أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين ايت الطاهر - النخب العربية: كفى من التواري















المزيد.....

النخب العربية: كفى من التواري


جمال الدين ايت الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النخب العربية: كفى من التواري


لدي "لو" تؤرقني !

بالرجوع إلى لغة الضاد، لو هي حرف تمني و أداة شرط للمستقبل غير جازمة و حرف تقدير.
لو للتمني: إن طلبي للنخب العربية هو أمنية كثير من الناس في كثير من البلاد العربية.
لو كأداة شرط للمستقبل: إن هذا الطلب شرط لتململ وضع العالم العربي في اتجاه الولوج لعولمة اليوم.
و لو كحرف تقدير: لأن طلبي هذا تقديره تقدم هذه البلدان.

لو تنخرط النخب المفكرة و المتخصصة في العلوم و الآداب و الاقتصاد و السياسة و القانون و التكنولوجيا و الإعلام ... في خضم العمل السياسي لسررت أيما سرور و لحبرت أيما حبور.

في البلاد العربية لا ينخرط المفكرون و الخبراء و الأساتذة الجامعيون في العمل السياسي إلا لماما. لا يقومون بذلك بصفتهم مواطنين متنورين و قادرين على خلق قيمة مضافة فكرية، اقتصادية و سياسية.

على افتراض وجود لعبة سياسية في هذه البلدان، مبنية على التدافع بين الأفكار و البرامج بين مختلف الفاعلين السياسيين من أجل كسب انخراط و مساندة المواطنين، لعبة تمثل أفضل ما وصلت إليه البشرية من تطبيقات الحكم الرشيد و التي تووفق على تسميتها بالديمقراطية؛
و إذا كان العمل السياسي هو التطوع لخدمة المجموعة الوطنية بالسعي إلى المصلحة العامة و جلب المنافع للناس بتمكينهم من حقوقهم و دعوتهم للقيام بواجباتهم، فإن هذا التطوع يعني عدم استغلال هذا الموقع من أجل خدمة المصلحة الشخصية أو الفئوية.
فلماذا لا يلج هؤلاء المفكرون و الخبراء المعترك السياسي كممارسين و ككفاءات و كرأسمال بشري؟ لماذا يكتفون عوض ذلك بتحليل الأخبار و الأحداث و هم متموقعون في المراكز الخلفية في مسرح العمل السياسي؟ لماذا لا ينضم هؤلاء المتخصصون إلى الأحزاب السياسية و يطبقوا نظرياتهم في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع و التكنولوجيا...؟

في الولايات المتحدة الأميركية استقدم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، سنة 1994، المفكر جوزيف نيي Joseph Nye صاحب نظرية القوة الناعمة Soft power ليشغل منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي Assistant Secretary of Defense for International Security Affairs, هذا الأخير قام خلال ممارسته لمهامه بتطبيق نظريته في تدبير العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الأميركية .
و كانت نظرية هذا المفكر الأميركي أن القوة الناعمة هي الكفيلة بالحفاظ على نفوذ و سيطرة الولايات المتحدة أكثر مما توفره القوة العسكرية و الاقتصادية (القوة الخشنة)، و هو ما شرحه في كتابه « القوة الناعمة: معنى النجاح في السياسات الدولية».
و في عهد جورج بوش الإبن 2001-2009 نسوق مثال كيم هولمز Kim R. Holmes الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية المكلف بالمنظمات الدولية و كان قبل ذلك باحثا و مديرا بمؤسسة هيريتاج Heritage Foundation.

و عموما، نلاحظ أنه مع كل إدارة أميركية جديدة يتم تطبيق أفكار باحثين منتمين إلى مراكز التفكير المشهورة في السياسة و الاقتصاد و الاجتماع بصفتهم أعضاء في الفريق الرئاسي، لكن هؤلاء الخبراء في المقابل يكونون أعضاء مشاركين أو على الأقل متعاطفين أثناء الحملة الانتخابية لأحد الحزبين الجمهوري أو الديمقراطي أي مشاركين في العملية السياسية منذ بدايتها.
و عندما تأخذ إدارة مكان أخرى عقب الانتخابات، فان أعضاء الإدارة المغادرة يشتغلون إما في القطاع الخاص، أو بالجامعة أو في مراكز التفكير Think tanks، و هذا التغيير في المواقع للخبراء المنخرطين في السياسة هو ما يطلق عليه في الولايات المتحدة الأميركية بالباب الدوار Revolving door .
و الأمر كذلك في الدول الأوربية كفرنسا و بريطانيا أو ألمانيا حيث يأخذ الزعماء ريادتهم من تصويت أعضاء أحزابهم أولا قبل التقدم للاقتراع العام. و يظهر هذا الدور المهم للحزب من خلال خلق النخب السياسية و اختيار الساسة الخبراء و المتخصصين الذين يكونون قد تدرجوا في هياكله التنظيمية.

يجب على أساتذة الجامعات و الباحثين في مراكز التفكير Think tanksفي بلداننا العربية أن لا يكتفوا بالتنظير و التوصيف من بعيد بل عليهم أن يقتحموا العمل الحزبي و يقرنوا الفكرة و الخبرة بالتطبيق و الأمبيريقية Empiricism، و أن ينتقلوا من واصفين و محللين لمخرجات العملية السياسية إلى لاعبين في صيرورتها و صانعين لمدخلاتها.
على ستوديوهات القنوات التلفزيونية و الإذاعية و في منصات الندوات و المؤتمرات العلمية يتعدد ظهور الخبراء و المتخصصين العرب لتحليل الأحداث و الوقائع الاجتماعية، الاقتصادية و السياسية و تقديم النظريات الجديدة و المقارنة في حين أن أغلبهم ليسوا بناشطين سياسيين و لا جمعويين.
معذرة لكم أفيدونا بأفكاركم و تحليلاتكم و لكن كونوا أول من يناضل من داخل الأحزاب و جمعيات المجتمع المدني لتطبيقها على أرض الواقع.

و لبيان هذا التواري نتساءل كم هي نسبة الأشخاص ذوي المستوى الجامعي في منخرطي الأحزاب؟ ضئيلة جدا، بكل تأكيد خصوصا إذا علمنا أن نسبة الأشخاص المنتمين أصلا للأحزاب تبقى ضعيفة مقارنة بعدد السكان البالغين في هذه البلدان.
و في الوجه اﻶخر للعملة، لا يجب انتظار تدبير جيد للشأن العام إذا كان الذين يلجون العمل السياسي لا مؤهلات علمية كافية لديهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه. كما أنه لا جدوى لمجرد التحليل أو الانتقاد للسياسات و البرامج المطبقة بالنسبة للنخبة المتوارية في الخلف.

في العالم العربي عمل النخبة الخبيرة و المتخصصة هو نقد و تحليل سياسات و برامج أناس بعضهم مؤهلاته العلمية متواضعة، لكن امتيازهم الوحيد هو مبادرتهم إلى الانتماء إلى الأحزاب و المشاركة بدون تردد في العملية السياسية و هو ما يحسب لهم. إن اهتمام هذه النخب بالتعليق و المشاهدة، رغم أهميته، بدل صنع البرامج عن خبرة و اختصاص، الذي هو الأولى و الأجدى، هو مدعاة لهدر الزمن و الطاقات.
إذا كان هذا الابتعاد عن أمور الشأن العام من طرف هؤلاء المفكرين و الخبراء مسألة ذاتية فيجب إعادة النظر في هذه الظاهرة و الاتجاه إلى الانخراط في الأحزاب و مشاركة الآخرين داخلها بالأفكار، أما إذا كان وراء ذلك سببا موضوعيا بنيويا فذاك ليس بمبرر للعدول عن خدمة المجتمع والأمة و الاقتصار على رمي الواجبات على الآخرين في الداخل و الخارج.

جمال الدين ايت الطاهر، باحث، المغرب.



#جمال_الدين_ايت_الطاهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين ايت الطاهر - النخب العربية: كفى من التواري