أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاغروس آمدي - المسؤولية عن مصير شعب... والسياسي














المزيد.....

المسؤولية عن مصير شعب... والسياسي


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




خيرُ تضامن مع القسم المتبقي من الشعب الكردي وما يتعرض له من تعسف من قبل سلطة حزب الإتحاد الديمقراطي الناقصة الشرعية من عمليات احتجاز واعتقال ومداهمات إلى عمليات تجنيد قسري تعسفي للصغار والكبار والشيوخ وليس إنتهاء بفرض تعليم متخلف وإغلاق المعاهد التعلمية الخاصة، هو أن لا يبقى في الخارج كل من قرر بإرادته الخالصة أن يكون سياسيا أو حزبيا وأن يكون مسؤولا عن مصير شعب وخادما له، فلربما يكونوا نافعين أكثر إن ضحّوْا قليلا وشدُّوا رحالهم إلى داخل الوطن وحذوا حذو العديد من المناضلين السياسيين الذين قرروا البقاء على أرض الوطن. وقامو بتشجيع رفاقهم المهاجرين والمهجرين على العودة إلى الداخل.

وإذا لم تبادر الأحزاب الكردية المعارضة لسياسات حزب الإتحاد الديمقراطي إلى تحمُّل مسؤولياتها التاريخية حيال شعبها بجديّة تامة وتقف عاجزة عن خلق مبادرات واقعية خلاقّة على الأرض، فأعتقد بإنها ستفقد مصداقيتها في النضال السياسي وسيبقى حزب الإتحاد الديمقراطي الـ ب ي د وهو القوة الوحيدة الفاعلة هو المتحكم بمصير الشعب سياسيا وفي شتى المجالات الأخرى.

إن قوة السياسي وجديّته في العمل السياسي تتجسد في قدرته على الفعل السياسي القادر على خلق الوقائع الملموسة على أرض الواقع وليس فقط التنظير السياسي.
مسألة ماذا نفعل أكثر من هذا، أو أكثر مما نفعل الآن؟ أو هذه قدراتنا ونعمل حسبها. عبارات إذا ردَّدها البسطاء من الناس قيعتبر أمرا عاديا ربما، أما أن يرددها الشخص السياسي الحزبي الذي وضع نفسه موضع المسؤولية عن الشعب وقيادته، فأمر غير مقبول البتة. لأن هذه الجملة تعبر عن العجز، وفي هذه الحالة عليه أن يتخلى عن صفتة الحزبية والسياسية وزعمه بتحمُّل المسؤولية عن مصير الشعب ليفسح مكانه لمن هو أكفأ، لأنه في هذه الحالة يتحول إلى مجرد قوة عطالة في الفعل السياسي.

قديما عندما كان بعض المسؤولين في الدولة يفشلون في مهامهم كان بعض القياصرة والملوك يقطعون رؤوسهم بإتهامهم بـخيانة شعبهم، كونهم بادروا وبإرادتهم إلى تحمل مسؤوليةٍ لا طاقة لهم بها، لأنهم بذلك سدوا الطريق عمن هو أجدر وأكفأ بتحمل المسؤولية.

فالأولى بأي سياسي أو حزبي أن يبتعد عن العمل السياسي لمجرد شعوره بأنه لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل، لأن هذا ليس من صفات السياسي الحقيقي الذي لديه القدرة دائما على فعل ما هو أفضل وأجدر باستمرار دون توقف، فبمجرد التوقف عن فعلِ ماهو أفضل يعني وقوعه في حالة العجز.

أن ممارسة السياسة يحتاج لأشخاص لديهم قدرة فائقة بامتلاكهم موهبة مميزة قادرة على حل المعادلات السياسية المعقدة، وبالتالي تحقيق النجاح، وهذا ما يميز السياسي الناجح عن السياسي العادي.
لتشرشل* وصف ظريف وطريف ومعبر للسياسي إذا يقول:
أن يكون للسياسي الجيد جلد فرس النهر وذاكرة الفيل وصبر القندس** وقلب الأسد ومعدة النعامة وظرافة الغراب، وحسب قوله أن ليس لهذه الصفات أية قيمة دون أن يكون عنيدا كالبغل. ويبدو انه تناسى مكر الثعلب وشجاعة ودهاء الذئب ونظرته الثاقبة.
وإذا لم يحقق السياسي إنجازاً واقعياً فتبقى مصداقيته وثقة الآخرين به محل جدل واحيانا محل تساؤل عند أنصاره الذين يتمتعون بوعي معقول.

ولا بد وسمعتم ببعض القادة والسياسيين الذين انتحروا لأنهم فشلوا في أداء مهامهم، فعاقبوا أنفسهم بأنفسهم، قبل أن يعاقبهم شعبهم أو أعداؤهم، لأنهم استحوا عن مواجهة جمهورهم.
أما عند الشعوب المتأخرة عن الحضارة، فمن النادر جدا العثور على حزبي أو سياسي أو قائد قدم استقالته أو أقدم على الإنتحار بسبب فشله في مسؤوليته أو تسببه في أضرار جسيمة لشعبه ، وإنما إما أعدمه العدو أو اغتاله أو ألقاه في الزنزانة، حتى أن بعضهم مازالوا على رأس عملهم، لكن فقط يمارسون الزمجرة والصرصرة لا غير رغم فشلهم الذي لا يتوقف. بل وأحيانا يتخلصون ممن يمكن أن يقدم شيئا أفضل منهم.

الشعوب الواعية الحيّة قد تتساهل في محاسبة سياسييّها في الأخطاء الصغيرة، لكنها لا تتساهل أبدا في محاسبتهم سواء في التاريخ القديم أو الحديث. آخر حدث قي هذا السياق تقديم رئيسة كوريا الجنوبية إلى المحاكمة بعد تجريدها من الحصانة. وقريبا ربما نشهد إزاحة الرئيس الفنزويلي من منصبه بسبب سوء إدارته وتسببه في أزمة اقتصادية خانقة بسبب نهجه الإشتراكي.

عبدالرحمن آبو مثلا كسياسي حزبي فعل ويفعل ما يجب فعله (ويكفيه أنه لم يتخلَ عن مسؤوليته ويتركها خلفه مهاجرا مثل الكثيرين) وقال ويقول ما يجب قوله في وجه الإقصائيين الآبوجيين، لأنه شخص عندما ارتضى لنفسه تحمُّل مسؤولية شعبه، تحمّلها بصدق وعن وعيٍ وجديّة وجدارة.
فألف تحية تقدير له ولأمثاله.


____________________________
*السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل كان رئيس الوزراء في المملكة المتحدة من عام 1940 وحتى عام 1945 إبان الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1951 تولى تشرشل المنصب ذاته إلى عام 1955. يُعد تشرشل أحد أبرز القادةالسياسيين الذين انبلجوا على الساحة السياسية خلال الحروب التي اندلعت في القرن العشرين. قضى تشرشل سنوات حياته الأولى ضابطًا بالجيش البريطاني، ومؤرخًا، وكاتبًا، بل وفنانًا، كلُ في آن واحد.

** القندس من القوارض المائيّة، ويعيش عادة في الماء قائما بصورة دؤوبة على بناء السدود من أخشاب الأشجار التي يقوم بتقطيعها بأسنانه الحادة. ويعتبر هذا الحيوان أمهر مهندس في بناء السدود بين السموريات والحيوانات جميعآ.




#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول عفرين والتدخل التركي
- حول اللقاء التشاوري للمؤتمر الوطني الكردستاني
- كل نوروز وأُسرة موقع الحوار المتمدن وجميع كتابه وقرائه بخير
- هل يمكن أن يحصل الكرد على حقوقهم بالنضال المسلح ؟ (1)
- كلمة حق يجب أن تقال
- قراءة نقدية للنّضال الكردي المسلَّح والدّم المهدور (3)
- قراءة نقدية للنّضال الكردي المسلَّح والدّم المهدور (2)
- قراءة نقدية للنّضال الكردي المسلَّح والدّم المهدور (1)
- كي لا تُحطّم تماثيل البرزاني
- الظاهرة التخوينيّة والتجحيشيّة عند الكرد
- هكذا جمعنا ترامب وفرقنا أوج آلان !
- الوقائع هي التي تصنع الحقائق
- المرأة قبل أن تكون إمرأة هي إنسان
- من عفو الخاطر وعلاقة السياسي بالإجتماعي
- -يا أبناء الأمة الكردية إتحدوا-
- PATISM الپاتيزمية: العَداء السَّافِرُ للكُرد (3)
- هل ستشهد كردستان العراق فوضى بابل جديدة؟
- ديمقراطيات
- لماذا يهاجر شعب كردستان سوريا؟
- الكرديُّ الذي يُلدغ من جُحرٍ مرّتين


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاغروس آمدي - المسؤولية عن مصير شعب... والسياسي