أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم فرحان - ام سوادي ... مذكرات مدينة














المزيد.....


ام سوادي ... مذكرات مدينة


حازم فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 5605 - 2017 / 8 / 10 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


حين تشرق شمس الصباح على وجه مدينتي الديوانية الجميلة فتعانق خيوطها الذهبية حقول الأرز وحدائق الاعناب واشجار النخيل وتطل على الأنهار ومسطحات المياه العذبة قادتني مخيلتي الى شخصية دائما مااتذكرها واتذكر ارتفاع صيحاتها و صراخها على المارة حينما يغيضونها ببعض العبارات النابية انها ام سوادي .
ام سوادي امراة عرفت قديما وهي واحدة من أهالي مدينة الديوانية هذه المراة التي كنا كثيرا مانسمع ضجيج صوتها قرب جسر الديوانية المقابل لسوق التجار مركز المحافظة حين تثار بكلمات يعرفها الأكثر قربا منها فيطلقون كلمة ( سوادي باع العرصة ) لتستشيط غضبا وترمق المارة بنظرات حادة فيرتفع صوت معاناتها وصرخاتها مدافعة بكل شراسة نافية تلك الاقاويل الكاذبة فسوادي لايمكن ان يبيع العرصة لانها تعبت في تربيته ولايمكن ان يكون ضمن قائمة الفاسدين الذين عاثوا في الأرض فسادا .
فيضحك كل من حولها بسب حرقة قلبها الذي كان جل همه العيش بسلام هي وسوادي ليستظلوا معا بكل محبة ووئام .
كان نهر الفرات هو الشاهد الأول على معاناتها او لربما شاركها همها هو الاخر لانه كان يسمع هدير صوتها ويشعر مدى حزنها والامها التي كانت تعرض امام تدفق جريانه كل يوم ام سوادي كانت تحلم الحصول على قطعة ارض لكن مبتغاها لم يشا له ان يتحقق قال لي ماجد البصري صاحب مكتبة ماجد العلمية انها موظفة في بلدية الديوانية كانت تعيش هي وزوجها فقط ولربما سبب معانتها وفاة اختها التي كانت تحبها بجنون قد تكون هي سبب صدمة ام سوادي "
كانت ام سوادي ترغب كثيرا ان تعيش بسلام وتنعم بخيرات وطنها حرة كريمة قبل ان يوافيها الاجل كان صوتها يخاطب الشرفاء وأصحاب المبادئ والذين لديهم قرار لكن اغلبهم لم يشعروا بها ولم يعيروها أي اهتمام بل ظلت محطة يقف عندها الجميع لترتسم البسمة على شفاههم ليس الا او ذكرى اليمة من ذكريات مدينة فارقتها ام سوادي دون عودة لتحصل على مبتغاها الذي لم تستطع بلوغه في عالم اصبح فيه البقاء للاقوى وليس لام سوادي او اشباهها .
لكن موضع البحث والتحري لم يقف عند هذا الحد بل استمر البحث في قضية نصب على جانب الجسر الاخر المجاور لجسر ام سوادي وهو عبارة عن نصب لامراة تصب الماء في اوعية فخارية يطلق عليها سكان مدينة الديوانية ام سوادي أيضا .
وقد اخبرني الفنان حسن الفؤادي ان هذا النصب هو للفنان رمزي كاظم رحمه الله وقد اطلق عليه اسم الملاية ( ملاية الماء ) والأهالي يسمونه ام سوادي خطأ فلاعلاقة له بها"
امنية في النفس لااظن انها تتحقق ففي عالمنا اليوم تتكرر كثيرا حالة ام سوادي أتمنى ان يبنى دار كبير يضم حدائق واماكن ترفيهية لامثال ام سوادي ومعالجة من يمكن علاجه وعدهم تركهم رهينة الأرصفة والطرقات حتى يفارقوا الحياة أتمنى ان تردع قصة ام سوادي أصحاب الضمائر الميتة او تردع اطماعهم او تعالج انسانيتهم الميتة التي ماعاد ينفع فيها أي علاج .



#حازم_فرحان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصيد بالماء العكر
- ليس هناك رد
- ارواح هائمة
- صمت
- ذوبان الحجر ضمن مهرجان معهد الفنون الجميله العاشر في الديوان ...
- قصر الثقافة والفنون يحتضن مهرجان كلية الامام الكاظم في الديو ...
- فاطمة الموصلية
- دور الثقافة الجمالية في تنمية ذوق الفرد وبناء المجتمع


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم فرحان - ام سوادي ... مذكرات مدينة