أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فريدة النقاش - إنصاف النساء














المزيد.....

إنصاف النساء


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 7 - 22:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قضية للمناقشة: إنصاف النساء


الإحصائيات لاتكذب، خاصة إن كانت دقيقة أو أقرب إلى الدقة.
وقد شهدت المؤسسات التي تقوم بعمليات الإحصاء فى شتى المجالات تطورًا مهمًا على الصعيد العالمي، كذلك تطورت مؤسسات استطلاع الرأي شأنها شأن الإعلام الذي لو توفرت له الحرية والحماية القانونية يلعب أدوارا مهمًا للغاية فى كشف المستخبي، وفضح الفساد، ومساندة المبادرات لتطوير المجتمع وتغييره إلى الأفضل ودعم كفاح الجماهير من أجل حقوقها وكرامتها.
وشهدت أوضاع النساء المصريات بعد موجات الثورة التي شاركن فيها على نطاق واسع شهدت تحولات متناقضة، فكانت هناك ولا تزال قوى تدفع بالنساء إلى الأمام، وأخرى تجرهن إلى الخلف.
فقد بدأ إعداد المجتمع لهذه الحالة منذ موجة الهجرة إلى بلدان الخليج التي عرفها المصريون على نطاق واسع بعد حرب أكتوبر 1973، وفورة النفط التي شهدتها إثر الارتفاع المتواصل فى أسعاره، وانقسام الوطن العربي بين دول غنية جداً وأخرى فقيرة.
ونعود إلى الإحصائيات ، تحتل مصر المرتبة 113 من بين 187 دولة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين.
كان ذلك عام 2011، فهل يا ترى تغير ذلك الواقع إلى الأفضل جراء العمل الثوري الذي شاركت فيه النساء بكل قوة ؟
اعتمد التقرير على قياس الفجوة بين الجنسين فى التمكين السياسي وسوق العمل والرعاية الصحية والاجتماعية ليصل إلى هذه النتيجة والتي تؤكد أن هناك تمييزًا واسعًا ضد النساء فى المجتمع المصري.
وكان البنك الدولي قد أجرى قبل سنوات مسحًا عالميًا فى عدد كبير من البلدان حول تكلفة التمييز ضد النساء، تبين فيه أن الناتج القومي الإجمالي لمصر يمكن أن يزيد بنسبة 34% إذا ما نجحت البلاد فى القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، ولكن أحدًا لم يتوقف أمام هذه النتيجة.
وتتجلى أشكال التمييز ضد النساء فى مجالي القانون والواقع، ذلك أن المساواة فى القانون ليست هي المساواة بين النساء والرجال إلا أن أجور النساء لا تزال أدنى كثيرًا لسبب أساسي هو أن الواجبات الأسرية وعملية تجديد الأسرة والمجتمع كله عبر الإنجاب تقتطع جزءًا كبيرًا من جهد المرأة وطاقتها، ومازال المجتمع يرفض الاعتراف بالوظائف الإنجابية كوظائف اجتماعية والعقلية الذكورية والمجتمع المحافظ التقليدي فى التأكيد على ما يسمونه طبيعة المرأة التي تضعها بالضرورة فى مكانة أدنى من الرجل بسبب تكوينها ووظائفها، وهو ما تغذيه الأساطير والديانات.
ويشهد المجتمع المصري هذه الأيام جدلا واسعاً حول مشروعات القوانين المقدمة لمجلس النواب عن القضاء على العنف ضد النساء، وتعديل قوانين الأحوال الشخصية، سواء القوانين الخاصة بالمسيحيين، أو القوانين الخاصة بالمسلمين.
ويبدأ التمييز ضد المرأة فى الأسرة ليمتد إلى المجتمع كله، ويبرر وضع المرأة المتدني داخل الأسرة حين تخضع لوصاية الذكور من الأب إلى الأخ، ومن الزوج إلى الابن، العنف الذي يقع عليها ويقال إنه يهدف إلى تهذيبها، أو تقويمها لأن هناك إعوجاجًا خِلقيًا بكسر الخاء، فيها منذ أغرت آدم الرجل، وأخرجته من الجنة مطرودًا مما تسسبب فى شقاء الإنسانية عبر التاريخ كما يقولون.
وتلعب المؤسسات الدينية مسيحية وإسلامية أدوارًا مناوئة لحركة تحرر المرأة ولمقاومة النساء للعنف والتمييز، دون أن تلتفت للثمن الذي تدفعه البلاد حتى على المستوى الاقتصادي والمادي المباشر، أو للتشوهات فى العلاقات الإجتماعية.
ورغم أن الدستور المصري الجديد الذي تضمن مادة لإنشاء مفوضية ضد التمييز جعل من المواطنة مبدأ حاكمًا، إلا أن قوانين الأحوال الشخصية وممارسة العنف ضد النساء تهدر هذا المبدأ باسم ثوابت الدين، وتجعل من التغيير الجذري للعادات مهمة صعبة، فما بالنا بالتطلع إلى تغيير مجمل العلاقات الاجتماعية من أجل العدالة والكرامة الإنسانية للجميع.
ورغم الجهود المخلصة التي بذلتها وتبذلها المنظمات الديموقراطية والنسوية لتغيير قوانين الأحوال الشخصية، لتستند هذه القوانين إلى المعايير الحديثة، وتتحرر من مفاهيم سيادة الرجل ودونية المرأة، إلا أنها لا تزال جهودًا مبعثرة وخائفة من إبتزاز المجتمع المحافظ والمؤسسات الدينية معاً.
وربما تحتاج هذه الجهود إلى المزيد من الجرأة والشجاعة والعمل المشترك لتستقوى ببعضها البعض، وهي تكافح من أجل قانون جديد موحد يأخذ من الأديان أفضل ما فيها، فلا يستمد مشروعيته من دين واحد ويستند على القيم العليا فى كل الديانات والفلسفات والثقافات الإنسانية، وينهض على أساس مبدأ المواطنة، وسوف يشكل هذا القانون نقلة كبرى على طريق الخلاص من الصراع الطائفي، ويفتح الباب أمام ملايين النساء للتقدم والتحرر، ومناهضة الأسباب المركبة للعنف ضد النساء من أجل إنصافهن، وإنصاف النساء هو انتصار للمجتمع كله ولمبادئ وأهداف الموجات المتعاقبة من الثورة.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكاكين الفتوى .. المسخرة !
- فلسفة التحالفات
- هزيمة الهزيمة
- الفاشية الجديدة
- المسيحيون مجددًا
- الهوية بديلا للتحرر
- «العظم» وذهنية التحريم
- «كاسترو».. القامة والمعنى
- قضية للمناقشة: قوة الضعفاء
- الدين لله
- لا.. لفلسفة السمع والطاعة
- فلسفة التوافقات
- بحثا عن مشتركات
- تجاهل البدائل
- ليليان داود.. تاني
- كلا.. شاهندة لم تمت
- قيم الاشتراكية
- خلفيات استعمارية
- الحرية تسقط الأسوار
- هدايا العلمانية


المزيد.....




- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...
- بريطانيا.. المحكمة العليا تقرّ أن المرأة أنثى بيولوجيا فقط
- المحكمة العليا البريطانية: المرأة قانونيا هي المولودة بيولوج ...
- 62 درجة تحت الصفر.. امرأة توثق حياتها في أبرد مدينة بالعالم ...
- -آكشن إيد-: ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية الحاد بين النسا ...
- تحقيق واسع النطاق في النيجر بحثا عن امرأة سويسرية
- بسبب أزياء تشابه -ملابس النساء-.. علاء مبارك ينتقد فنانين مص ...
- الأمم المتحدة: الاغتصاب يُستخدم كسلاح حرب ضد النساء في السود ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فريدة النقاش - إنصاف النساء