أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - بضاعتنا ردت الينا ..( عن الاستشراق..)















المزيد.....

بضاعتنا ردت الينا ..( عن الاستشراق..)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 8 - 03:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بضاعتنا ردت الينا / مع الاستشراق ثانية
سلام كاظم فرج
لا بد من الإشادة أولا بالجهد الرائع والاستثنائي لمقدم برنامج موضوعة الاستشراق الأستاذ محمد عزيز وللباحث الأستاذ رائد السوداني في قناة كربلاء الفضائية.. فعلى الرغم من التوجه الديني الإسلامي البحت للقناة وللبرنامج.. استطاع بتناوله لموضوعة الاستشراق من جذب اهتمام عدد لا بأس به من المهتمين بالفكر الإنساني الشامل الذي لا يقتصر على الاطروحة الدينية فقط..
ولابد من الإشادة أيضا بسماحة الأستاذ رائد والأستاذ محمد بتقبلهما لنقدنا المنشور في الحوار المتمدن والمثقف ومناقشته مناقشة هادئة موضوعية رصينة فاستحقا منا التحية والتقدير/
ولكن كل ذلك لا يمنعنا من متابعة الجدل الموضوعي معهما.. والاختلاف العلمي الهادف الى توخي افضل الدروب لفهم موضوعة الاستشراق . والإشكال العلمي عند التعامل معها كصناعة امبريالية او كوليدة شرعية للتبشير الديني الاستعماري. مع ديمومة ذلك النسب..
أولا //في مناقشته لموضوع المستشرق الألماني بروكلمان ذكر الأستاذ رائد السوداني حقيقة لانختلف فيها معه تأريخيا. لكننا نحتلف موضوعيا.. لقد تحدث كارل بروكلمان عن الرسول الكريم كرجل سياسة ورجل دولة ولم يتحدث عنه كرسول كريم ونبي مرسل.. ومن خلال حديثه هذا وردت الكثير من الأفكار النقدية والتي لا تتلائم ونظرتنا للرسول الكريم .. في كل ذلك نتفق مع الأستاذ رائد تماما.. ولكن بروكلمان لم يكتب من فراغ .. وقد ذكر محمد عزيز مقدم البرنامج ان بروكلمان قد أخذ عن البخاري والطبري ... ونقول هنا ان بضاعتنا قد ردت الينا.. أي ان المستشرق لم يقل فينا اكثر مما يقوله البخاري او الطبري وهما من اقطاب الفكر الإسلامي.. ويأتي رد الأستاذ رائد مقبولا ولكنه يحمل في ثناياه إشكالية كبيرة.. يقول الأستاذ رائد ان الطبري والبخاري يمثلان التأريخ السني وان بروكلمان وجد فيهما ما يرضي طموحه في الإساءة للمسلمين. ولو كان موضوعيا لاستقى من المؤرخين الشيعة أيضا .. هذا مالم يحصل.. وهنا تبرز مهمة صعبة وعسيرة امام الأستاذ رائد.. وهي التعريف بأهم المؤرخين الشيعة لفهم مرحلة فجر الإسلام بشكل صادق..
في رأينا المتواضع ان الطبري كان موضوعيا الى حد ما في طرح الكثير من وقائع العلويين .. في حديثه عن واقعة الطف مثلا او ثورة المختار الثقفي. وحسب علمي ان الدراما الإيرانية قد استقت من الطبري عند تنفيذ مسلسل المختار / كذلك هناك كتاب مقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصفهاني وهي يحكي تأريخا إسلاميا مريرا من القتل المبرمج ضد آل الرسول .. ومع ذلك اجد ان مهمة التعريف بالمؤرخين الشيعة المعتبرين والمعروفين بموضوعيتهم باتت ضرورة ملحة للبرنامج .. هو إقتراح متواضع.. لكنه وحده من يستطيع ان يبرر عدم موضوعية بروكلمان كما طرح الأستاذ رائد. وإلا سنظل نقول ان بضاعتنا قد ردت الينا ولا عتب على المستشرق المذكور آنفا..
ثانيا //حول علاقة ميشيل عفلق بالاستشراق //
في رأيي المتواضع اننا لا نستطيع ان نعتبر ميشيل عفلق مفكرا لكي ننسبه للإستشراق او غيره.. بمعنى انه لايصل الى مستوى طه حسين مثلا او سلامة موسى اوجرجي زيدان.. هو ليس صنيعة الاستشراق.. بل صنيعة مؤسسات سياسية ومخابراتية.. كل مالديه كتاب يتيم عبارة عن مجموعة من المقالات المتناثرة.. البعث العفلقي في الأصل تأسس لمواجهة قوة سياسية صاعدة كانت تمثل خطرا كبيراعلى مصالح الغرب الرأسمالي اعني بها الحركة الشيوعية في سوريا ولبنان والعراق.. لقد استطاع خالد بكداش (سكرتيرالحزب الشيوعي السوري )وخالد العظم من اكتساح الانتخابات النيابية وشكلا تحديا حقيقيا للغرب الرأسمالي.. ولولا الانقلابات المتتالية لما وصل البعثيون الى اية سلطة.. بمعنى ان البعث لم يؤسسه مفكرون.. بل عسكريون مغامرون مدعومون من مخابرات غربية.. امين الحافظ وصلاح جديد وحردان والبكر وعماش عسكريون مغامرون لا يعرفون شيئا عن الاستشراق .... كانت توجههم السفارة المصرية مدعومة بمباركة انجلو // أميركية..
ثالثا / ثمة إشكالية لابد من تفكيكها لدعم فكرة الأستاذ رائد التي ترى ان الاستشراق لا ينتج الا التخريب للوعي العربي والإسلامي.. من وجهة نظري ان للإستشراق فضل التعريف بخير ما في تراثنا من قيم إنسانية وعرفانية .. لنا وللعالم.. ومن خلال المستشرقين بزغت قامات فكرية عربية عالية القيمة.. طه حسين مثلا. وتأ.ثره بإستاذه صموئيل مرجليوث . وبديكارت.. طه حسين عميد الادب العربي.. رفد المكتبة العربية بعشرات الكتب المهمة.. طه حسين ابن الاستشرق بإمتياز.. كيف نغمط هذا الحق عنهم؟؟ وهل من الموضوعية ان نبخس الناس اشياءهم؟؟ حتى وان مر حين من الدهر دعا فيه طه حسين الى المصرية والفرعونية.. ليس المهم ان نختلف او نتفق مع طه حسين . المهم ان نعترف بإعجاز ما وصل اليه. وقوة نفوذه على جيل من الشبيبة العربية.. كذلك الامر بالنسبة لمحمد مهدي البصير خريج السوربون.. وعالم الاجتماع الكبير علي الوردي . وعالم الآثار الكبير والمعجز طه باقر الذي استطاع وبمعونة المستشرقين ان يفكك رموز اللغات السومرية والبابلية ويترجم اول ملحمة في التأريخ الإنساني . ملحمة كلكامش؟؟ كل هذه أسئلة ترد على البال. ونحن نواجه معضلة قصدية المستشرقين في الإساءة الينا.. في رأيي انهم خدمونا كثيرا..
ولا علاقة رابطة بينهم وبين من سهلوا مهمتهم من سياسيين او عسكريين او محتلين..
رابعا /في العهد العثماني كان المواطن في افضل حالاته يتعلم أصول القراءة والكتابة ودراسة العلوم الفقهية..
ساطع الحصري ربيب المستشرقين والمتأثر بالإطروحة العلمانية لكمال اتاتورك.. صنع للعراق نظاما تعليميا هائلا.. ادخل العلوم والرياضيات والطبيعيات وتعلم اللغات الأجنبية جنبا الى جنب الى علوم القرآن والتأريخ والجغرافية.. ما زلت اعتبر نفسي مدينا لساطع الحصري لانني تعلمت كتابة الحروف من خلال القراءة الخلدونية التي كتبها بخط يده.. لا افهم كيف يمكنني ان انكر جهد الحصري لأنه ابن الاستشراق.. لقد كان أيضا المسؤول الأول امام الملك عن التعليم في العراق.. وقد اختار اكثر من مرة وزراء شيعة للمعارف منهم عبد المهدي المنتفكي وأبو المحاسن,. وغيرهما . ولا استطيع ان افهم تهمة الطائفية التي توجه اليه أحيانا,,..
هذه الإشكالية نحتاج الى تفكيكها نقديا والعمل على إيجاد أجوبة مقنعة..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرق سببه صالح الطائي
- الاستشراق والاعلام وما بينهما
- همهمات زارا قبل موته
- الاسس الموضوعية لانبثاق الحشد الشعبي ونهضته...
- الإشتغال على إلا... قصيدة نثر
- الجلاوزة والجلواز وعلي الوردي
- لايوجد شيء ودي على الاطلاق
- نص نموذجي لقصيدة النثر العربية المعاصرة (في ذمة المعري لأسعد ...
- ضعفاء (قصيدة نثر )
- دينا نبيل والسرد الرسالي الملتزم
- تخبط المثقف العربي /وخطاب الدكتور حيدر العبادي الاجتماعي
- المفكر حين يكون قاصا..(نقد)
- سولة .... قصيدة نثر
- متن صحيح ومقدمة خاطئة (رد على مقالتي صائب خليل وعبدالله عباس ...
- الساعة تتقدم الى الامام حتما ..( نقد)
- بعوضة في حساء حسن العلوي
- كن نابح ليل... قصيدة..
- ذوو الرؤوس السود (تهويمات سلامية في وقته الضائع )
- مخبرون.....(قصة قصيرة)
- ماوصلك من الحقيقة...


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام كاظم فرج - بضاعتنا ردت الينا ..( عن الاستشراق..)