عبدالله الداخل
الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 14:57
المحور:
الادب والفن
الدينُ في وطن العبيد
لا يبدو جنوناً
فهو معقولٌ للذليلْ!
***
يُقنِعُنا الزحام
يَخدعُ كلَّ فردٍ بنا
فنَخدعُ بعضَنا لنغرقَ في العدد
ونضيعُ في المسافةِ بين الماءِ وعينِ الشمس
ونخسَرُ أسرارَ النَّما والذبول
لكنَّ النتائجَ التي تُزرَعُ في كل حقلٍ وعقلٍ
بليلٍ
تَـمَلُّ التشبثَ في غياب الدليل
فلا يَضحى الجنون
كما اعتدناهُ
فقط في قول الحقيقة
فخَبالُ الفردِ هو الجنونْ
لكنه في الجماعةِ دينْ!
***
الجنونُ منظَّمٌ
ملائكةٌ وسِعلاةٌ ونبيّ
وإلهٌ غائبٌ
وسادةٌ وحُواةٌ ووزّانون
وسَعالٍ صغيراتٌ أُخَر
تنام وإيّانا
بأعشاشٍ في أعالي الشجر
فنسائلُ القمرَ السابحَ في لـُجِّ الرماد
عمَّن يكونُ وعمَّن نكونْ
ثم تأتي الكوابيسُ توقِظُنا
جُثثاً في الفجر
حيث في صباح الجوع لا تأمُّلَ أو أملْ
ويُصبِحُ كلُّ فردٍ
عدواً محتمَلاً
يفاجئُنا من كمينٍ محتمَلْ
فبكل خطوةٍ تنمو
علاقاتُ الأنانيةِ بالغباء
من أجل أن نبقى
فأبغى تعريفَ نفسي لنفسي دون مرآةٍ
بل على سطوح الغياض
وأيِّ أديمٍ قديمٍ
في عيون الآخرين
وإنّي لأعلم بعضَ ما في البطون
وما في القلوب وفي العيون
وأبغى تعريفَ نفسي لغيري
ففي عينيَّ عينان نحو الروح فانظروا لي
وإني أدرى بكل شيءٍ
بنفسي وأنفسِكم
لأن اللهَ صديقي والنجوم
أنْقُشُ الأسماءَ بإزميلِ الحجار على سطح القمر
بتاريخٍ جديد،
إنها الغيرةُ في قلبي
من أمراءٍ آخرين
عاثوا فساداً هنا
بمملكة الهوى والجنون!
ومن يتركْنا ليسري
دون أن ندري
تستعِدْهُ نعمةُ النفير بنا
فهو مثلَنا مجنون
جنت عليه نقمةُ التلقين
ليلاً
فكلُّ ما نحيا يلقننا الحياةَ
فنسري
بدربٍ لم تُنِرْهُ آفاقٌ
تحت ذات الالهِ الملبَّدِ بالغيوم
برذاذٍ كالشرر
ونجومٍ تهشمت كما احلامُنا عند أبواب المدينة
لكنه الإعصارْ
في الطعامِ وفي الكلام
فالعدلُ في السَّرّاءِ لا يصنعُهُ
سوى الفقراءْ
#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟