أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - نهاية الفساد في الدولة العراقية!














المزيد.....

نهاية الفساد في الدولة العراقية!


حسام عبد الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 6 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية الفساد في الدولة العراقية!
حسام عبد الحسين
للفساد مفاهيم بين دولة وأخرى؛ والشعوب بثقافاتها ورؤيتها للواقع السياسي والاقتصادي تنهض بحكامها وترسم خارطة نظام دولتها، العراق الجديد مختلف بنظرة شعبه المتنوعة للفساد، حيث جزء منه لا يعتقد بوجود الفساد ويصنف القائل به بمفهوم الأجندة التي تهدم الدولة، والجزء الآخر ادهى من الاول كونه يهدف إلى "التسقيط والاسقاط" بأمنية العودة إلى ما قبل عام 2003، اما الجزء الأخير يتصدى للفساد وأدواته ويصارع منافذه وشعاراته المبطنة في كلمات بعض الساسة؛ لكنه ضعيف الجناح، وحاله حال الطير في متناول الذئاب.
الجزء الأخير يواجه الفساد بدقة ومعرفة أسبابه وانواعه المتمثلة بالفساد السياسي في فقدان الديمقراطية، وسيطرة الدولة على الاقتصاد، أدى الى نظام المحسوبية العرجاء مع الفساد الإداري في حجم الوظيفة وموقعها التنظيمي المرتبط بالفساد الأخلاقي للموظف المنحرف في تعامله السلبي مع المواطن الضائع بين ويلات الحروب وفساد الدولة التى تعاني من تراكم الفساد بسبب غياب رقابتها الادارية، وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.
في حين ان أسبابه تكمن في ضعف الممارسة الديمقراطية الضائعة في العراق، وشيوع الاستبداد الممنهج، والتفكير الديكتاتوري الشائع لدى بعض الساسة، أدى إلى عدم استقلالية القضاء لشيوع الفساد حسب الخط المرسوم لبعض الجهات، مع استثمار التركيبة السكانية والولاء للغير في انتشار افة "الوساطة" التي أصبحت "الفخر" في مجتمعاتنا، أضافة إلى تشابك الاختصاصات وقلة تنظيم الوحدات الإدارية، والاعتماد على الفردية الشخصية، أدى إلى مفهوم الاستغلال الوظيفي واللا عدالة في توزيع المناصب مع ضعف العمل الرقابي، وعدم استخدامه للاساليب التكنولوجية الحديثة، وهذا الضعف حتى في وسائل الإعلام ومحدوديتها على فضح الفاسدين.
إن الفساد في العراق فساد "مشرعن"، اي مقنن بقوانين وقرارات حكومية عليا، وهذا من توفيقات الشعب العراقي المظلوم، الذي تميزت دولته عن بقية دول العالم بهذا النوع من الفساد، للتخلص من قانون "هيئة النزاهة" الذي يقول في الامر رقم (55) الخاص بتأسيسها، بأن عبارة (قضية الفساد) تعتبر قضية جنائية تنطوي على مخالفة نص المواد: 234، 233، 272، 271، 275، 276، 293، 290، 296، من قانون العقوبات رقم (11) لسنة 1969، وكذلك الفقرات 307 إلى 341 الفصل السادس من قانون العقوبات، وكل بند من قانون العقوبات ينطبق عليه نص البنود 5، 6، 7 من الفقرة 135 المضافة بموجب الأمر 55 الذي بين اعلاه، وانتج هذا النوع من الفساد حالات مزرية في الشعب العراقي، "حيث أكد الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط"، بأن عدد الذين يقعون تحت خط الفقر يبلغ ستة ملايين ونصف تقريبا، اي بنسبة 22،9%، اما نسبة الفقر 45%، مع انتشار ظاهرة البطالة وغيرها.
يحتل العراق المرتبة الثالثة عالميا بالفساد، حيث كان قبل عام 1958 تقسم الموازنات السنوية على قلة مبالغها إلى قسمين تشغيلية 30% والباقي 70% تخصص للمشاريع، اما بعد عام 1958 وبزمن "عبد الكريم قاسم" قسم الموازنة 50% للتشغيل و 50% للمشاريع، نظرا لحاجة الدولة لإرسال البعثات الدراسية، وازدهار الاقتصاد آنذاك، ففي حكم البعث عام 1963 حتى حقبة صدام حسين قلبوا المعادلة، فكانت 70% تشغيل و 30% مشاريع، فقرر في الحصار الغاء الموازنة واعتماد طريقة "المكرمة"، فحصل ما حصل في شعب الويلات، حتى عام 2003 وسقوط النظام اعادوا التخصيص إلى 70% تشغيل و 30% استثمار، وهذه طريقة نيرة لتهيئة الظروف للفساد المشرعن!.
لذا على الحكومة فرض القوانين والعقوبات لمرتكبي الفساد دون استثناء، ووضع معايير الخبرة والكفاءة في اتخاذ المناصب الحكومية، وتفعيل الدور الإعلامي بكافة فروعه بنشر المبادىء الأخلاقية في الإدارة الحكومية، ووضع المعلومات في متناول المواطنين؛ لإثارة الرأي العام الذي يعتبر الجانب المهم في مكافحة فساد الدولة، مع إتباع الوسائل العلمية المتقدمة في حفظ الوثائق داخل أقراص وتوزيعها على اكثر من جهة، لكي لا تتم عمليات الحرائق (التماس كهربائي)، والنهوض بعملية إصلاحية تشمل مؤسسات الحكومة كافة، وإعادة هياكلها وتحديث اساليبها، إضافة إلى توحيد النشاط التعاقدي للدولة، وفرض إجراءات قانونية صارمة عند إجراء عملية التعاقد.
لذلك لابد من الفصل بين السلطات، واستقلال القضاء، واحترام استقلالية هيئة النزاهة، واختيار رئيسا كفوءا لها، واختيار مفوضية انتخابات رصينة، مع إشراك منظمات المجتمع المدني في إدارة الشؤون العامة.
هذا كله يتطلب برلمان نزيه، يخرج حكومة نزيهة، ولا يحدث ذلك الا بإرادة جماهيرية أولها في الانتخابات، وآخرها بالوقوف بوجه الفاسدين.



#حسام_عبد_الحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشبق في جزر الأنتيل
- شهد الشفتين (قصيدة نثر)
- بريكاريا العزلة الاجتماعية
- خصال شعرها ثورة
- العاشق ما بين الحسام والسحام
- أنتصر العراق بدماء الأبرياء
- حبها البحر والخريف (قصيدة نثر)
- هائلة العينين (قصيدة نثر)
- الدولة الكردية حلم أم حقيقة؟
- العراق في أزمة الخليج
- النجاح سر الانسان
- وردة البنفسج عطاء الحزين!
- عراقي حائر
- المرأة المثقفة زهرة الحياة
- صداميون وان لم ينتموا


المزيد.....




- قائمة أكثر 10 مطارات ازدحامًا بالعالم..ما هي؟
- مصور يوثق جوهر الجمال في لبنان عبر سلسلة من الصور الجوية
- اختبارات صحية في المنزل تساعدك على معرفة سرعة رد فعلك
- مستثمر إيطالي يشير إلى ارتفاعات مهولة في فواتير الغاز والكهر ...
- السر وراء تدجين القطط… اكتشاف مذهل من مصر القديمة
- من تصفية حماس إلى تهجير السكان.. كاتس يكشف استراتيجية إسرائي ...
- السوداني: وجهت دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية في ...
- تقرير: استبعاد مسؤولي -الشاباك- من مرافقة نتنياهو إلى غزة
- تورط مواطن مصري في مخطط تخريبي بالأردن
- بعد الزلزلال المدمر في ميانمار.. فيضانات تغمر شوارع ومباني ث ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام عبد الحسين - نهاية الفساد في الدولة العراقية!