سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5622 - 2017 / 8 / 27 - 15:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرات خبرا نقلا عن ابنة الروائى المصرى الراحل نجيب محفوظ ان قلادة النيل و هى اعلى وسام مصرى التى قدمها الرئيس حسنى مبارك لنجيب محفوظ كانت مزيفه.حيث انه كان من المفروض ان تكون من الذهب لكن الميدالية التى قدمت كانت من الفضة مطلية بالذهب.
نجيب محفوظ عرف بالامر لكنه لم يهتم به حسبما قالت ابنته .لا اعرف من المسوؤل عن الامر و هل كان الرئيس مبارك يعرف بالامر ام لا لكن ان يصل التزييف فى بلادنا الى هذا المستوى امر يثير كل القلق.
مشكلة الفساد فى البلاد يجب ان تفهم عبر ارتباط الامور ببعضها البعض .لذا فان النقد يجب ان يطال جوهر المشكلة ثم التفاصيل لاحقا.اذن المشكل اكبر من قلادة مزيفه بل ثقافة حكم مزيفة من اللالف حتى الياء.
اتذكر انه فى رحلة فى القطار منذ حوالى الربع قرن من مدينة اور هوس فى الدانمارك الى مدينة كوبنهاجن .كان الى جانبى طبيب دانماركى متقاعد.
دار الحديث عن قضايا متعددة و من ضمنها كيفية ادارة شوؤن البلاد.اتذكر مما قاله الرجل انه عندما فى بلد ما يتم شراء رجل الشرطه و القاضى و المحامى و رجل السياسة معنى ذلك انها بلد لا تستحق العيش فيها و لا يمكن لها ان تتقدم .الامور مترابطة و لا يمكن فصلها اكد الرجل .
و امس شاهدت صورة عن بطاقة هوية لابن الرئيس محمود عباس حيث كتب تحت كلمة المهنة ابن الرئيس و لم اسمع فى حياتى مهنة تحت هذا العنوان .و لا اعرف ما الذى فكر به الذى طبع البطاقة و هو يكتب اسم ابن الرئيس كمهنة لحاملها !!!
فى العام 2008 دعيت الى اندونيسيا لالقاء محاضرة عن تاريخ فلسطين فى جامعة اندونيسيا الاولى فى جاكرتا .و لما كان يتعين على ان اطير يوم كامل حملت معى كتاب سقوط الامبراطورية الرومانية و هو كتاب كبير الحجم مؤلف من عدة اجزاء من تاليف ادوارد غيبون.خلاصة الكتاب ان الامبراطورية الرومانية صمدت فى وجه كل الغزاء خاصة فى مراحل ضعفها لكن الفساد الداخلى كان السبب الاساسى فى انهيارها . و لحسن الحظ انى قرات اكثر من نصف الكتاب لانى اضعته فى طريق العودة عندما امضيت بضعة ايام فى هونغ كونغ .
اوطاننا ضاعت و تضيع بالفساد .من الممكن لللاوطان ان تستمر بنسب فساد معقولة كما فى معظم بلاد العالم لكنها حين تصل الى مستوى ان تزور ميدالية منحت لااحد كبار المبدعين فى الوطن العربى معنى هذا اننا فى خطر شديد يستحق التامل العميق
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟