أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - مفارقة صادمة














المزيد.....

مفارقة صادمة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 18:09
المحور: الادب والفن
    



أحب ديرته،وناسها الطيبين،بلا حدود..فلم تنفصم عرى تواصله معها أبدا .. رغم كل إغراءات المدينة يوم ذاك.. لاستقطاب طبيب نابه مثله..ظل يجدل ضفائر الوصل مع قريته الحبيبة.. التي طالما استنبت كينونة حضوره الدائم بمرابعها الجميلة.. واستوطنت إيحاءات فضاءاتها الساحرة عواطفه الجياشة..كلما أطل على مضاربها بمعية زملائه من سفوح هضبة سن المشراق..فكم تغنى بها أيقونة حب شجية..تلقفتها نوارس دجلة الحائمة قبالته ترتيلة عشق ابدي لأوكارها الآمنة.. في شعاب تلك السفوح الأزلية...ولأنه زميل العمر.. فقد كانا لا يفترقان إلا عند النوم او لضرورات العمل.. كان التهاب اللوزتين عند صاحبه مزمنا.. ويلازمه بين فينة وأخرى.. حتى انه لينغص عليه مزاجه مع زملائه..وفي ذروة التهابها مساء ذات يوم شتوي قارص.. فاجأه بمروره عليه.. ليدعوه معه إلى وليمة عشاء دعاه لها أحد الأصدقاء.. لكنه بحسه الطبي النابه.. ومن تجربته معه.. عرف أن التهاب لوزتيه مشتد عليه.. مس بيده عنقه ومعصمه.. وعاجله بالقول بسيطة.. سأخلط حقنة كومبايتك وازرقها لك الآن.. وستتحسن حالا.. فتهيأ للتعليلة عندك بعد قليل.. ولا تقلق...
وما أن تناول الوليمة.. حتى عاده مع ثلة من زملائه للتعليلة.. التي امتدت بسمرها إلى ما بعد منتصف الليل.. في غرفته الطينية.. على مدفأة علاء الدين.. وإنارة فانوس نفطي.. غادروا بعد ذلك كل إلى بيته.. بعد أن ودعه على أمل أن يزوره صباحاً.. ليزرقه الحقنة الثانية..ويطمئن عليه..
لكن يد المنون عاجلته ضحى ذلك اليوم.. فنكثت ما جدله من ضفائر وصل كان يحلم أن تدوم.. بعد أن اختطفته فجأة في نوبة قلبية... وبمفارقة قدر صادمة.. كانت في تلك اللحظة غائبة عن البال..
رحل على عجل.. وهو لما يزل في ريعان الشباب..وفي ذهنه الكثير من التطلعات الوامضة.. كان غيابه المفاجيء موحشا.. لكنه ظل حاضرا في الوجدان.. بكينونة تقترب من المحسوس..كلما استحضرت الذاكرة ابتسامته الوديعة..ودعابته العذبة...



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجهزة التواصل الرقمي الذكية..المنافع والسلبيات
- قرية ايام زمان..قصة قصيرة
- الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة
- الرطانة تهدد فصاحة اللسان العربي بالمسخ
- شاي على نار حطب
- العمالة الوافدة في الخليج العربي..تحديات الحاضر ومخاطر المست ...
- ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث
- سماحة الإسلام في التعامل مع الغير
- حسين اليوسف الزويد..وحسن الجار ونكتة اقتدار تكامل نظم الزهير ...
- في ذكرى النكبة
- شجرة الزعرور
- العرب..والتعددية القطبية الدولية الناشئة
- تداعيات الربيع العربي على الحركة العمالية العربية
- الاستاذ زهير جلميران في ذاكرة الجيل الاول من طلابه
- القمر.. والليل.. والسهر.. في ذاكرة ايام زمان
- الكمأ.. والربيع في ذاكرة الماضي
- في ظاهرة الحنين الى الماضي
- اقتيات على ذكريات الماضي
- الشاعر معد الجبوري.. وجدل التوحد مع درة المدن ام الربيعين
- الشاعر الدكتور حسين يوسف محيميد الزويد يتواشج مع رعيل البردة


المزيد.....




- عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب ...
- موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر ...
- بأغاني وبرامج كرتون.. تردد قناة طيور الجنة 2023 Toyor Al Jan ...
- الرياض.. دعم المسرح والفنون الأدائية
- فيلم -رحلة 404- يمثل مصر في أوسكار 2024
- -رحلة 404- يمثّل مصر في -أوسكار- أفضل فيلم دولي
- فيلم -رحلة 404- ممثلاً لمصر في المنافسة على جوائز الأوسكار
- فنانون من روسيا والصين يفوزون في مهرجان -خارج الحدود- لفن ال ...
- اضبط الآنــ أحدث تردد قناة MBC 3 الجديد بجودة عالية لمتابعة ...
- كيف تمكنت -آبل- من تحويل -آيفون 16 برو- إلى آلة سينمائية متك ...


المزيد.....

- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - مفارقة صادمة