أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - هل سيموت كافة العراقيين في سنة 2035؟














المزيد.....

هل سيموت كافة العراقيين في سنة 2035؟


محمد علي زيني

الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصلني بالبريد الألكتروني هذا اليوم (24/8/2017) فيديو (أنظرالرابط: https://outlook.live.com/owa/?path=/mail/inbox/rp) مفاده أن دراسة طبية أجراها فريق من علماء جامعة الكوفة خلاصتها أن أدمغة الشعب العراقي محاطة بجدار من الرصاص نتيجة لرابع أثيلات الرصاص الذي تنفثه السيارات باستعمالها البانزين غير المحسن. ونظراً لهذا الأمر فإن العراقيين مقدّر لهم أن يموتوا في سنة 1935.


ذكّرني هذا بمقال نشرته في سنة 2013 على موقعي في الحوار المتمدن بعنوان "فليسقط الكهرباء وليسقط النفط ولتحيا الطاقة" كان الغرض منه دمج وزارتي النفط والكهرباء بوزارة واحدة تدعى "وزارة الطاقة" وذلك من أجل ترشيق الحكومة وتخفيض مصروفاتها السنوية. ولكنني استرسلت بذلك المقال لأتكلم عن آثار مادة الرصاص المدمرة لصحة الأنسان. ومع احترامي وتقديري الشديدين لعلماء جامعة الكوفة أعلاه، أود أن أبشر الشعب العراقي العزيز بأنه سوف لن يموت بكامله في سنة 2035، وإلا لمات قبله الشعب الأمريكي الذي استمر باستعمال مثل هذا البانزين حتى سنة 1970. على أن الحكومة العراقية، كما يبدو من هذا الفيديو، قد انتبهت لخطورة المشكلة، فخصصت 86 مليار دينار لمعالجتها وكان المسؤول الذي تولى الأمر آنذاك نائب رئيس الوزراء السيد حسين الشهرستاني، غير أن تلك المبالغ المرصدة قد اختفت بقدرة قادر. لقد استغنت جميع دول العالم عن استعمال هذه المادة السامة، عدا الفقيرة جداً أو تلك التي لا تعير اهتماماً لصحة مواطنيها كالحكومة العراقية. وبهذا تبين أن الطغمة الحاكمة الحالية هي الأخطر على سلامة الشعب العراقي من أية مادة سامة بما فيها رابع أثيلات الرصاص.

إن سمّية رابع أثيلات الرصاص لا تؤدي الى الموت ولكنها قد تكون سبباً في حدوث جرائم عنيفة. فقد نشر الصحفي جورج مونيبوت (George Monibot) في جريدة الغارديان البريطانية (the guardian) الصادرة في 7 كانون الثاني 2013 مقالاً بعنوان: "نعم، التسمم بالرصاص يمكن حقاً أن يكون سبباً لجريمة عنيفة"، ويمكن الحصول عليه بنقر الرابط أدناه:
http://www.theguardian.com/commentisfree/2013/jan/07/violent-crime-lead-poisoning-british-export
إن البيانات والمعلومات التي استُعمِلت لأكمال هذا البحث جاءت من الأطفال الأمريكيين الذين كانوا يتعرضون الى مادة الرصاص، سواء من الأصباغ المستندة الى أساس الرصاص (وهي ممنوعة الآن) أو الرصاص الذي كانت تنفثه السيارات وهي تستعمل البانزين المعامَل برابع أثيلات الرصاص. أما الفترة الزمنية للدراسة فقد امتدت من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى بداية السبعينات حين عمّ استعمال البانزين الخالي من الرصاص. وكانت تظهر الأعراض بعد مرور عشرين سنة على حالة التسمم، إذ يصبح هؤلاء الأطفال رجالاً بمرور العشرين سنة، ولكن بذكاء أقل من أقرانهم الذين لم يتعرضوا للتسمم، وكذلك الأتصاف بنزعة لارتكاب الجرائم العنيفة.

إن هذا البحث القيم، ذو المصادر المدونة العديدة، يصلح كأساس لبحوث أخرى تُجرى في العراق من قبل طلبة التعليم العالي في الجامعات العراقية من أجل الحصول على شهادات الدكتوراه في الأحصاء أو الرياضيات أو الأقتصاد الرياضي. إن التي تستحق البحث والدراسة في الحالة العراقية هي الفترة التي تزامنت مع الأحتلال الأمريكي في سنة 2003 ودخول مئات الآلاف من السيارات التي تولد عنها طفرة كمّية في استهلاك البانزين العراقي، كان من نتائجها تلويث أجواء المدن بسموم الرصاص. إن المنطقة المهمة لمثل هذه الدراسة ستكون بغداد نظراً لاشتداد الأرهاب فيها أكثر من أي مكان آخر ما اضطر السلطات الى نصب الحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش في شوارع المدينة. وكان من نتائج ذالك انتظار السيارات عند نقاط التفتيش لمدد طويلة وهي تنفث خلالها الرصاص الذي ينتشر في الجو ويعمل على تسميم الأطفال في المناطق المجاورة. إن الأعراض ستظهر عادة بعد عشرين سنة من التسمم، أي ستظهر حوالي سنة 2023 وما بعدها.

قبل الأنتهاء من مقالتي هذه سآخذكم مرة أخرى الى مقال جريدة الغارديان. يذكر ذلك المقال إن صناعة رابع أثيلات الرصاص قد انقرضت في جميع أنحاء العالم ولم يبق إلاّ منتج واحد لهذه المادة بأسم إنّوسبَك (Innospec) في ميناء إلليسمور (Ellesmore)، بريطانيا. إن هذا المُنِتج غير مرخّص ببيع هذه المادة الممنوعة داخل بريطانيا ولكنه مرخص بتصديرها الى البلدان التي ما زالت تستعمل رابع أثيلات الرصاص في إنتاج البانزين. وهذه البلدان هي أفغانستان وبورما والعراق وكوريا الشمالية وسيراليون واليمن.

ختاماً يذكر هذا المقال بأن الشركة إنّوسبك قد اعترفت في سنة 2010 بأنها تحت إسم أسوّشيَيتد أوكتيل (Associated Octel) قد دفعت أموالاً طائلة كرشاوي الى موظفين لدى الحكومة العراقية من أجل السماح لها بالأستمرار في تجهيزاتها لرابع أثيلات الرصاص بأرباح هائلة.



#محمد_علي_زيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المگيَّر
- حمد وأم شامات
- الدولة والمواطنة
- لا إكراه في الدين والحرية للجميع
- القبيلة والغنيمة ومجلس النواب العراقي
- أناديك يا مجلس النواب العراقي إن كنت شريفاً!!!
- التراجيديا العراقية
- الطامّة الكبرى
- لنسحق رأس الأفعى!
- معذرة يا ولدي...
- بغياب المقاييس سرقة النفط العراقي مستمرة على قدم وساق
- وزحف الظلام
- المرأة فريدة الأهمية في تطور النشئ الجديد*
- نهضة العرب من جديد ليست بمستحيلة
- السلطات العراقية طاردة لذوي الكفاءات*
- اضواء على الاقتصاد العراقي
- إن فسد الملح فبماذا يُمَلّح؟
- متى يحكم العراق رجل مثل مهاتير محمد؟
- الشهيد عبد المنعم السامرائي
- خطاب مفتوح الى الدكتور حيدر العبادي (الجزئ الثاني)


المزيد.....




- قتلت وجرحت العديد منهم.. شاحنة صغيرة تصطدم بعربة خيول على مت ...
- فرنسا: ماكرون يقبل استقالة رئيس الوزراء غابرييل أتال ويكلفه ...
- انفجار ضخم.. الحوثيون يعرضون مشاهد استهداف سفينة نفطية بزورق ...
- قتلى وجرحى في هجوم على مسجد للشيعة في عمان
- محاولة اغتيال ترامب تكسبه ترشيح الجمهوريين بلا منازع
- شارع فيصل.. عرض صور منتقدة للرئيس السيسي على لوحة إعلانات با ...
- المغرب والجزائر.. ما حقيقة بناء سياج جديد بالقرب من منطقة - ...
- ما أسباب الانهيارات الأرضية وكيف يمكن الحماية منها؟
- انتشار القمل.. أسبابه وكيفية التخلص منه
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الظروف نضجت لاتمام صفقة تبادل الرهائ ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي زيني - هل سيموت كافة العراقيين في سنة 2035؟