أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - الإنسان من يختلق النظام ويبحث وينتج العلاقات















المزيد.....



الإنسان من يختلق النظام ويبحث وينتج العلاقات


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 22:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان ( 71 ) .
- مائة حجة تُفند وجود إله - حجة (102) .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ( 69 ) .

- ليس هذا المقال الأول فى العشوائية والنظام وقد حظيت المقالات السابقة بحالة من النفور والتحفز الشديد كونى قدمت أفكارى بشكل صادم لأقتنع بعدم جدوى نظرية طرح مفاهيم صادمة دفعة واحدة بالرغم أن هذا نهج متبع لدى بعض المفكرين , لذا فسأطرح أفكارى بترفق وتدرج بقدر الإمكان وحتى لا نجد تعليقات متشنجه ذات إسطوانية مشروخة تكرر القول كيف نشأت الأشياء بالصدفة , فكل مقال مترفق سيساعد فى تأسيس الوعى لنصل لنتيجة نهائية أن الوجود بلا مُنظم ولا مُصمم .

- موضوع العشوائية والنظام موضوع شديد الجدل ويحظى على مفاهيم مغلوظة وملتبسة كثيرة لتجعل البعض يسقط النظام والتصميم الإنسانى على الطبيعة مطالباً أن تنجز الطبيعة نفس الفعل الإنسانى .!

- هؤلاء الذين يعتبرون أن كل شئ موجود منسوب لفاعل عاقل لم يستوعبوا جيداً منطق أن ليس كل النيران جاءت من عود كبريت لذا نهديهم هذه الصور لعلهم يدركون معنى العشوائية والنظام :
http://www.roro44.net/wp-content/uploads/2012/05/Mount-Rushmore-USA.jpg
http://www.soundandlight.com.eg/Images/about_egypt3.aspx

http://www.asir.me/uploaded/3318_11242071416.jpg
http://www.al-jazirah.com/2016/20161128/wo_135_2.jpg
الصورة الأولى نحت لرؤساء أمريكا فى الجبل والثانية لتمثال ابو الهول أما الصورة الثالثة والرابعة فهى لجبال فى الطبيعة ذات تشكيل .
بديهياً من انتج الصورة الأولى والثانية فاعل عاقل هو الإنسان , وبديهياً من أنتج الصورتان الثالثة والرابعة هما الطبيعة بواسطة عوامل النحر والتعرية وهذا يعنى أننا نحكم على النظام بوعينا المعتمد على المعرفة أما العشوائية فلا نستطيع القول بأتها ذات فاعل عاقل كما تعنى أيضا هذه الصور تطبيق لمنطق ليس كل نار من عود كبريت .

-عند الذهاب إلي الشاطئ نجد أحجاراً متناثرة نلحظ عدم عبثية ترتيبها فهناك دوائر للزلط الغليظ ودوائر أخرى للزلط الرفيع لتتدرج من الأكبر إلي الاصغر كلما بعدنا عن الشاطئ . هذا المشهد قد يدفع أصحاب الفكر الميتافزيقى أو الباحثين عن حل خرافى لأى مشهد يرونه غريباً ذا لغز إلى القول بوجودة جن أو إله قام بهذه المهمة , بينما العلم يقول ليس هناك من رتب الزلط ’ فالمشهد كله يخضع لقوى الأمواج العبثية فى الإزاحة , فالأحجار الكبيرة نسبياً تسقط قريبةَ من الشاطئ بينما تذهب الأصغر إلي مكان أبعد وهكذا أنتجت الطبيعة من عشوائية لاواعية لاغائية مشهداً نراه ونُُقيمه نظامياً .

- أعزى هذا الخلط والجدل إلى غموض مفهوم العشوائية والصدف كذا الجهل بمغزاها وما تعنيه لأرى أنه يمكن إختزال مفهوم العشوائية والفوضى لدى المؤمنين كما ذكرت فى مقالاتى السابقة بإنعدام الغائية , ولكن الطبيعة تنتج مشاهدها وحراكها بدون غاية أى لا يوجد تخطيط ولاغاية ولا تصميم وراء فعل الطبيعة وهذا هو جوهر موضوعنا .
إحترت فى تقديم محتويات الجزء الثانى فالموضوع شديد الدسامة لأختار التطرق لفكرة أن الإنسان هو من يخلق صيغ نظامية أى باحث عن علاقات بين الأشياء ليمنحها صفة النظام وهذا من الأهمية بمكان إدراكه فى هذا الملف الشائك .

- بداية تعريف النظام بحسب ويكيبيديا هو: (أي مجموعة من العناصر تشكل بمجموعها كلاً واحداً مع بعضها البعض حيث يرتبط كل عنصر بالآخر. بالتالي أي عنصر ليس له أي ارتباط بأحد عناصر النظام لا يمكن اعتباره جزءا من هذا النظام) وبالتالي يكون تعريف الفوضى بحسب نفس الموسوعة هو: ( أي فقدان للنظام و الترابط بين أجزاء مجموعة او جملة اجسام سواء كانت جملة فيزيائية أو مجتمع إنساني أو اضطرابات قبيلية أو سياسية ) وهذا يعنى أن الفوضى تعنى الجهل فى إيجاد ترابط بين الأشياء ليكون محور قضيتنا أن هذا الترابط هو إكتشاف وعلاقات إنسانية يسقطها الإنسان .

- النظام هو التكرار فنقول مثلا أن دوران الأرض حول الشمس نظام ولكن قبل أن تتكون الأرض والمجموعة الشمسية لم يتحقق هذا النظام .. إذن النظام جاء من اللانظام , ومن هنا علينا أن نتأمل هل الوجود فى نظام أم فى سبيله للنظام كذا فكرة النظام جاءت من إنطباع إنسانى فبدون الوعى والفكر الإنسانى لن تتواجد مفاهيم النظام والفوضى .

- عندما نمعن التفكير فى الحياة والوجود سنجد أننا نعيش فى وهم وجود نظام دائم فى هذا الوجود .! فيخيل لدينا أننا أمام عالم شديد النظام , فإذ بنا أمام حالة من وسط آلاف الحالات والإحتمالات موجودة تفتح أحضانها لإستقبال أى أحتمال .!
نبدأ ببدايات الإنسان .. فنحن نتاج لحظة ما فى الزمان والمكان تحدث بدون وجود مقياس يقيسها أو نظام تستشف منه قانون محدد التوقع لأننا فى كل النماذج لا يوجد لدينا قدرة على التوقع سوى فى سياق الظرف الزمانى والمكانى , بمعنى آخر أننا يمكنا أن نحكم حكم نظامى أو بخطوط عريضة على لحظة عشوائية وفوضوية كأن نتوقع أن عملية التخصيب الناتجة ستعطينا إنسان أسمر البشرة وسنسميه محمد وسيدين بدين الإسلام مثلا ويتكلم العربية ويتحلى بصفات وسمات شرقية المزاج والهوى .

- نبدأ ببدايات الإنسان .
نحن نتكون من تخصيب بويضة أنثوية بواسطة حيوان منوى ما وسط ملايين الحيوانات المنوية .. حالة من الصدفة والعشوائية المفرطة .. فإذا تبدل الحيوان المُخصب بحيوان منوى أخر من هذه الملايين فإننا أمام صور أخرى من أنفسنا غيرالصورة الحالية متشابهة وليست متطابقة .!
عندما نضع عملية التخصيب فى وضعها الزمانى والمكانى ستعطينا ملايين الحالات المختلفة بمعنى أن وجودى من عملية التخصيب تلك سيأتى بنتائج مختلفة حسب الجغرافيا والمكان الذى إحتضن لحظة التخصيب ففى الهند غير مصر غير رواندا غير كولومبيا , وأن حدثت عملية التخصيب فى زمن الأغريق غير أن تحدث فى عصر حجرى أو بابلى أو عصر حديث .
فى كل حالة سنحمل موروث ثقافى إجتماعى قيمى شديد الإختلاف حسب حظ عملية التخصيب وزمانها ومكانها من الجغرافيا .. سنحمل موروثات ومعتقدات ورؤى وأمزجة شديدة التباين حسب عشوائية عملية التخصيب ., لى مقولة قد تفيد فى هذا المقام "الإيمان هو نتاج عملية تخصيب بويضة ما بحيوان منوى ما .. تم فى زمان ما .. فى مكان ما "

- عندما نستعرض حياتنا المعيشية والتى نراها منظمة فإننا نكون واهمون أيضا ’ فمهما تشابه نظام يومنا الإعتيادى فلن يتطابق مع يوم الأمس أو يوم الغد , لأننا ببساطة نكون مررنا على الزمان والمكان بكل تغيراته وتبادلته .. فالماء لا يمر فى النهر مرتين .
الأدهى أن الحدث الذى نراه نظامى كذهابنا للعمل كل يوم هو حدث واحد من آلاف الإحتمالات المفتوحة .. فبداية لن يكون ذهابنا للعمل بشكل نظامى ككل مرة , فسنقابل وجوه مختلفة فى كل مرة ..سنواجه ظروف بيئية مناخية مختلفة أيضا , وعلى مقولة أبى : عليك أن تحمد الله أنك تذهب إلى كليتك فلا تجد حجرا يسقط على رأسك أو سيارة تصعد الرصيف لتدهسك أو ...أو .. بالفعل أبى محق فى فكرة الإحتمالات المفتوحة التى ممكن أن تواجه المرء وغير محق فى فكرة إلهه الأسطوري .. محق لأننى لو تأملت قليلا فى تصور سيناريوهات ممكن أن تواجهنى فى مسيرة يومى المعتادة سأجد أننى أعيش حالة واحدة وسط مئات الإحتمالات والسيناريوهات المفتوحة والتى من الممكن أن تتحقق بسهولة .
عندما أمر فى مسيرة يومى المعتادة فهنا لا يستوقفنى أن أفكر فى كل لحظة عن سيناريوهات مختلفة لتلك اللحظة والتى من الممكن أن تتحقق أيضا , لأننى ببساطة تعنينى اللحظة التى أأملها , وفى حالة إختلاف السيناريو المعتاد فهنا أقول أننى تعرضت لصدفة بوقوع حجر فوق رأسى أو إصطدامى بسيارة مسرعة ليقول المؤمنون عن تلك الصدف بأن هناك قضاء وقدر ما .

- أى حدث يقبل بجواره مئات الحوادث الأخرى ولكننا من الصعوبة بمكان أن نعيش فى العالم بهذه الصورة بأن نكون فى حالة منتبهة لمئات السيناريوهات المختلفة فى كل حدث ولحظة فبلاشك سنصاب حينها بالجنون , ولك أن تعلم مدى الإضطراب الذى يحل بمرضى الوسواس القهرى الذى يتوجس من عدة إحتمالات قليلة .. نحن نطنش لكى نعيش .!

- نحن نميل لمنظومة معينة فى الحياة تتوافق مع رغباتنا وتلبى أماننا ونعتبرها نظام أو مقياس ويكون أى حدث يخالفها و يوقعنا فى حبائل الألم والقلق سيكون صدفة وعشوائية غير مطلوبة أو بتعبير زملائنا المؤمنين قضاءاً وقدراً .

- الحياة كلها عبارة عن لحظات غير متكررة وعشوائية وكل حدث فيها جاء بإعتباطية شديدة من بطن حبلى بمئات وألاف وملايين الإحتمالات لا تستوقفنا إلا إذا أصابتنا بالألم والحيرة .. نحن نحاول أن نبلع الحياة ونعيشها فى حدود قوانين المادة والظرف الموضوعى حتى نقلل من إحتمالية التصادم والألم .

ما هى الصدفة ؟
- الصدفة والعشوائية هو مشهد مادى فى النهاية يخضع لظروف المادة فى لحظة معينة .. نقول عشوائية وفوضى لعدم تكرار هذا المشهد وتوقع حدوثه .. النظام جاء كحالة إستثنائية من العشوائية لنتشبث به كوننا لا نستطيع العيش وسط حالة من الفوضى والحدث اللامتوقع , فلا نتحمل العيش بمنهج الإحتمالات المفتوحة الغير متوقعة فهو الجنون بعينه , فالعيش باللانظام هو الشواش والجنون .

- خذ أي نظام ستجد أنه يتكون من مجموعة من الصدف , فذهابك اليومي إلى محل عملك مفتوح السينايوهات من إنتظارك للتاكسي أو حافلة نقل الركاب فلا يمكن تحديده مسبقاً بكل دقة أجزاءه وملابساته وتبياناته .. نظام الجامعة التي تخرجت منها ألم تساهم في خلقه وإدامته مختلف أنواع ألصدف ؟ دخولك كلية ما جاء بالحظ أو الصدفة ومنها كونت تاريخك المستقبلى وتقابلت مع زميلتك التى إقترنت بها فما الحال لو كنت دخلت كلية اخرى ؟!. كذا التطور الفيزيائي الطبيعي وتطور ألأحياء عبر الصراع على البيئة وفيما بينها هل في هذا تخطيط مسبق ؟ تطور المجتمعات ألبشرية وأنظمتها وتطور العقل البشري ذاته ألم يتم إلا من خلال تفاقم الصدف .

- للطرافة نقول طالما يريدونها نظام وتصميم فلنتامل مشاهد الوجود وفق هذه النظرية ولنلغى فكرة العشوائية واللامعنى واللاغاية .. أسير بجوار جبل عال فيسقط حجر على رأسى فلا يكون هذا المشهد عشوائياً فوضوياً بل هناك إله يجلس فى غرفة عمليات يحسب المسافة بين رأسى وبين الحجر ومعدل سيرى إلى أن أقترب من مرمى إطلاق الحجر فيضغط على زر التحلل أى إنفصال الحجر عن الجبل ثم يضغط على زر الجاذبية حاسباُ المسافة وسرعة سقوط الحجر وزمن السقوط لتتوجه لهدف رأسى .!!
إنسان يصاب بفيروس المرض فلا يكون لمروره على مكان ملوث بالفيروس مثل أدوات المريض أو الهواء بل لأن هناك إله جالس فى غرفة عملياته يأمر الفيروسات : هيا إنتقلى عند لمس أدوات المريض ! ولا نريد القول أن المشهد من شدة نظامه وفق قصة القدر والمشيئة الإلهية فالإنسان يتوجه رغماً عن أنفه إلى مكان الفيروسات لينطلق ويتحقق الأمر والمشيئة الإلهية .!
أيهما نتقبله عقلاً ومنطقاً أن الحجر سقط صدفة بشكل عشوائى بلا معنى وبلا غاية وبلا ترتيب أم هناك من يجلس فى غرفة العمليات لقذف الحجر .. الأنا يوجد لها ما تبرره بقبولها حل الإله الذى يخطط لسقوط الحجر فهى لا تطيق أن تكون تحت رحمة طبيعة مادية صامتة لا تعقل , لا تطيق أن تكون بلا إعتناء وبلا مصور فيديو يصور أحداثها السعيدة والمؤلمة .!

- السمة العامة للوجود هى العشوائية لنحاول منها أن نخلق منها صيغ نظامية والطريق إلى متعتنا هى التعاطى مع العشوائية ومشاكستها فلعبة زهر الطاولة وأوراق الكوتشينة والدومينو والبلياردو والألعاب الأليكترونية بل كل اللعبات الرياضية والإليكترونية هى شكل من اشكال التعاطى مع العشوائية والتأقلم معها من خلال مهارات الحدس والتخمين أو للدقة التعاطى مع الإحتمالية الغير مُدركة , لتكون لذة هذه الألعاب وإثارتها فى عدم التكرار والتطابق وما تحمله من غموض وجهل بالإحتمالية وخروجها عن النظام الصارم , هكذا حياتنا هى تعامل مع الفوضى والعشوائية فى الأحداث لنحاول ترويضها بصيغ نظامية تأخذ حيز الرتابة لكى تريحنا فلا نعيش حالة عبثية ولكننا نشتاق للفوضى أو قل اللعب فى آفاق الإحتمالية من وقت لآخر .!

- النظام ليس معناه وجود مُنظم بالضرورة , فالنظام تقييمنا نحن للأشياء , فالأشياء ليست منظمة أو غير منظمة فى ذاتها بل نحن من نخلق علاقات لنقول هذه العلاقات منظمة , أى هى تقديرنا ورؤيتنا وإنطباعاتنا نحن .. مشكلتنا فى فهم الوجود أننا تغافلنا أننا من قيمنا الأشياء لننسبها لمُنظم .

- النظام هو رصدنا لتكرار التوازن فى الزمن .. لذا لا يوجد شئ إسمه توازن فى المطلق فيستحيل ان تستمر معادلة التوازن ثابتة بل الحالة التوازنية يستحيل لها أن تتطابق إذن لا يوجد نظام فى المطلق .

- عندما نقول أن هناك نظام ما فيكون معناه بأن هناك ظاهرة مادية خاضعة لقانونها الخاص ونمتلك فهم هذا القانون والعلاقات الداخلية فيه . إذن النظام هو قدرتنا على رصد حالة بعينها وإخضاع عقولنا لقانونها فندركها ونستطيع التنبأ بتكرارها ومستقبلها لاحقا .. تكون الصدفة والعشوائية خلاف هذا الأمر فلا نستطيع توقعها ولا رصدها . إذن العشوائية والصدفة هو جهلنا بالقانون الذى يحكم حالة مادية فى لحظة بعينها .

- دعونا نتكأ على قانون السببية والذى يحلو للجميع التعامل معه بحكم أنه تصورنا المنطقى للوجود المادى .. فأى ظاهرة ما لها سببها المادى وهذا السبب موجود بغض النظر أننا ندركه أو نجهله ..عندما ندرك سبب الظاهرة فهنا نحن نعتبره نظام لخضوعه لقانونه المادى القابل للرصد والتحقق بحيث أننا نطبقه ونستنتج مراحله المستقبلية وتكراره ودوراته , أما مالا نتوقع حدوثه وظهوره فهنا نحن نفتح أفواهنا ونقول صدفة مثلما كان إنساننا البدئى يفتح فاهه دوماً على كل ظاهرة نراها اليوم عادية وساذجة .

- ظاهرة كسوف وخسوف الشمس كانت ظاهرة فارقة عن الظواهر المعتادة للشمس , إعتبرها الإنسان القديم صدفة وشئ مخالف لما هو معتاد وإن كانت تتكرر كل حقبة زمنية معينة لذلك عبد الشمس وخلق أساطيره , بينما ندرك نحن هذه الظاهرة جيدا وندرك قانونها العام ونتوقع حالات الكسوف والخسوف بالدقيقة والثانية لتصبح لدينا نظاماُ وتخرج من دوائر الصدفة والعشوائية .

- عندما نرمى زهر الطاولة ونحصل على نتائج مختلفة ومتباينة دوماً فإننا نعزى هذا الأمر إلى الصدفة , فلماذا نقول مفردة الصدفة هنا ؟. نقولها لأننا لا نعرف ولا نتوقع نتيجة الرمية فى كل مرة .. وبالعودة إلى قانون السببية فلابد أن نعزى نتيجة كل رمية إلى وجود علاقة وقانون مادى جاء منه نتيجة هذه الرمية وإن كنا نجهله , فهناك عشرات الأطراف فى المعادلة التى تعطينا فى النهاية نتيجة رمية زهر محددة مثل قوة الرمية , شدة الريح , مسافة الرمية , سطح الإحتكاك ..الخ . هذه الأطراف التى تشكل معادلة معقدة بحدودها والتى يمكن أن تصل طولها إلى متر مثلا هى معادلة فى النهاية نجهل حدودها وعلاقاتها الداخلية , ومن خلال جهلنا بها نعتبرها صدفة .. لو كانت لدينا معادلة كاملة ورصدنا كل طرف فيها بدقة فإننا بسهولة سنعرف رمية الزهر قبل رميها ولن تكون الأمور صدفة بل نظاماً , ومن هنا تكون العشوائية هى الجهل بالإحتمالية .

- إذن أى ظاهرة مادية يكون هناك قانون واحتمالية يحكم سلوكها وعندما نكتشف العلاقة التى تحكم الظاهرة فنعتبر هذا الأمر نظاماً فلا يثير إنتباهنا ولكن عندما نجهل القانون والمعادلة التى تصيغها فنحن نلجأ إلى الحل السهل وهو قول وجود صدفة كما كنا دائما نعزى كل جهل بمظاهر الطبيعة إلى فكرة الإله .. الصدفة لا تعني إنعدام المسببات ، ولكنها تعني الجهل بها وعدم معرفتها جميعا ، وعدم المقدرة على التحكم بجميع شروط المحاولة كذا عدم وجود إرادة واعية عاقلة ورائها .

- إبحث وإجتهد وأرصد أى ظاهرة ما تراه عشوائية وصدفة مهما كانت شديدة التعقيد بتحسس حدودها ومتغيراتها ودالتها فيمكنك فى النهاية أن تتوقع نتائجها وهنا لن تكون صدفة بل نظام .

- الصدفة هو جهلنا بقانون المادة .
نهج حياتنا ووجودنا وصراعنا فى الحياة باحث عن علاقة بين الأشياء وإعطائها معنى لتكون فكرة العلاقة من إنتاج وعينا وإنطباعاتنا الخاصة , لذا يمكن أن نعتبر "البحث عن علاقة" جزئية مؤسسة لفكرة وهم الوجود والمُنظم والمُصمم والذى سنؤكده فى أبحاث أخرى .
يستحيل أن يتكون وعى للإنسان بدون إيجاد علاقة بين الأشياء المادية فهكذا سبيلنا لتكوين الوعى وبما أن الأمور نسبية ليست بذات حقيقة فهى تعتمد على زاوية رؤية أحادية مشبعة بذاتيتها وكم معارفها وإسقاطاتها لذا فنحن نعيش وهم الوجود , ولكن الخطورة تكمن عندما تتحول هذه الرؤية والعلاقة إلى حالة متغطرسة تتدعى يقينية العلاقات وديمومتها مع حالة من الغيبوبة بتغافل الإنسان أنه من أنتج العلاقات وصاغها لينسبها لقوى خارجية قامت بالإنشاء والتحكم بينما هى إنتاجه الخاص .

- وهم الوجود يعنى أن الأشياء خارجية مستقلة عنا تفرض نظامها وعلاقاتها بينما هى زاوية رؤية خاصة متوهمة ترى الواقع بمنظورها وتختلق علاقتها . .إذن كل فهمنا ووعينا للحياة والوجود بناء على تبنى علاقات بين الأشياء توصلنا إليها من خلال عمليات رصد وربط وإنطباع , فما نراه من نظام هو علاقات أوجدناها نحن بين الأشياء ليكون فهمنا للوجود من خلال ما توصلنا إليه بإيجاد علاقات بين مفرداته ومن هنا تأتى نظريتى " البحث عن علاقة ". ولنعطى أمثلة .

- الأعداد 1 ,2 ,3 , 4 نعتبرها متسلسلة نظامية كذلك يمكن أن نجد مجموعات نظامية أخرى مثل 2-5-8-11 ومجموعة 2- 4- 8- 16 فالأولى متوالية عددية والأخرى متوالية هندسية ولكن لو وجدنا مجموعة 3- 9 -81 فسنقول أنها مجموعة عشوائية لجهلنا العلاقة بين حدودها ولكن لو قلت أن هذه المجموعة تعتمد على تربيع كل حد ليعطى الحد التالى فهنا سنقول هذه المجموعة نظامية ولو قلت لك مجموعة 7-5- 3- 5-7 فستعتبرها عشوائية أيضا لأقول لك أننا يمكن تنسيقها فى نظام فهى مجموعة تقل بمقدار -2 لتصل للحد الثالث 3 فتنقلب لزيادة +2 وكذلك مجموعة 8-6-4-8- 16 يمكن إيجاد علاقة نظامية فهى متوالية عددية تقل -2 حتى تصل للحد الثالث (أربعة) لتتحول لمتوالية هندسية لتزيد بالضرب فى 2 .
ما أريد قوله هو أننا نبدع فى إيجاد علاقات بين الأشياء , كما لا ننسى أن القول بمتوالية عددية أوهندسية هى من إبداعنا ومن هنا نقول هناك نظام بينما قولنا عن الشئ عشوائى يأتى من عجزنا عن إيجاد علاقات لجهلنا أو صعوبة وتعقيد العلاقات ولكن يمكن أن نجرب ونجتهد لو أردنا ذلك لنبدع ونختلق علاقات .

- زاوية النظر
لننظر سويا إلى التسلسل التالي 1783974859123450784326493874657460 لنرى أن هذا التسلسل لا نظام ولا تصميم فيه لعدم وجود علاقات إعتدنا أن نتعامل بها لتجد لها سبيلاً فى التعامل مع هذه السلسلة ولكننا لو نظرنا لنفس هذا التسلسل مرة أخرى مع التركيز على جزء فيه سنرى فيه تسلسلاً جزئياً منطقياً (12345) أي هناك مجموعة جزئية يبدو عليها النظام في داخل المجموعة الكلية العشوائية. " لذا تكون رؤيتنا للنظام هو رصد جزء من الكل نلقى عليه علاقات نراها ذات مدلول".
ولكن لو كانت لنا نظرة أوسع لما ظننا هذا , فهناك نظرية الأكوان العلمية القائلة أن الكون الذي نعيش فيه هو مجرد جزء من مجموعة كلية عشوائية والتصميم الذي نراه هو زاوية نظر انتقائية بحكم وجودنا داخل هذه الجزئية لأن وجودنا كجزئيات منظمة مستحيل في داخل الأكوان الأخرى , فلا نرى إلا ما أمام أنوفنا .

- من المعروف رياضياً أن أي مجموعة من الأرقام يمكن أن تشكل دالة ما , أي أننا نستطيع استنباط نظام من أي مجموعة أرقام نختارها بعشوائية , وهذا يجعلنا نتساءل حول معنى كلمة نظام وقانون فهل هناك قانون ونظام فعلاً أم مفاهيمنا وعلاقات أسقطناها على الأشياء .. أرى أن وجهة النظر الثانية هى الصحيحة وهو ما تؤيده العلوم والواقع المادى والإستدلالات الرياضية .

- أكبر مثال يؤكد رؤيتى عن العشوائية التى ننتج منها نظام هو تأمل مشاهد من الطبيعة كالتحديق فى وردة جميلة أو سمكة زينه أو عصفور كنارى أو أمواج بحر ألخ .. لنجد متعة وإبداع فى ألوانها وخطوطها بينما لا يوجد رسام قام بمهمة التلوين بل عشوائية فى الألوان وجدت انطباع طيب فى الداخل الإنسانى .

- الأوتار الخمسة فى العود يمكن أن تنتج لنا أعداد لا نهائية من النغمات والترددات والأصوات , ومن المؤكد ستكون معظم هذه النغمات والألحان تفتقر للجمال والذوق ولكنها نغمات وأصوات فى النهاية ..هذا يجرنا إلى أن ما نستصيغه من ألحان هى حالة إستثنائية عن مجمل الأصوات اللانهائية المتاحة من خلال الطرق على الأوتار .. يمكن القول بأن ما يطربنا ونستصيغه هو النظام الذى يأتى فى عالم ملئ بالفوضى والعشوائية..الموسيقار هو من وضع يده على مجموعة نغمات وجد أنها تلقى إستحسان لنطلق عليها نظام موسيقى بينما سيمارس كافة البشر العشوائية عند تعاملهم مع الآلات الموسيقية .
من خلال الفوضى الغير المهتمة ولا المكترثة يأتى إنتقائنا للحظات فيها نعتبرها نظام لندونها فى نوتة موسيقية .. فالنظام هنا حالة فريدة وشاذة فى مجمل أشياء فوضوية وعبثية , فلا يكون النظام هو الأساس بل الفوضى هى الأساس فى مجمل الوجود .

- كل موسيقى الدنيا من سبع نغمات وكل لوحات العالم من 6 ألوان .. يكون التنوع والغزارة فى الإنتاج من عملية مصفوفات وتشكيلات وتوافيق لهذه الأنغام والألوان فهل فهمنا ما هى الحياة وما هى العشوائية ... هى تشكيلات وتنوعات عشوائية انتجت أشياء متباينة أوجدنا لها معنى بينما مفرداتها ليست بذات معنى فى ذاتها ولنؤكد أنه يستحيل تتطابق نغمة مع نغمة فى الكون .! نعم الوجود عشوائى وإذا كنا نتحايل عليه فلن تتطابق نغمتين أبدا لأن كل نغمة تواجدت فى وسط مادى لم ولن تتكرر .

- مشهد المدقات على الطريق أو الأحجار التى ننثرها لتهدينا للطريق يمكن منها فهم علاقتنا مع الوجود العشوائى فلدينا نقطتان ألف وباء نريد التحرك من أ إلى النقطة ب , ولا يوجد لدينا وسائل إيضاحية بحكم جهلنا فنلقى بمجموعة من الحجارة اثناء سيرنا من أ إلى ب .. لقد اصبحت لتلك الحجارة معنى بينما هى حجارة ليست ذات مدلول فى ذاتها كما أننا خلقنا نظام من فعل عشوائى ليصبح الطريق من أ إلى ب محدداً ويمكن لاحقاً أن نثبت الحجارة أو نزرع أشجار أو نرصف الطريق من أ إلى ب أو نقلل من المسافات المهدرة لنختصر الطريق , ثم نقوم بعد ذلك بالعمل المهم والذى نتصوره نظام فنسجل خريطة لوضعية الأحجار التى ألقيناها بعشوائية ونضع قانون لزاوية انحراف كل حجر عن الآخر لنتوهم بعد ذلك أن الوجود منظم .

- انظر لعلم الفلك فماهو إلا إيجاد علاقات بين النجوم أى رصد الزوايا بين بعضها ومنها نحدد طريقنا ليتوهم البعض أن هناك من رصها على هذا النحو لتمتد الصور وتتعقد ونسأل لماذا لدينا عينين وليس أربع عيون فلو كانت 4 عيون سنشيد بوضعيتهم فى هذه الحالة كونهم يعطون مجال أوسع للرؤية . فنحن من نوجد العلاقات والمعانى لأشياء بلا معنى أو علاقة .
الطبيعة ليست معتنية أن تقدم لنا علاقات وقوانين وأنساق بل تلقى بأوراقها مبعثرة لنحتال ونبدع بإيجاد علاقات فنحن لا نعرف العيش فى العشوائية أى لا نستطيع تحمل اللامعنى واللاغاية فنخلق علاقات نظامية .

- يمكن فهم علاقتنا بالوجود والحياة وماهية القوانين والعلاقات التى نتعاطى بها بملاحظة علاقة الملاح بالنجوم فهو يكون علاقات إستدلالية مع النجوم ومنها يهتدى لطريقه ,, فالنجوم لم يتم رصها فى الفضاء لكى تدل الملاح على طريقه ولكن الملاح هو الذى كون علاقات إفتراضية لديه تجاه ظواهر مادية لينتج قانون وفقاً لما هو متاح وذو ثبات , ليتوهم البسطاء أن هناك من رص النجوم لتهدينا لملاحتنا .
ما أريد قوله أن المادة فى الوجود لا تخبأ سرا ونحن نكتشفه بل نحن من نخلق علاقات تكون سبيلنا لفهمها والتعاطى معها .. مشكلتنا فى فهم الوجود ان الأحجار التى ألقيناها بعشوائية فى الطريق من ألف إلى باء وإستدلالات الملاح بالنجوم إعتبرناها علاقات خارجة عنا تمنحنا النظام .

- نشرت فى مقال سابق صور غريبة فى الغيوم كتلك الصورتين
http://www.farfesh.com/pic_server/articles_images/2013/10/09/560_man.png
http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1343879622_688.jpg
الصورتان فيهما تصوير للإنسان وسط الغيوم فهكذا جاء فى تصورى وتخيلى فهل هناك إنسان بالفعل فى الغيوم ؟! أم هناك من رسم وشكل هذه التشكيلات ليصدر رسالة لذهنى ؟! أم أن الأمور تمت بعشوائية تامة ورؤية ذهنية خاصة تصورتها وهذا يعنى أن النظام هو رؤية إنسانية منتقاة من الطبيعة فحسب يدخل فيها التصور والفكر والثقافة .

- نحن ننشأ علاقات من إبداعنا فالأشياء ليست ذات علاقات واعية ولا تحمل لنا رسالة خاصة ليفتح الخلل فى تفكيرنا المجال للخرافة والأوهام بإيجاد علاقات متوهمة ليس لها أى علاقة بالوجود المادى .

- نحن فقط من نبحث عن علاقة ما بين الأشياء لنستطيع تقبل هذا العالم العبثى لنطلق عليه نظام ونخلق معه عالمنا الذى نعيشه ؟ فالوجود هو هكذا ..عالم لا نهائى من النغمات والألحان والألوان الفوضوية العبثية بلا أى غاية , نحاول منها أن نخرج بحالة صغيرة تتوافق مع تكويننا العقلى والمزاجى نطلق عليها نظام , فما نخرج منه بعلاقات نراها مقبولة منظمة هو وليد لعالم إحتوى فى أحشاءه على مليارات العلاقات الغير المترابطة ولا المُنسجمة مع ذهننا ورؤيتنا .

- نحن نتاج عشوائية بحتة .. نحن حالة من مليارات الإحتمالات ولكن مشكلتنا أننا إمتلكنا الوعى الذى جعل ما نألفه نظام وما نستقبحه ونعجز عن فهمه فوضى .. نرى الدنيا بعيوننا فنجد أن النغمة الحلوة هى قمة النظام وننسى أن يوجد مقابلها مليارات النغمات الأخرى التى نعتبرها نشاز .

- النظام فى الطبيعة ليس معناه وجود فعل وفاعل عاقل , فالنظام تقييمنا نحن للأشياء .. فالأشياء ليست منظمة أو غير منظمة فى ذاتها بل نحن من رصدنا علاقات لنقل عن هذه العلاقات منظمة , أى هى تقديرنا ورؤيتنا وإنطباعاتنا نحن .. مشكلتنا فى فهم الوجود أننا تغافلنا أننا من قيمنا الأشياء ومنحناها معنى ونسبناها لمُنظم .. خطأنا الدائم هو الغفلة عن إدراك أننا من أوجدنا وأنتجنا العلاقات بين الأشياء لنتوهم أنها علاقات خاصة مستقلة عنا وهناك من أوحى بذلك وبث فيها العلاقة والغاية .. ولكن الاشياء بلا علاقات ونحن من نضعها فى علاقات .. القانون المادى ليس خارج عن المادة بل هو توصيفنا لطبيعة المادة من خلال مراقبة العلاقات وايجاد صيغة .

- إن النظام والعشوائية معنى فقط في الوعي الانساني وبشروط الوعي الانساني , حيث أن الطبيعة لاتملك في جوهرها أي عشوائية أساسا إنطلاقا من مبدأ الفعل ورد الفعل ضمن منظومة مترابطة واحدة , ومثال ذلك نظرية تأثير الفراشة.. إن العشوائية مفهوم مجرد يعكس عدم قدرتنا على الاحاطة بالاسباب كمنظومة لرؤية رد الفعل مسبقاً , وبالتالي فالعشوائية هي معادلة رياضية تجريدية لسد الثقب المعرفي لدى الانسان الواعي وليس الطبيعة.

- النظام نسبي يخرج من رحم الفوضى الكونية كإسقاط إستدلالات إنسانية , فالنظام ماهو إلا جزء إستطعنا أن نوجد له علاقة من الفوضى الكبرى إذا النظام جزء من فوضى نرتبها .

- عندما يُعلن سؤال : هل كان الامر خياراً أم اضطراراً أم قدراً أم عشوائية ؟ فهى كلمات ذات معاني مسبقة متداخلة في دماغنا , تشكل إسقاطات ثقافية إلى درجة أنها تكون أحيانا هي السبب في سوء التعبير وسوء الفهم .. اللغة البشرية هي لغة اسقاطات , بمعنى اخر تنطلق من فهم الكلمة وكأن الطبيعة شخص ، ومع ذلك ليس لدينا للأسف وسيلة اخرى للتعبير للتواصل في تفسير عملية عمياء لاغائية .

- أن الحياة عشوائية نلجمها بنظام من تصوراتنا من اللامعنى إلي المعنى وهذا يعني أننا مسئولين المحافظة على حياتنا وتطورنا للوصول إلي المرحلة القادمة من التطورفى هذا الوجود الغامض , التطور الذي هو سمة هذا الكون و ليس طريقة وجود المادة الحية فقط .

- في الجوهر لاتوجد عشوائية ونظام بشكل حاد وإنما سلسلة لانهائية لها من الاحداث المترابطة لعناصر لانهائية لها تدفع الى طرق مختلفة من تفرعات السلسلة الأصلية كشجرة هائلة , فالعناصر التي لا تتعشق في الفرع (أ) تتعشق في الفرع (ب) , والفرع (د) الذي يحقق فعالية أعلى من (أ) ليستولي على الموارد اسرع ويغلق آفاق استمرارية (أ) , وهكذا تستمر الشجرة العمياء بالتمدد بلا نهاية في الكون بأسره .

- الجميل في الموضوع هو إننا لم نعد محتاجين لنظرية المصمم الذكي بالغ التعقيد مجهول الأصل والهوية , وهذا ما سأتناوله فى مقال لاحق , فالكون له طريقة خاصة في الوجود و له خط تطوري واضح ومراحل تطور لا خلاف عليها , فلم نعد محتاجين لتلفيق معنى للحياة عن طريق قصص خرافية لأن الحياة فعلا لها معاني صغيرة قريبة ومعاني كبيرة بعيدة نستطيع أن نحيا من أجلها جميعا وأن نساهم عن طريق الإلتزام بتلك المعاني فى سبر أغوار لغز الحياة والوجود .

دمتم بخير وعذرا على الإطالة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا-الأديان بشرية بدوية الفكر والهوى والتهافت
- وهم المُنظم والمُصمم – مقدمة .
- لم أكن أهذى .
- مفاهيم خاطئة-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- هى صدف وعشوائية فقط
- الإيمان جالب للخلل والعقد والتشوهات النفسية-لماذا يؤمنون
- نهائى سلسلة مائة حجة تُفند وجود إله
- معزوفة الحب الماركسى
- تأملات فى أسئلة مدببة حادة
- التحدى .!
- المحاكمة !
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة 86 إلى 90
- مائة حجة تُفند وجود إله - حجة(85)
- إستياء من نشر هكذا مقالات بالحوار-قضية للنقاش
- وهم الجمال-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- محنة العقل الإسلامى .
- وهم الخير والشر والأخلاق-نحو فهم الإنسان والحياة
- قضية للنقاش:كيف نتخلص من الإرهاب الإسلامى
- أسئلة للتأمل والتفكير فى ختام المئوية السادسة
- الرد على مقولة الكتاب المبين والاعجاز البلاغى (3)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - الإنسان من يختلق النظام ويبحث وينتج العلاقات