أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الانقسامات الشكلية وتأبين الموت القادم














المزيد.....

الانقسامات الشكلية وتأبين الموت القادم


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 5614 - 2017 / 8 / 19 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانقسامات الشكلية وتأبين الموت القادم
مخطئ من يتصور ان هناك من يستطيع اصلاح الامور في العراق بسرعة ، ففي العهد الجديد اعتلت طبقة سياسية لاتملك من تجربة الحكم شيئ، لتغدو وتكون السلطة والقوة بيدها وظلت الصراعات تنخركيان الدولة بالكامل ، وتشكلت الحكومات المتعاقبة من طبقة أحزاب في ادارة الحكم على اساس التحالف والمحاصصة الغير حكيمة والتي لا تعتمد على اسس واستراتيجيات بناء فكانت التجاوزات التي تدعم ظاهرة الاستبداد وتصاعد قمع الحريات ومصادرة الرأي وما شابه ، وزادت من المساحات التي يتحرك فيها اللصوص بحرية داخل البلد، لانها لا تملك القاعدة الجماهيرية الحقيقية التي تستطيع الاعتماد عليها في كشف ومواجهة المجرمين وضعف العمل الاستخباري وعلى هذا الاساس تم الاستئثار بالسلطة والمحافظة على الادارات والمؤسسات لصالح تلك الاحزاب وزرعت حالة من التردد والخوف وعدم التصدي لأخطاء الحكومة ، و كتمان الحق ومراءاة رجال السلطة ومجاراتهم فلهذا كلّما يقترب موعد الانتخابات العامة في العراق، تجد أن هذه الطبقة السياسية تبدأ جملة من المناورات والتكتيكات الكاذبة من أجل ممارسة خداع خفي أو مكشوف للجماهير، وتحاول، بوسائلها الخاصة للبقاء في سدّة الحكم، مهما كلّف الأمر ذلك ومنها الانقسامات الشكلية لذر الرماد في العيون وتأبين الموت القادم والتغطية على الفشل ، فلم تستطيع من تقديم اي مبادرة تنقذ البلد او يسعف العراق من جراحه وتقديم أية منجزاتٍ سياسية أو اقتصادية أو خدمية أو ثقافية اما الامنية فحدث بلا حرج رغم التحسن الجزئي ولانه مر بزمن طويل من الحروب والدماء والآثام والمآسي، وتأخر عن الركب الحضاري الذي يمارسه العالم وظل يراوح في مكانه من التخلف وهو يعاني من هبوط المستوى السياسي عند اكثر طبقاته بسبب الممارسات الظلمة وخاصىة في زمن البعث ، وقد انتهى نظام الحكم السابق منذ العام 2003 وعاش المواطن على امل ان يستجد ما يصلح خراب المجتمع والبيئة والعقلية المشوهة عند العظيم من فئاته وهو يردد ( رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه ) حيث تبدل الشعور عند الكثير منهم تجاه ذلك الى كابوس تجربة مريرة، تمنوا انهم لم يعيشوها، وماذاك إلا بسبب التفات أغلب ساسة البلد ورعاته الى مصالحهم الذاتية والفئوية دون اصلاح الحال فقد دمرت المؤسسات الثقافية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية والسياسية وقد استبدله بالمكونات والطوائف، وسمح للمحاصصة أن تشرذم العراق، ولم ينبثق أي عقد اجتماعي بين المجتمع والدولة، وأوجدت طبقة سياسيّة جديدة ضيعت الطاقات واستبدلت الفكر بالمال والمصالح فزاد الفساد والسرقة والرشوة واللعب بالمال العام ، في ظل غياب القانون والنظام، واتزعت الحس الوطني وحولته الى الفئوية .وانتجت دولة فاشلة و مجتمع منشطر ومتشرذم ومنقسم على نفسه عرقياً وطائفياً وجهوياً مناطقيا، وضعف اكثر القيادات التي اخذت تنظر وسمحت لمن هب ودب من الحكومات الطائفية والمتعطشة لدماء العراقيين بالتلاعب والعبث والتدخل السافر في شؤون البلد واللجوء الى تلك الحكومات الاعداء والسقوط في احضانهم ونسيان عبثهم الماضي وجرائمهم الدموية بحق الشعب العراقي .. لذلك لابد من فضح هذه الظواهر والوقوف بوجهها من قبل اهل العلم ونعني بهم نخب المجتمع، وهذا أيضا دور كل انسان له القدرة على القيام بالحفاظ على الحقوق والواجبات التي تحفظ بدورها كرامة الانسان، وحرياته التي لا تضر بحريات الآخرين .
للنخب دور مهم في ادارة كشف ومكافحة الفساد، وتصحيح الفشل الحكومي أيا كان حجمه او نوعه، بالاضافة الى أن المتنورين وأهل العلم والعارفين ببواطن الامور وظواهرها، لهم دورهم في تنوير الناس وتوجيههم نحو مساندة الحق ومقارعة الباطل، لأن هذا الطريق مع التضحيات والخسائر التي يتسبب بها لكنه بالنتيجة، هو طريق الخلاص من الظلم، وتصحيح عمل الحكومة والقضاء على رؤوس الفساد والإتيان بقيادة تدير البلاد وفق معايير العدالة والمساواة ، و ليس هناك من يستطيع أن يقوم بهذا الدور على الوجه الأفضل، سوى النخب الحريصة التي تشعر بالمسؤولية و تقود المجتمع ( الدينية والسياسية والاجتماعية والمهنية ) هي المسؤولة عن ذلك بالدرجة الأولى، لكي تؤدي دورها الصحيح حيال تعنت السلطات وايغالها في سلب حقوق الناس مقابل الحفاظ على مصالحها، فإذا كان الفرد لا يعي حقه ولا يعرف كيف يسترده ويجهل الطرق التي تقوده الى ذلك، فمن واجب النخب القائدة أن تبيّن له تلك الطرق والسبل والوسائل التي تذهب به للحصول على الحقوق . وفي حال ترددها، او تهرّبها من اداء دورها الحاسم في هذا المجال علينا ان ننتظر كارثة كبرى تطيح بالمجتمع وسوف تصبح أكثر خطرا وتدميرا للدولة لا تقوم لها قيامة .
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلعفر قلعة الصمود...نافذة الابصار
- فشل العدوان وعلامات الانفراج
- إلا في العراق ...المتهم بريئ حتى يهرب
- لماذا اصبح التشهير سيد الموقف
- الوحدة الوطنية ، الأولويات والأهداف
- الحقيقة والتهديد المستمر
- ومضات في حب الوطن
- لاشيئ سوى الاشواك
- خير الناس الساعون الي الخير
- خير الناس الساعون الی الخیر
- انحراف القيادة وسلبية النتائج
- الخبر والصحافة والمفهوم
- القرارات الدولية وخذلان الشعوب
- الكورد الفيليون الاصالة والتنصل
- القيادة وعوامل النجاح
- اتهامات الفساد ...الموضوع المستشري
- فشل الارهاب وسقوط الاقنعة
- فشل الارهاب و سقوط الاقنعة
- التحرك الامريكي المتأخر لذر الرماد في العيون
- لعبة الغباء والسقوط


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الانقسامات الشكلية وتأبين الموت القادم