السيد عبد الله سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 7 - 04:15
المحور:
الادب والفن
رحْلةُ تَغْرِيْدٍ
عَلَى أَطْرافِ أصابِعها كانتْ
كالمَمْشَى
كالواجبِ
تَأْتِي وتروحُ
تَغْزلُ في غُرْفَتِهَا أَوْقَاتًا لِلَّذةِ
وَأَوقاتًا لِبراءةِ شَغَفِي باللَّمسِ
وَقِيَامِي بين دفاترِها
كالرَّاهبِ عند صلاةِ الشُّكْرِ
أُفَتِّتُ كلَّ صخُورِ الرَّغبةِ بين أنامِلِها
وَأناولُها سكرَانًا صدرِي
كي تَفرشَ جَنَّتَهَا وتُبادلُنِي
ماءًا بالماءِ
وحياءًا بدخولِ الخنجرِ في الغمْدِ
فَأُصَفِّفُ سَطرينِ منَ الشَّجرِ
يَمْتدَّانِ
منْ مرمرِ كفَّيْها حتى الحَدَقِ العطشانِ
نتسرَّبُ كالبهجةِ في شُريَانِ الطِّفلةِ
كالنَّظْرةِ في وجهِ البسمةِ
كالفيضانِ
رحلةُ تغريدٍ
فَكَّتْ فضَّتَهَا فوق سَرِيري
وارْتعدتْ أوصالُ القطَّةِ كالقنديلِ
وَأَزَاحتْ عنْ كأسِ الفارسِ غبطتها
غُصنُ اللَّيْمونِ تدلَّى وَتَمنَّى
أنْ يَجرحَ بئرَ الخدرِ
بالشَّوكِ المجدولِ منْ صمغِ العسَلِ
كَطَرَاوةِ ماءٍ أمضينا بعضَ اللَّحظاتِ
وخَرَجْنَا بالورقِ المطْبُوعِ
هِيَ نحوَ الوادي
وَحكيمٌ خلف المكتبِ لا زالَ
مشغولاً
بخروجِ العتمةِ منْ بابهْ
ودخولِ الزَّهْرةِ لِلبُسْتَانِ
يُكرِّرُ نفسَ التَّفَاصِيْلِ
ويُمَنِّي الوَقْتَ
باللَّحظاتِ الفَائتةِ فِي دَفْترِها
أَنْ تَأْتِيَ وَتَنَامَ
كالفضَّةِ بين الكفَّيْنِ
رحلةُ تَغْرِيدٍ
عَلَى أَطْرافِ أَنَامِلِهَا.
#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟