نواف خلف السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:29
المحور:
الادب والفن
أبيض - أسود
مرت جنية ساحرة من فوق أحد المنازل ، فشاهدت شابا منهمكا بكتبه وأوراقه فرحا بأفكاره التي تنزل عليه كالوحي .. سعيد لأنه يقرأ في يوم واحد ما لا يقراه جاره التاجر في سنة كاملة! عندما اجتازت هذا المنزل البسيط .. استوقفها ضحك صاخب لصاحب القصر الكبير وهو جالس بين أكداس الدنانير ينثرها يمينا وشمالا متباهيا متبجحا بأنه يكسب في يوم واحد ما يعادل رواتب جاره لسنة كاملة ! ابتسمت الجنية الساحرة بسخرية وقالت:
ما أغرب الإنسان !!
قيلولة
في يوم ربيعي هادئ – على غير العادة – حيث لم نسمع صوت المدفعية منذ الصباح، تمدد صديقي سمير على العشب خارج الموضع وقد بان عليه تعب لم أر مثله على ملامح وجه إنسان من قبل .. تنهد بحسرة وقال : ما أجمل الربيع وما أروع الحياة.. وما أن أنهى هذه الكلمات حتى سقطت بالقرب منا قذيفة مدفع أردته قتيلا لأنه أحب الربيع والحياة .. !
خبير رمان
لم يكن في القرية كلها من يضاهيه في خبرته وعبقريته الفذة عند انتقاء ( الرّمان) . وقد قال لي صاحب محل الفواكه : إنني متأكد من انه يستطيع أن يختار ( كيس ) كامل أو ربما حمولة سيارة ( بيك اب ) دون أن يخطئ في رمانة واحده واحدة ، سألته بفضول وما هي طريقته ؟ أجابني مبتسما : إنها طريقة سهلة ، يمسك الرمانة بيده اليمنى ثم يعضّ عليها بأسنانه فإذا كانت غير جيدة يتركها جانباً !
مهنة جديدة
كان أنيقا لدرجة الإزعاج ، مغرورا بحيث يتجاهل شباب المحلة عندما يمر أمامهم . لم يلق عليهم التحية أبدا . ولا يعرف حتى أسماؤهم . فقد كان مشغولا جدا بمهماته الوطنية والإنسانية ( مفارز منع التهريب ، متابعة الحصاد ، كتابة التقارير .. الخ ) . ولكنه يجلس الآن طوال النهار على دكة منزله يستجدي التحية من المارين ،
ويعرف كل شباب المحلة حتى أسماء الأطفال الصغار ، لأنه يملك الوقت الكافي والتواضع المطلوب .
#نواف_خلف_السنجاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟