سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 07:50
المحور:
الادب والفن
ا
جسر نحو المجهول!
سليم نزال
انتهيت من كتابة المجموعة الشعرية بالانكليزية جسر نحو المجهول .و انا عاكف على المراجعة التى عادة ما تكون اكثر ارهاقا من الكتابة ذاتها .و عازم على ارسالها للنشر الاسبوع القادم .و هذه المجموعة كتبت فى عدة بلاد زرتها فى العام الاخير منها ما كتب فى الاردن و منها ما كتب فى بودابست و منها ما كتب فى اوكرانيا و بولندة منها ما كتب فى السويد و طبعا هنا .التنوع المكانى و لقاء اشخاص جدد يثرى الكاتب او الشاعر كما فى هذه الحالة و يقدم للمرء افاقا اكثر اتساعا من المكان الذى يعيش فيه المرء .
هذا مع العلم انه اينما سافرت و اينما كتبت يظل المكان الذى ارى فيه الشجرة الباسقه هو الافضل بين كل الاماكن .و النزول الى الحديقة و العبث بالاشجار و تامل السماء الزرقاء خاصة فى اشهر الصيف و مشاهدة العصافير كلها تبعث على الراحة و الطمانينة .
الاشجار و الورود تعنى الكثير .تعنى الثبات فى الارض و تعنى الكبرياء و تعنى الخضرة و الجمال .و كل ذلك يصبح جزء من المكون الشخصى و الانسانى للمرء.
هل الكتاب جسر الى المستقبل المجهول؟ .لا ادرى و ربما لا اتذكر الان لم اخترت هذا العنوان الذى لم يعجب القارئة الاولى لكتبى و التى عادة تعطينى رايها فى الكتاب .و هى عادة تستخدم اسلوب الدهاء النسائى بالقول هذا كتابك انت حر فيه و انت لا تحب ان تسمع راى !!!
اى جسر تبنيه كلمات الكتاب و عن اى مجهول نتحدث؟ .اسال نفسى بصوت مسموع .فكرة الجسر تعجبنى منذ ان كنت صغيرا .كنت دوما ارى الجسر مساحة تربط عالمين .و لذا ليس من المستغرب استعماله كثيرا لدى الحديث عن حوار الحضارات او بناء جسر بين الحضارات .
لكن الكتاب ليس هدفه ذلك.انه شعر تلقائى.اذ ليس من الضرورى ان يحمل الكتابة رسالة ذات طابع ايديولوجى .
و هناك من لم يزل يعتقد انه كونى فلسطينيا فان على ان اضمن فلسطين فى كل اشعارى و انا لا اعتقد بهذا الراى.
قبل اسبوعين التقيت فنانة مسرح من استونيا التى قالت لى انها سعيدة بلقاء شاعر فلسطينى لانها التقت باسرائليين من قبل .و انا اعتقد ان الابداع الفلسطينى له صدى يساعد فى تفهم كفاح شعب فلسطين بدون اللجوء دوما الى المباشرة .
كتاب جسر نحو المجهول هو المجموعة الشعرية الرابعة التى كتبتها بالانكليزية .و اعتقد انى بعد ذلك ساتوجه الى فنون اخرى .فانا فى النهاية اعتبر نفسى هاويا .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟