أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد ابو النواعير - شعبٌ يريد وطن! استراتيجيا المشروع الجامع














المزيد.....

شعبٌ يريد وطن! استراتيجيا المشروع الجامع


محمد أحمد ابو النواعير

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعبٌ يريد وطن!
استراتيجيا المشروع الجامع
محمد أبو النواعير.
غالبا ما نجد أن أطر التفكير والتخطيط الاستراتيجي, هي الفيصل المهم الذي يمكن لنا من خلاله تحديد نجاح المشاريع أو فشلها, لذا كان لزاما على أي مجموعة بشرية تروم النجاح في مشروع ما تتبناه, أن تُحسن من عمليات التفكير والتخطيط المسبقة لقيامها بهذا المشروع أو تحقيق ذاك الهدف؛ وكيف يكون الأمر ونحن اليوم نتحدث عن مشروع بناء دولة, يحلم كل أعضائها وأبنائها بأن تكون دولة قوية طليعية بالمقاربة مع أقرانها .
ما يحتاجه العراق اليوم - بعد محن سياسية وأمنية وانكسارات اقتصادية, وتحطم آمال وإرادات جماهيرية – هو تجاوز مراحل التفكير الآني أو اللحظي في تفاصيل المشاكل المختلفة التي تمر به, أي أن البناء التخطيطي السليم, يجب أن لا يركز على معطيات الحاضر (وإن كانت مغرقة بواقعيتها) بل لابد من أن يكون بنائه مستقبلي تدريجي, يُحسب فيه حسابات البناء الاجتماعي (السياسي, والهوياتي) , ويُحسب فيها حساب البناء المؤسساتي الصحيح لكل مرافق ومؤسسات الدولة (الإدارية والاعتبارية - المعنوية).
إن الحراك السياسي التغيري (القسري) الذي بدأت ملامحه وبوادره بالظهور, إضافة لتغير مدخلات الحدث الدولي والإقليمي, وبالنتيجة توحيد إصطفافات جديدة في مخرجاته, دفع إلى ظهور أشكال سياسية جديدة كل همها هو إستنطاق الأحداث بواقعية, والسير بموجب نتائج هذا الإستنطاق؛ فكان مشروع تيار الحكمة الوطني, والذي جعل من فكرة تبني مشروعا وطنيا جامعا, هدفه المقدس الذي لا يعلو مقدس عليه سوى الله!
تقوم فكرة المشروع الوطني الجامع, على أسس واقعية, تحسب حساب التأريخ (بإرهاصات الفشل والنجاح فيه), فهو ذو هدف أسمى تتطلبه المرحلة, حيث الذي يجب تقديمه على كل الأهداف الأخرى, لأن عدم تبني أي مشروع وحدوي يجمع الأطراف ويخلق حالة الاطمئنان فيها, إنما يعني عدم النجاح وعدم التمكن من خلق وعي جماعي, يعمد إلى تجذير الهوية الوطنية المحفوفة بإرادة عيش مشترك, ومدعومة بحرية مدنية يمكن لها أن تُكوّن شعب واحد, بل سيقوم الإتجاه المعاكس (الإنكفائي, الديماغوجي) بدفع إرهاصات الفشل, لضخ الحياة في أدوات (عدم الثقة) التي أصبحت متلازمة إشتراطية في العلاقات السياسية بين الحكام والمحكومين في هذا البلد.
منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة, كانت الروح والهوية الوطنية, عبارة عن جسد معنوي ضعيف المناعة, فأي موقف سلبي أو أزمة يمر بها البلد, لهي كفيلة بأن تصيب هذه الروح أو هذه الهوية, بفايروس مرضي , يجعل البلد يقع بعد قيام, وما أن تزول أعراض المرض ويتماثل للشفاء, نجد أزمة أخرى توقعه بمرض يسقطه مرة أخرى, فتتشوه الهوية الوطنية في كل مرة, على الرغم من المحاولات العديدة والحثيثة والصادقة التي أرادت كسر طوق هذه الأمراض, وضخ مضادات حيوية لمرض ضعف المناعة التي أصابت الهوية الوطنية في هذا البلد.
الجانب الآخر والمهم في فكرة المشروع الوطني الجامع, هو ضرورة الإيمان بمصهر القيم المعنوية والحياتية المعاشة, والمسمى بــ(الهوية الوطنية), والتي يوفرها مفهوم الدولة الوطنية الحديثة, أي أن ارتكاز الأفراد والقيادات والجماعات, في خلافاتها واختلافاتها, على مرتكزات تمثل أسسها ومبادئها الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو العشائرية أو المناطقية, إنما يعني هدما لأسس الحياة المدنية, وتحطيما لأي مشروع يروم إقامة دولة قوية, في أي بقعة على الأرض, وهذا لن يتحقق إلا بوجود وعي حقيقي وإيمان تضحوي, بأهمية خلق اجتماعي لهوية وطنية موحدة, تخلق حالة الاطمئنان بين أبناء هذا البلد بكل صنوفهم ومسمياتهم ومقاماتهم, وتكون تجسيدا حقيقيّاً لحالة نضج سياسي تتطلبه عمليات بناء الدول العصرية المتمدنة.
طرفي المعادلة إذن يقومان على إيجاد أسس تفكير واقعية وصحيحة تمكننا من النجاح في بناء دولة ناجحة في الهياكل والبرامج والسياسات؛ ويقوم من ناحية أخرى بإعادة إستحضار الروح الوطنية, لنتمكن من إيجاد العنصر الأهم في الإستقرار, وهو (الهوية الوطنية), التي تعتبر العامل الحاسم في توحيد الأمة, لأن هذه الروح هي التي توفر سبل إيجاد أمة واحدة متصالحة مع نفسها, ومتصالحة مع بعضها ومع قيمها الإنسانية والإسلامية والعربية, لتتحقق إرادة الشعب الذي يطالب دوما بــ (وطن).



#محمد_أحمد_ابو_النواعير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توماس كون، بين -المجلس الأعلى- و -تيار الحكمة-
- الصناعة الوطنية, مشروع يقلق الكثيرين - داعش أنموذجا.
- الإسلام السياسي, ليس مدرستنا !
- أمريكا والشرق الأوسط – الصامت الناطق!
- لغة الحوار في المجتمع العراقي بين فرضية العقلانية, وسطوة الم ...


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد ابو النواعير - شعبٌ يريد وطن! استراتيجيا المشروع الجامع