أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصبحت الشعبوية آفة الشعب الكوردستاني















المزيد.....

اصبحت الشعبوية آفة الشعب الكوردستاني


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما توفرت وسائل كثيرة بيد التنظيمات و حتى المواطن و اصبح لديه القدرة على ايصال صوته و رايه، و بعدما احتك مع كافة وسائل الاعلام و المنشورات بكل السبل، و بعدما استغلت التنظيمات و الاحزاب و المنظمات المدنية و الاشخاص هذه الوسائل المتوفرة لديهم لاغراض و اهداف خاصة اكثر من مما يمكن يفيدوا به المجتمع بشكل العام، و استغلوا الموجود لاغراض خاصة و هذا من سمات الانسان الطبيعية التي يتباهى دائما بنفسه و يقدره اكثر من غيره بشكل واخر من اجل الحصول على التاييد، و هنا دخل ما يهم الاخر المقابل في اللعبة، فاصبحت الشعبوية التي تهدف الى اقتاع الاخر بما يحتاجه هو من وسائل يمكن ان تعزف بها على وترالمقابل و يمكن ان يدخل في خانة التاييد لك دون اي وقفة او تفكير لما وراء تلك الادعاءات التي تهدف الى جمع اكبر عدد من التاييد و الموالين و المنتمين، اي مجرد لتنويم الاخر باداعاءت تهمه من اجل كسب تاييده فقط .
الان نسمع و نلمس ما يهتم به الحزب بشكل كبير في كوردستان من خلال قراءة الواقع و المصلحة من منظور هذا الداء و كيفية استغلال الموجود من الارضية و ماعليها من العقلية و الظروف الذاتية و الموضوعية للفرد في الحصول منه على ميلانه نحو المغرض من خلال التركيز على احتياجاته و مصالحه الشخصية الضيقة و ان كانت على حساب المصالح العامة . اصبحت الشعبوية بكل معناها و مستواها السلوك الصرف للجميع و منهم احزاب المعارضة و السلطة على حد سواء، و خوفا من الاصوات لا يمكنهم ان يعبروا خط الاصابة هذا الداء في مواقفهم و تصريحاتهم اليومية .
المشكلة العويصة هي عندما تتقاطع الشعبوية مع المصالح العامة من جهة و تحتك المصالح الخاصة و تتفاعل معها بعيدا عن المصالح و ما يهم العام . عندما تسمع رايا تقرا في مضامينه ما يعتبره المعبّر عن موقفه اهم و هو في اساسه لا يخرج من اعتبارات خاصة عندما يكون ملتزما بارضاء الاخر من خلال العزف على ما يفكر به و يخص حياته و معيشته فقط دون اي حساب للمجتمع و متطلباته بشكل عام .
هنا في كوردستان عديمة الدولة و الهائج على بحر متلاطم من المواقف المتقاطعة، ترى التصادمات الكبيرة بين انواع و اشكال من المصرحين من ما يعتبرون انفسهم مستقلين و هم في ظل الاحزاب و من الذين ارادوا بانفسهم ان يكونوا ضمن تنظيم حزبي بشكل و اخر سواء كان مباشرا او بغير مباشر من خلال الظل، و هذا له طرق كثيرة ايضا و منها اشرافه لمنظمة يمكن ان يدعي انها مدنية و لكنها سياسية تابعة لا تنتج غير الدعم لمن خلفها و هي في ظله. و هناك ايضا من المثقفين او المحسوبين عليهم الذين يحومون حول موقف من يؤمنون به سواء مبدئيا او مصلحة دون ان يكشفوا عن مبادئهم و انتمائاتهم لاغراض و اهداف شخصية و حزبية، سواء عملوا بتكليف من احزابهم او ما يعتبرونه هم بان العمل في الظل قد ينتج اكثر، نتيجة الاعتبار الذي يمكن ان يكسبوه من الشعب عند بيان استقلاليتهم .
كوردستان التي تعاني من كل الظلمات، كوردستان الوحيدة التي تئن تحت ثقل الفوضى و التشتت و التدخلات المتعددة نتيجة انعدام جدران و ابواب رسمية لكيانه في ظل معاناته التاريخية التي واجهت مع النكسات نتيجة عوامل خارجية و داخلية، فانها اليوم اكثر عرضة للمؤثرات الخارجية نتيجة امتدادات و عوامل انتجتها العولمة و قطعت و تجاوزت حدود البلدان المستقلة فكيف بكيان ليس له حدود اصلا و لا يتوفر فيه ما يمنع التاثير السلبي الذي ياتي في غير موقع و زمان و يضع عراقيل امام تحقيق اهداف و اماني مقدسة لدى شعب قدم الكثير من اجلها .
لابد ان لا ننظر الى حال الكورد في ظل العولمة و نعترف بما استفاد الكورد من ابعاد و افرازات العولمة من جوانب عديدة و منها انفتاح العالم عليه و الدخول في عقر الدار دون اذن مما كشف عما يعانيه على الملأ و لم يعد يختفي بعد اي شيء بحجة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة او تلك . الا انه من جانب اخر فان ما تفرضه العولمة ربما خارج ما يحتاجه الشعب الكوردي في هذه المرحلة، لتاخره عن مسيرة العالم سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ايضا . فان قيّمنا الحال يمكن ان نقول اننا لسنا في مرحلة الفوضى السياسية فقط و انما الحالة الاجتماعية التي تاثرت بتداعيات و بابعاد العولمة جعلتنا ان نعتقد بان الوضع الاجتماعي دخل الفوضى من جانبه حتى واكثر من الجانب السياسي او الاقتصادي، و هذا ما يعرقل الاعتماد على الذات في توفير ما يمكن ان نهيء به الارضية المناسبة لتحقيق الاماني و الاهداف السامية .
من اكبر العوائق الداخلية التي اجبرت الجميع على التريث و التاني و عدم بيان الموقف المناسب في الوقت المناسب هو الحسابات الدقيقة الضرورية المطلوبة لكل تنظيم و شخصية لما تتطلبه الشعبية و ان كانت ورقية من خلال الشعبوية في السلوك و الشعارات و الصراعات و التناطحات المتتالية بين الجميع، و نحن نعيش في ظروف لا يمكن ان نجد مثيلا لها في اي بقعة من العالم . شعب عانى طوال العقود و لم يحقق مرامه و لم يتوصل الى حل و اقتناع بما هو فيه، انه تاثر بما ياتيه من خارج حدوده دون غربلة، يعيش بين الماضي و الحضر و تتعدد فيه الاجيال عمرا و عقلية،و تتصادم فيه العقليات و النظرات و الثقافات و الواردات من كل حدب و صوب .
اما الافة الكبرى التي تنخر كيانه السياسي هو الصراع الحزبي بالة الشعبوية من قبل كافة الجهات و بالاخص من الذي يعتبر نفسه معارضة و لم تتان لحظة في المشاركة في السلطة في حال توفرت لها فرصة هزيلة لتلك العملية، و اندفعت بتلهف نحو ملذات السلطة و اصطدمت لما عرقلتها من قبل الاخر من الحواجز السياسية التي لم تتوقعها . و اخر ما يتوفر امامها هو الشعبوية في السلوك و الادعاء لنيل مكانتها و العودة الى نقطة البدء و اعادة الثقة بالنفس و تكرار التلاحم مع الموالين و الاشخاص المعارضة من الشعب . و انها اي الشعبوية اصبحت وسيلة تعرقل السير الطبيعي للحياة السياسية في كوردستان نتجية الحسابات الدقيقة و الاعتبارات الكبيرة لها من قبل الجميع، و هذا ما يمنع كل طرف على التقدم بخطوات مطلوبة و صحيحة والتي تكون من مصلحة الشعب نفسه . فاصبحت الشعبوية آفة العصر في كوردستان اكثر من غيرها، و ليس لدى الاحزاب و التنظيمات و المنظمات المدنية و الشخصيات السياسية فقط و انما حتى لدى المثقفين و الاكاديميين و المهنيين الذين لهم النية في تحقيق اهداف عامة يحتاجون فيها الى رصيد شعبي و قوة دفع مجتمعية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خلق فوبيا الكورد لدى تركيا
- خطوات تمهيدية لتسهيل اجراء عملية الاستفتاء
- الخطر الاكبر هو فقدان الدولة الكوردستانية
- القاسم المشترك الوحيد بين تركيا و ايران
- الغاء الاستفتاء قرار انتحاري ؟
- الكورد بين الادارتين الامريكيتين
- ان تنازل الكورد عن حق تقرير مصيره في بغداد
- ان كان القضاء غیر منصف
- من هو صدیق الكورد الحقیقي
- هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟
- ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان
- تركيا بين الخوف و الطمع
- المناصب الكوردية فی بغداد و تاثيراتها السلبية على اقلي ...
- هل نولي الاهتمام بالمعارضة الخارجية للاستفتاء ؟
- موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال
- من یستحق تسمیة الجحش فی كوردستان اليوم
- لماذا تصر ایران علی منع الاستفتاء فی كوردس ...
- هل تقضي تركيا على نفسها بصواريخ اس 400؟
- الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين
- كوردستان بين نعم و لا للاستفتاء


المزيد.....




- رئيسة الاتحاد الأوروبي تحذر ترامب من فرض رسوم جمركية على أور ...
- وسط توترات سياسية... الدانمارك تشتري مئات الصواريخ الفرنسية ...
- لافروف: سلمنا واشنطن قائمة بخروق كييف
- الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاك اتفاق الهدنة مع لبنان
- ترامب يبحث مع السيسي -الحلول الممكنة- في غزة ويشيد بـ-التقدم ...
- بعد قرارها بحق لوبان... القاضية الفرنسية تحت حراسة مشددة إثر ...
- زلزال ميانمار المدمر: تضاؤل الآمال في العثور على مزيد من الن ...
- ماذا وراء التهدئة الدبلوماسية بين باريس والجزائر؟
- -حماس- تدين مقتل أحد عناصر الشرطة في دير البلح وتشدد على أهم ...
- زيلينسكي يؤكد استلام أوكرانيا 6 أنظمة دفاع جوي من ليتوانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - اصبحت الشعبوية آفة الشعب الكوردستاني