جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1457 - 2006 / 2 / 10 - 10:51
المحور:
المجتمع المدني
رغم أساليب الترهيب والترغيب الرخيصة التي استخدمها النظام الفاشي لثني المناضلين الوطنيين الديمقراطيين النقابيين عن متابعة النضال في سبيل بناء دولة الحق والقانون وتأدية رسالة المحاماة لتنفيذ القرار رقم ( 1 ) تاريخ 22 -6 - 1978 الاّنف الذكر . ورغم الضغوط الهائلة على مجلس النقابة لشل موْتمرات الهيأة العامة للنقابة ومنع لجنة الحريات المنبثقة عنها عن العمل والنشاط .. رغم كل ذلك دعت الهيأة العامة إلى مو,تمر عام بتاريخ 29 - 3 - 1979 في مقر النقابة بدمشق ألقيت في هذا الموْتمر كلمات عديدة تناولت التدهور المريع للقضاء الذي أضحى أسيرا للسلطة التنفيذية وأجهزة المخابرات ومعاناة المواطنين والمحامين معافي الدفاع عن الحقوق المغتصبة وتفشي الفساد والرشوة وشراء الذمم وكان أبرز الخطباء على ما أذكر أستاذنا في كلية الحقوق الدكتور مصطفى البارودي وأمين سر رابطتنا للدفاع عن حقوق الإنسان الدكتور موفق الكزبري والأساتذة محمد الخطيب ونزار عرابي وغيرهم وبملْ الأسف لم أتمكن في هذه الغربة المريرة العثور على الكلمات الهامة التى من الواجب نشر بعضها .. واّمل أن أنشرها فور الحصول عليها كأمانة تاريخية , وبعد جهد جهيد عثرت على الكلمة التى ألقيتها في هذا الموْتمر بعد ترحالنا كهنود حمر مضطهدين لا على أرضنا كهنود حمر أمريكا
بل في بلدان الترحال المتعددة .. وفيما يلي نص كلمتى في موْتمر الهيأة العامة للنقابة بتاريخ 29 - 3 - 1979
الزميلات المحترمات . الزملاء المحترمين : ؟
----------------------------
يقولون لنا : إن العين لاتقاوم المخرز ثم يغطون في سبات عميق كأنهم من أرض غير هذه الأرض . هكذا يبررون الفرار من المعركة بين الحق والباطل ليعيشوا الذل والإستسلام في أبراج عاجية متخمة على أشلاء الوطن والشعب . وكفى الموْمنين شر القتال ..؟
أما التاريخ فقد عرف صراعاّ يدور بين تلك العين البصيرة المحبة والخيّرة وذلك المخرز الأسود الأعمى . ودائماّ كان ينبت للعين ظفر وناب
بالأمس القريب انتصرت عين الشعب الإيراني البطل على كل مخارز البغي والفاشية الأمبريالية الصهيونية وألقمت جميع أعداء الحرية والإنسان مخارزهم في حلوقهم رغم جيوشهم الجرّارة وجحافل ( السافاك ) أو السفّاك بالعربية التى توارت كالخفافيش مع انبلاجة الثورة الشعبية التى صنعتها الوحدة الوطنية لبناء دولة القانون الديمقراطية التي حلم بها الدكتور مصدق وجميع الوطنيين الديمقراطيين الإيرانيين - كان ذلك قبل اغتصاب ملالي الخمينى انتصار الثورة الشعبية ضد نظام الشاه وتحويلها إلى أداة لنظام الملالي الأسود الذي أعدم الثوار الحقيقيين وأعدم الديمقراطية والعقل وبنى نظام الطائفية القرووسطية العنصري البغيض - .؟
ولاتزال العين الفلسطينية والأرتيرية تصارع مخارز الرمد والرماد في الداخل ومخارز الغزاة من الخارج . وهي ستنتصر حتماّ وتنتصر معها العين العربية في كل مكان إذا حقق الشعب وحدته الوطنية وملك ناصية أموره بيديه دون وصاية أو تبعية واعتمد على نفسه ورصّ صفوفه لانتزاع حريته من غاصبيها عبر نضال مرير هدفه الأول حرية الإنسان أثمن ما في الوجود وبهذا فقط تتحقق حرية الوطن وتحرره
وإذا كان البعض يخشى أن يخرق دمع العين المعصوبة الخرق البالية المليئة بالشعارات الممرغة بالرغام . لتري النور وتصنع النور لهذه الأمة الصابرة المتحفزة وإذا كان البعض منا يخشى وضع إصبع الإتهام على الدمّل والفساد المنتشر في جسم أمتنا وإذا كنا نخشى في الحق لومة لائم , . وإذا لم نكن حملة لواء الحرية والعدالة لوطننا وشعبنا والعالم . فمن العار أن نضع ميزان العدالة على صدورنا
إن المثقف الحقيقي ليس ذلك الاْناني الذي يتخذ من الشهادة والعلم جواز مرور إلى القصور والثروة عن أية طريقة سانحة . بل هو الذي يعيش اّلام شعبه وأتراحه يحمل صليبه مع جميع المضطهدين . وهو الذي يقف إلى جانب الأحرار في كل مكان يرفع راية الحرية والعدالة والكرامة الوطنية عن وحل الإستسلام والذل لنبني وطناّ لاطيف وطن وطناّ من لحم ودم
لهذا أقول إن أخطر العصابات التي تعصب العين العربية في هذه الأيام هي عصابة الأحكام العرفية وقانون الطوارئ وسائر القوانين الجائرة الإستثنائية التي حملتها إلى أرضنا مدجنة الإنقلابات العسكرية منذ الإنقلاب الأول في 30 - 3 - 1949 حتى اليوم يومها فرضت الأحكام العرفية والطوارئ وساد القمع والإعتقال الكيفي لتمرير أنابيب نفط شركة التابلاين الأمريكية - السعودية عبر أرضنا بعد فشلها في تحقيق ذلك تحت ظل الدستور والبرلمان وحرية الأحزاب والصحافة ..ألأ×
واليوم مرّر ممثل العسكرتاريا المصرية أنور السادات أعظم خيانة واستخذاء تحت مظلة الطوارئ والأحكام العرفية وأجهزة القمع والإرهاب وإلغاء دولة القانون ومصادرة الحريات العامة
ثلاثون عاما تحت كابوس هذه القوانين الجائرة .. لم تعشها أمة على وجه الأرض ( منذ 8 اّذار 1963 حتى الاّن ) لم تعشها كأمتنا . بعد هذا هل نستغرب إذا رأينا الجماهير سلبية يسيطر عليها الخوف والشلل ما دامت مصائر الوطن شلواّ بين أيدي أعدائه والمخططات الصهيونية قيد التنفيذ في واجهات عرض الأزياء
كيف ننتظر غير هذا مادامت إرادة جماهيرنا العربية مشلولة وحريتها مسلوبة إلاّ على القماش الذي يملاْ كل زاوية من المحيط إلى الخليج في أنظمة يعامل فيها المواطن كالعبيد في سوق النخاسة أو كالسائمة في الزرائب _ .. وبالتالي كيف ننتظر من شجرة العليّق أن تحمل لنا تفّاحاّ وعنباّ
.... لقد سقطت كل البراقع التى اختفى خلفها أعداء الحرية في الوطن العربي الذين ظلوا عشرات السنين يبرّرون فرض القوانين والمحاكم الإستثنائية الجائرة أمام الشعوب المضطهدة باسم تحرير فلسطين . واليوم اّن لنا معرفة المصدر الأساسي لفرض الأحكام العرفيةوالطوارئ وسائر القوانين الفاشية التي لاتزال مفروضة علينا رغم كل النكبات التي حلّت بنا. لقد أعطي الغاصب الصهيوني بيغن السلاح ليتبجح بديمقراطية دولته الصهيونية في المنطقة ما دامت عبوديتنا هي سبب انتصاره على أشلاء شعبنا العربي عامة والفلسطيني خاصة .. إنناتحت كابوسالأحكام العرفية والقوانين الفاشية عبيد يطلب منّا أن نطلق الرصاص حسب مشيئتهم لاعلى العدو الحقيقي . بل على دريئة فارغة أة تماثيل محشوة بالتبن نسمّيها انتصارات . هكذا كذبوا علينا وكذبنا على أبنائنا وأجيالنا والعالم .
لقد قالوا أن الحمل الوديع - الشعب - هو الذي قطع الماء عن الحقل ونسوا التنّين المتربّع فوق ( النيل ) تحت مظلّة الأحكام العرفية والقمع والإرهاب .
نستنتج من جميع النكبات التي حلّت بأمّتنا وما يهيأ من مخطّطات إمبرياليّة صهيونيّة أن إستمرار كابوس الطوارئ والأحكام العرفيّة وسائر القوانين الإستثنائيّة , هي الفجوة الكبيرة التي تنفذ منها هذه المخطّطات لحيذ التنفيذ دوما وهي السلاح القاتل للوحدة الوطنيّة والجبهة الداخليّة المتراصّة الديمقراطيّة وهي وصفة أمبريالية أميركية باعتراف دهاقنة هذه الإمبرالية وأقرانهم الصهاينة وباعترافهم ,
جاء في تقرير جيمس أيخلبر - خبير وزترة الخارجيّة الأميركية بالأنظمة العسكريّة في دول العالم الثالث عام 1953 ما يلي :
" إن إجراءات القمع والإرهاب لفترة طويلة بعد تدشين العهد الجديد أمر لا بدّ منه , وسنرمز للمرحلة الأولى من الإنقلاب بإسم ( العهد الثوري ) يجب على قادة حكومة الثورة إعطاء أجهزة قوى الأمن الداخلي الأولويّة على سائر الأجهزة الأخرى في الدولة " ص 23 لعبة الأمم " .
( ومن المسلّم به جدلا خضوع السلطة القضائية برمّتها دون استثناء لإرادة حكومة الثورة كما أن كافة الأحكام القضائيّة يجب أن لا تكون بأي حال من الأحوال مخالفة لرغبة حكومة الثورة وانشراح صدرها - ص 27 نفس المصدر ) . .
كما قال مايلز كوبلاند مدير إنقلاب حسني الزعيم عام 1949 - بدمشق في كتابه لعبة الأمم ص 114 ما يلي :
" لا يختلف إثنان ( إمبرياليان ) ليبراليان على ضرورة بقاء الأحكام العرفيّة لما بعد إستلام الحكم نتيجة إنقلاب عسكري " .
كما وصف كافري عميد الإستعمار الأميركي في القاهرة الطوارئ والأحكام العرفية بقوله :
" إن هذه التشريعات من الدرجة الأولى فريدة من نوعها في مثل هذه البقعة من العالم , وقد فاقت مثيلاتها في فرنسا - إبّان الحرب ) - في تمكين النظام من حريّة التصرّف المطلقة للقضاء على المعارضة وكشف المؤامرات للإطاحة به ... كذا نفس المصدر " .
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟