طارق الحلفي
الحوار المتمدن-العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 20:19
المحور:
الادب والفن
البصرة
طارق الحلفي
حينَ بِنا آنَ رَحيلٌ
في صَبوَةٍ، نَحوَ البَصرَةِ
على وَجدِ حاديَ العيسِ اتَكأنا
نَنتَظِرُ إنبِلاجَ بَهجَةٍ عَنّا تَخَلّت
في هَودَجٍ من أَسمالِ الغُربَة
***
حَجَرُ الرُّوحِ وفَيروزُ شَعائِرِنا
إذْ تَقرِبُ مِنّا نَتَضَوعُ ضوءاً
لكنَّ إِلينا الطُّرُقاتُ مُتَلَكِّئَةً كانَت
ونَعيبٌ يَهطِلُ مِن ذاكِرَةِ النَّوءِ
على الأَمساءِ
أَغْبِرَةٌ حُمرٌ، ومَطارِدُ صيفٍ تَتَعَقَبُها
ما أَشهَقُها!
ما اشهقُ هذي البَصرةُ حينَ تَقوم!
تَحمِلُ أَبوابَ تَرَقُّبنا لَهَباً
لِعَفافِ جنائِزِ خَيبَتِنا
شَفَتاها حَيرَةُ نورٍ
ويَداها أَزلٌ مِن عُشقٍ
لكِنَّ هَجيرَ الشجوِّ المَكتومِ
يُكَدِّرُ سِحنَتَها
مُهمَلَةً كانَت وَسَماءٌ
لا يَستُرُها إلا الطُّهر
***
عِندَ الأبوابِ وَجَدنا ريحاً لا تَعرِفَنا، لا نَعرِفَها
عِندَ الابوابِ طَوائِفُ رَملٍ لا تَشبَهُنا
عِندَ الأبوابِ خَطايانا رَضَعَت تيهاً
لَم نَتَعَلَّم غَيرَ الغَفلَةِ
فَيُهَدَّدُنا غَسَقُ العُريِّ
ولُؤمُ السُّؤَلَة
***
أفِلَ الأُفقُ مِن مَملَكَةِ الأفقِ
وَخَبَت رُؤيا في مُفتَرَقِ الرؤيا
ونأى نَجمٌ من مَشهَدِنا
فَتَجَرَّدنا بَعدَ الفُنَنِ
من كُلِّ مَغانَمِ تُربَتِنا
من كُلِّ هَديلِ طُفُولَتِنا
ما عادَ الوَجدُ يُغَطّينا
مِثلَ هَواءُ سَرابٍ زَنِخٍ
مَكِراً يَعبَثُ بِالصّهَواتِ
***
لَم نَملُك حُبّا يشفَعُ فينا
لَم نَملِكْ خِصلَةَ ماءٍ كي تُبهِجَنا
افرَطنا في أجنِحَةِ البُعدِ
وسَهوَ الخاطِرِ
وهَواجسَ أَدرانُ الدَّمعِ
وأنينَ الوَحشَةِ
وَغِواياتَ خِلافٍ آثِم
طارق الحلفي
#طارق_الحلفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟