عبدالكريم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5602 - 2017 / 8 / 5 - 20:22
المحور:
كتابات ساخرة
عبد الكريم إبراهيم
ارتفاعُ درجاتُ الحرارةِ تُغري الحشرات والزواحف للخروج من أماكنها ؛ بحثاً عن البرودة والطعام . ويعد الصيف وحرارته العالية من العوامل المساعدة في سرعة تفقيس البيض . ولعل " أبو بريص " من أكثر الزواحف البيتية ترحيباً بالصيف ،لان ذلك يساعده في أن يرى أبنائه ،وقد اخذوا المهمة بدلاً عنه ،و احتلوا احد زوايا البيت للممارسة اقتناص الحشرات الطائرة والزاحفة ، فضلا على تلصص على الآخرين ومتابعة تحركاتهم وأفساد حياتهم اليومية .
أكثر من يخشى " أبو بريص " وصغاره أصحاب العيون الخضراء ؛هن النساء اللاتي يجدن في هذا الزاحف مصدر اشمئزاز وقلق خصوصاً أن نظراته إليهن التي تحمل الشك والريبة . الصراح والهروب وطلب النجدة من وسائل مكافحة هذا الجاسوس المزعج . ربما يكون الرجال أفضل من النساء في هذا الموضوع حيث يبادرون إلى اقرب " نعال " تتلقفه أيدهم ، ليجد " أبو بريص " نفسه ذهب ضحية تجاوزه على حقوق الآخرين . الأمر الذي قد يدفع زوجته " أم بريص " إلى إعلان الحداد وتطلب الثار، فتعمد إلى توجه صغارها للانتشار في أركان البيت وإثارة المشاكل وإزعاج سكانه.
القلق من وجود " أبو بريص " قد يدفع الناس إلى استخدام وسائل حديثة للتخلص من شروره ،ومنها استخدام المبيدات الحشرية التي لا تنفع معه ، بل انه يزداد عناداً وتحدياً لدرجة يشعر أن هذه المبيدات أشبه ما تكون معطرا اعتاد عليه وتكيّف بمرور الزمن معه . وهنا لابد من العودة إلى استخدام الوسائل التقليدية ،ولعل " نعال " أفضلها لمن يستطيع أن لا يخطئ الهدف ، لان هذا السلاح الفتاك يحتاج إلى دقة في التصويب ومن أول مرة، حيث أن "أبو بريص " من الزواحف ماهرة في الاختباء . حتى تجد المراكز البحثية وسيلة متطورة للقضاء على " أبو بريص " تبقى الأمور على ما هي عليه ،صراخ وتذمر نسائي وتربص استعداد رجالي عند أول نداء استغاثة يُطلق .
#عبدالكريم_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟