|
الغاء الاستفتاء قرار انتحاري ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 03:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تقرر بشكل عفوي و دون حسابات موضوعا مصيريا جوهريا حساسا يهم كافة الافراد و له الصلة المتينة بامنيات و امال و تاريخ الشعب، و يستقر في وجدان الناس، و سالت من اجل تحقيقه دماء خيرة ابناء هذة الامة، فانك و ان ذهب راسك عن طريقك الذي اخترته سواء باعتباطية او بعقلانية مدروسة يجب ان لا تخذل الناس و تستمر في طريقك باي ثمن كان، و لابد ان تقنع الناس بما يمكن ان يحصل قبل ان تتنازل و تعود بادراجك مذلولا من دون ان تستشير الناس بما قررت و من ثم تتراجع بما تمليه عليك مصلحتك دون ان تفكر بما تسببه للشعب . فهل فكرت فيما يحصل من الياس و انت تهز كيانهم من دون ان يتجرءوا يوما بعد هذه النكسة الجديدة في طلب هذا الشيء او يلمحون له بعدما يتعقدون منه، و بدلا من تحقيق المراد سوف تحرق الورقة الحاضرة في ايدي الكورد الى الابد بمغامرتك غير المحسوبة النهاية و من ثم تقرر عكس ما وعدت بعدم التراجع عنه ابدا . فهل من المعقول ان تجعل الناس فی اخر نقطة الیاس من تحقیق اهدافهم و تدعی السیر الی اخر الامر و تتراجع بحجج و لم تحسب لما یبرز و انت تدعوا دون ان تعلم الارضية غير المناسبة و تعقد الامر و لم تدع فرصة للناس ان يطلبوا بحقهم حتى و ان تجسدت الارضية المناسبة لما يمكن ان يتحقق الهدف المنشود في اية مرحلة اخرى كانت . انه الجنون و عدم المعرفة ببداية السياسة و ما تتطلبه الستراتيجية في اية بقعة من العالم و ليس في هذه المنطقة الشائكة و المعقدة فقط . بعدما سمعنا بان الوفد الكوردي يذهب الى بغداد من اجل اطلاعهم على الاستفتاء و اليته و كيفية التفاهم من اجل اقراره بسلام و امان مع المركز، و من ثم نسمع بان هناك مشروعا من عدة نقاط على عكس الادعاءات و فيها من المساحة الواسعة للمساومة على غير المعهود، فهل هذا ممكن ان لم تلقى الاذن الصاغية ولو بكلمة واحدة، بل يمتنع البعض في المركز السماع للمفهوم و ورقة العمل التي حملها الوفد الى بغداد و ما ادعى الوفد بانه ذاهب الى ما يمكن ان تناقش الاعتراف باحقية العمل من اجل الاستقلال و تعود دون ان تحقق الخطوة الاولى لادعائك و من ثم تذهب و تعيد الكرة و تستند على مشروع اخر بديل . انك قررت بامر حزبي تشكيل وفد غير مستند على اي قرار شرعي او قانوني من مؤسسة تشريعية او قانونية، و الوفد مشكل من ممثلي الاحزاب و لا صلة باكثرية الشعب به و من ثم تجعل ما يهم الشعب بايدي ممثلي الاحزاب و هم يتناقشون الامر مع المركز من منظور احزابهم و مصالحهم فقط و الامر يهم الشعب اكثر من اي حزب . كنا قل تفائلنا بقرار اجراء عملية الاستفتاء متاملين بانها و ان كانت بدات بامر و قرار حزبي و يمكن ان تكون وراءه مصالح حزبية و شخصية ضيقة بعيدة عن الهدف ذاته، قلنا ربما يكون خيرا و نستنتج من الخطوات المطروحة ما يفيد الشعب مع ما يفعلون من خلفياتهم الحزبية غير الملتزمة بالمصالح العليا للشعب، توسمنا خيرا من ان يفيدوا الشعب بما يعتقدون بانهم لخير احزابهم . اي انهم ارادوا ان ينقذوا انفسهم من الازمة الخانقة التي اوقعوا اقليم كوردستان فيها و الفشل الذريع في اداءعملهم و ادارتهم وسياساتهم و سلطتهم، فتاملنا ان يكون الشعب من المستفيدين ايضا الى جانب احزابهم عسى و لعل يقفزوا به من القلق الدائم الى الاستقرار و حتى المهزوز لفترة معينة . الا ان خيبة الامل التي اصابتنا كانت نتيجة ما تلمسناه من الوفد الحزبي الكوردي صاحب المرجعية الحزبية فقط عندما تسربت ما بدر منهم و كيف تعاملوا مع الموضوع و كانه ورقة بيدهم من اجل المساومة و الحصول على اهداف تكتيكية يومية، و من اجل الحفاظ على ماء وجههم و هم يتراجعون عن ما وعدوا الشعب به، لو لم يكن الكلام المعسل في العزف على نوطة الاستقلال و تحقيق الهدف الحزبي و لم يكن وراءه شيئا الا من اجل الخروج من النفق الذي اوقعوا احزابهم فيه فقط، لما نسمع اليوم بتراجعهم في بغداد . انني على اعتقاد بان اي قرار للتراجع بهذا الشكل الذي نسمع به لن يكون الا قرارا انتحاريا للذات و لاماني الشعب، و سوف يقضون على احلام الشعب و لن يعودوا هم و الشعب الى ما كنا عليه الا خلال سنين طوال اخرى . فان الاصرار على الميزانية و القوانين التي كان من المفروض ان تمرر في برلمان العراق دون اي حركة من هذا النوع دليل على تراكم الفشل على ما وقعوا انفسهم فيه تكرارا و يسبحون الان فيه . اننا لازلنا و حتى الساعة نتامل ان يمضي من وعد على وعده و ان فشل بعيدا عن ارادته افضل من تراجعه بهذه السهولة، على الاقل يبقى الامل غير مقضيا بفعل الياس و لم تحصل النكسة كما حصل في وسط السبعينات نتيجة الخضوع للامر الواقع و اوامر الاعداء رغم ما كان بالامكان المقاومة و الاستمرار في النضال للحظة الاخيرة، نتيجة عدم تدهور معنويات الشعب بشكل عام . اما اليوم فان فشل هؤلاء على ما يصرون عليه خلال هذه الايام القليلة بتراجع مخذول، فان الشعب سينهارمن ذاته و ليس القيادة فقط كما حصل سابقا و لم نعتقد بان نعود الى ما كنا عليه الا في زمن طويل جدا . و ان حصل ذلك ليس بيدنا الا ان نقول تبا لهذه العقول التي لا تفكر و لا تتعمق في الامور المصيرية الحساسة و يعلن عن خطوات غير مدروسة . فان الطريق الصحيح يكمن في الدوام في العملية مهما كانت الضغوطات الخارجية، و العامل الحاسم في امكانية النجاح ذاتيا هو عمل اقصى ما يمكن في التقارب الداخلي و المساومة للبعض من اجل اهم عامل لنجاح العملية و هو التآخي و التنسيق ولتعاون الداخلي المشترك من اجل المقاومية المطلوبة لكل طاريء يحدث .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكورد بين الادارتين الامريكيتين
-
ان تنازل الكورد عن حق تقرير مصيره في بغداد
-
ان كان القضاء غیر منصف
-
من هو صدیق الكورد الحقیقي
-
هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟
-
ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان
-
تركيا بين الخوف و الطمع
-
المناصب الكوردية فی بغداد و تاثيراتها السلبية على اقلي
...
-
هل نولي الاهتمام بالمعارضة الخارجية للاستفتاء ؟
-
موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال
-
من یستحق تسمیة الجحش فی كوردستان اليوم
-
لماذا تصر ایران علی منع الاستفتاء فی كوردس
...
-
هل تقضي تركيا على نفسها بصواريخ اس 400؟
-
الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين
-
كوردستان بين نعم و لا للاستفتاء
-
سكتت الجامعة العربية دهرا و نطقت كفرا
-
علی كوردستان ان تتصالح مع نفسها قبل الاستفتاء
-
هل تعيد امريكا ترتيب اوراقها في كوردستان
-
رفض الاستفتاء لمصلحة من ؟
-
حركة التغيير و دورها الحاسم في هذه المرحلة
المزيد.....
-
هذا الهيكل الروبوتي يساعد السياح الصينيين على تسلق أصعب جبل
...
-
في أمريكا.. قصة رومانسية تجمع بين بلدتين تحملان اسم -روميو-
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تعلن ضبط مواطن ومصريين وصيني وتكشف م
...
-
البطريرك الراعي: لبنان مجتمع قبل أن يكون دولة
-
الدفاع الروسية: قواتنا تواصل تقدمها على جميع المحاور
-
السيسي والأمير الحسين يؤكدان أهمية الإسراع في إعادة إعمار غز
...
-
دراسة تكشف عن فائدة غير متوقعة للقيلولة
-
ترامب يحرر شحنة ضخمة من القنابل الثقيلة لإسرائيل عطّلها بايد
...
-
تسجيل هزة أرضية بقوة 5.9 درجة قبالة الكوريل الروسية
-
مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة الفلسطينية بقصف إسرائيلي لرفح
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|