلية القطرية تتحرك ضد -مُفحط-
-
المفوضية الأوروبية تعلن تحويل دفعة بقيمة 4.1 مليار يورو لنظا
...
-
خنازير معدلة وراثيا..خطوة جديدة في زراعة الأعضاء
-
موسيالا -يُحبط- جماهير بايرن ميونيخ!
-
نتنياهو يؤكد بقاء إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا
-
فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي يعد الحزمة الـ16 من العقوبات
...
-
الدفاع الروسية: أوكرانيا فقدت 210 جنود في محور كورسك خلال يو
...
-
رئيس حكومة الإئتلاف السورية: ما قامت به -هيئة تحرير الشام- م
...
-
سوريا: المبعوث الأممي يدعو من دمشق إلى انتخابات -حرة ونزيهة-
...
-
الجيش الإسرائيلي يعترف بتسلل مستوطنين إلى لبنان
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|