|
الزوابع السوداء والسنديانة الحمراء
ابو حازم التورنجي
الحوار المتمدن-العدد: 5607 - 2017 / 8 / 12 - 00:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الزوابع السوداء والسنديانة الحمرا ء !
معاداة الشيوعية في العراق من أين والى أين ؟
أبوحازم التورنجي
يوم بعد يوم تتصاعد حدة و وتيرة الاصوات النشاز في موجات الحقد الاعمى من هاليز معاداة الشيوعية ، الرامية الى كسر شوكة الشيوعيين العراقيين ومحاولات النيل من سمعتهم ومكانتهم وتاريخهم الوطني ، و معروفة ومفهومة بواعث وخلفيات وتوجهات و أغراض حملات التشهير والتلفيق من قبل أطراف وجهات سياسية معروفة لدينا من حيث ماضيها الملوث ، وحاضرها الاكثر تلوثا وفسادا ، ولسنا في معرض الانجرار الى مستوى المهاترات الرخصية التي انزلقت اليها تلك العناصر والجهات التي تمثلها … والامرلا يخيفنا ولا يستفزنا كشيوعيين عراقيين ، فنحن والشرفاء من ابناء وطننا العراق ، أعرف بما نحن عليه من نزاهة ومصداقية وبراءة ذمة ، وسجايا وطنية خالصة لوجه العراق ،وطنا وشعبا ….. ونقولها بصوت جهوري بأننا لانخشى أن نوضع تحت المجهر النزيه النظيف ،كي يدقق في المواقف والسلوكيات والتأريخ’ منذ ان برز الشيوعيون العراقيون على الساحة السياسية ولحد الان ، ولانقبل ان يرمينا اللص الفاسد الباطل بتهم تنطبق عليه قبل غيره ، وهو يتهرب ويزوغ من التدقيق في نزاهته ومصداقيته وامانته ، ودع عنك تاريخه الهزيل في التحول الكوميدي بين ليلة وضحاها ، من لبس الزيتوني الى ارتداء الجبه والعمة ، وفي كلا الحالتين قد كان شخصية هزيلة مزورة ….. ومن فهمنا هذا فأننا ننبه ونذكر كل الشخصيات والقوى الخيرة من أبناء شعبنا من مغبة الانسياق في تمرير تلك الشائعات والاكاذيب والتلفيقات ضد الشيوعيين العراقيين …. الحملة التشهرية الرخيصة ضد الشيوعيين هي في حقيقتها مجرد قنابل دخانية تطلقها العناصر والقوى الفاسدة التي فقدت كامل مصداقيتها ومشروعيتها في ادارة دفة السلطة الطائفية الفاسدة …..وما يراد بتلك القنابل الدخانية هو التعتيم على فساد وجرائم الفاسدين من اللصوص والقتلة الذين أغتنوا في غفلة من الزمن على حساب جوع الجياع وعوز المعدمين واستمرار الخراب والمآسي لشعب واهن مستضعف منقاد بقوة الدجل والاكاذيب والارهاب والبطش …. وحملة التلفيقات والتشهير بالشيوعيين يراد بها تعميم الفساد لجعله وكأنه ظاهرة أجتماعية مستفحلة تشمل الجميع بلا أستثاء ، والشيوعيين العراقيين ليسوا بمنأى عن الفساد مثلما يزعم رموز الحمله التشهريه الفاسدة كفسادهم ، والشيوعيون براء من كل التهم الباطلة التي وجهت اليهم ، وبدليل انه لم يوضع تحت تصرفهم اى مشروع برصيد مالي ، او بنك او وزارة ذات عائدات او صرفيات ، بل لم يكونوا مسوؤلين عن مالية حتى ابسط دائرة حكومية ، ، فالاستحواذ الطائفي في توزيع المراكز والمناصب لم يبق لهم شيئا يذكر ، بطبيعة رفضهم للمحاصصة الطائفية ، السلطة الطائفية الفاسدة انتجت مسوؤلين اصبحو مليونيريه ومليارديريه ، اعطونا شيوعي واحد اصبح كذلك لنقول انكم على حق ، فالشيوعيين لازالوا يناضلون ويركضون من هذه الدائرة الى تلك من اجل الحصول على حقوقهم المشروعة في العودة للوظيفة والتقاعد ، ودع عنك الامتيازات التي اقرها الاستحقاق الوطني ، للشهداء والمغيبين والمعتقلين في زمن البعثو فاشي .. والاكثر من كل ذلك كان ولازال اسلوب الابعاد القسري لاشراك الشيوعيين في اية عملية تدقيق او صرف او متابعة مالية او موازنه لهذا الوزارة او الموؤسسة هو الاسلوب الاكثر اتباعا لدى العناصر والجهات المنخرطة في الفساد والرشاوى والاحتيالات في الصفقات المزورة والهوائية ، لان تلك العناصر الفاسدة تعرف جيدا بأن الشيوعيين سوف لن يقبلوا بتمرير صفقات الفساد والرشاوى والتلاعب المشين في المال العام ، وعليه فحملة التشهير والتلفيقات بحق الشيوعيين معروفة الغرض …. أنما يشرفنا نحن الشيوعيون العراقيون ، وبعيدا عن الخطابة الحماسية والادعاء الاعلامي البعيد عن الواقع ، أننا قد حملنا السلاح بوجه الطاغية الدكتاتور في وقت كان فيه مطبلي الحملة العدائية المسعورة ضد الشيوعيين ، يملأون ساحات المهرجانات والاحتفالات البعثوفاشية التهريجية ، يملأونها هتافا وزعيقا بالولاء والتبجيل والبيعة للطاغية الدكتاتور …..لقد كانو مجرد براغي في ماكنة الدكتاتورية البعثو فاشية .. نحن الشيوعيون ، اصحاب قضية وطنية ، قارعنا دكتاتورية البعثو فاشية بقوة السلاح وبدماء الالاف المؤلفة من الشهداء الشيوعيين ، في وقت كان فيه مهرجي الحملةالمعادية للشيوعيين ، يختبأون في جحورهم وملاذاتهم الامنه في دول الجوار التي تعاملهم بدونية لا مثيل لها من الاذلال والصدقات ، او منشغلون بتجارة المفرد والرصيف ،وجني الارباح وحملات زوار قبر السيدة زينب في سوريا …. ولانرى في الامر غرابة ان ينسجم منظموا الحملة العدائية ضد الشيوعيين مع زمر من بقايا رجالات البعثوفاشية ، ففي الامر سابقة مشهودة ، تذكرنا بتجارب سابقة كان ثمنها باهضا ونتائجها مكلفة جدا ، عندما أصطف البعثيون في عام 1961 ، مع دهاقنة حوزة النجف في أتفاق غير مكتوب على أطلاق حملة مسعورة للتشهير بالشيوعيين وشرعنة أبادتهم ، تلك الحملة التي ادت في نهاية المطاف الى فتح ابواب الجحيم بوجه العراقيين عموما ، بانهيار السلطة الوطنية للجمهورية الاولى واشتشهاد قادتها مع الالاف من الوطنيين والديمقراطيين ليجلس الاطراف المتحالفه ( البعثويون مع امريكا وحوزة النجف مع شاه ايران ) على كراسي السلطة العائمة في بحار الدم العراقي .. وقد دللت الكثير من تجارب التاريخ والشعوب ، ان الهجوم على الشيوعيين سوف لن يؤدي الا الى التوجه نحو انهاء ما تبقى من مظاهر بائسة لديمقراطية شكلية لاقيمة لها بالاساس ويعمق سلطة الفساد والارهاب ، لتكشر العناصر والقوى الفاشية عن مزيد من القمع والرعب والخراب ، فهل تتعض القوى الاسلامويه من مغبة التحالف او التناغم في اصواتها وسلوكها في العداء للشيوعيين ، مع قوى البعثوفاشية من دكتاتورية الامس ، بل نزيد على ذلك الا تتعض القوى الاسلامويه الفاسدة من فشل وعجز كل اساليب البعثو فاشي ، من انهاء دور الشيوعيين في الحياة السياسية ، نقولها بكل وضوح وثقة ، بان لا مستقبل للسلوكيات والممارسات المعادية للشيوعيين ، غير المزيد من الانتهاكات باتجاة تكريس دكتاتورية قديمة بلباس يدعي انه جديد ، لكنه رث ومهلهل ، يعكس خرابا شاملا على طول البلاد وعرضها أ كثر واعمق من هذا الخراب الذي يغوص شعبنا العراقي ، كفوا وتوقفوا عن الصاق التهم التي تتلبسكم ، بالشيوعيين ، فلربما تربحون جولة هنا وهناك ، ولربما ستتمكنون مؤقتا ، من التشويش التهريجي على مواقف الشيوعيين ،لكنهم لن تستطيعوا النيل من مصدقيتهم ونزاهتهم ومواقفهم بنظر كل الشرفاء والوطنيين من ابناء شعبنا لانكم خاوون ومفلسون ، وتراهنون على قضية خاسرة بائسة برمتها في نهاية المطاف ،فالزوابع السوداء وان تكاثرت لن تنال من جذور السنديانة الحمراء ، لانها ضاربة في أعماق تربة عراقنا الحبيب وطنا وشعبنا ... وعلى وطني السلام 11 آب 17
#ابو_حازم_التورنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصدمة ، ولكن لمن ؟
-
مدارات الميكافيلية والبرغماتية والانتهازية
-
المناورات السياسية والبالونات الاعلامية
-
تحذير عالماشي
-
بين قصر النهاية ونقرة السلمان تسكن العبرات
-
الاطلاق والتعميم لغة الانحياز والتعتيم
-
مثقفون أم مرتزقه
-
وبأي حال عدت يا رمضان ؟
-
تحريض للقتل العلني ، من يتحمل المسوؤليه؟
-
رثاء غوبلز الطغمة الصدامية موقف لايشرف أصحابه
-
كردستان : اللعب بالنار ومحنة الديمقراطيه !
-
جريمة الاغتيال ، وعار السكوت !
-
بين مكة ال سعود ومكة الفقراء مستنقع من الخطايا !
-
نصف الحقيقة ام الحقيقة كاملة
-
فاسدون ، مختلسون ، لصوص ومرتشون
-
الماركسية لا تتجزء
-
وهل ستتعض القيادة السياسية الكوردية من تجارب التاريخ؟
-
في طوزخرماتو حرب تخوضها قوى طائفيه
-
اليساري الحقيقي لا ينقلب شمالا ولا يمينا
-
الحملدار والسفسطه
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|