عواطف عبداللطيف
أديبة
الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:27
المحور:
الادب والفن
تضطر للرحيل
تغادر الوطن
لتعيش في الغربة
جمال الاشجار
نقاء الجو
هطول الامطار
تغريد الطيور
جمال الزهور
وبكل شئ جميل تفكرون
لا تساوي لحظة وطن
الجميع يهرول مسرعا الى العمل
الجميع في سباق مع الزمن يهرولون
كل واحد منهم يعيش حياته بطريقته الخاصة
يمروا من امامك بدون تحية
لا احد يلتفت اليك ولأحزانك يشاركون
من انت
ومن اي بلد جئت
سؤال دائم قبل عما اي شئ
تخبرهم اسم البلد
يطأطأوا رؤوسهم ولا يتكلمون
الارهاب
الحرب
القتل
هذا كل ما عن وطنك يعرفون
فقط
من بلد الدم والضحايا يتذكرون
ويتمتمون بشفاههم
وبكلمة طيبة منهم اليك يتصدقون
يهزوون برؤوسهم
ويستديروا للوراء منك يتهربون
من انت بنظرهم
لا قيمة لك
ما هو اصلك
ماذا كنت تعمل
وتسمعهم فيما بينهم يتهامسون
بأية خيرات كنت تعيش
كم خدمت
كم ضحيت
وماذا اعطيت للوطن
انهم لا يستطيعون ان يفهمون
لأية عائلة تنتمي
واية شهادات حصلت
وكم من الاجيال ربيت
وكم تعبت وعملت
وكم من عمرك اهدرت وافنيت
انهم لا يريدوا ان يصدقون
يتسارعون للعمل
ولكنهم يعرفوا كيف يعيشون
يريدون كل شئ
وبكافة حقوق الانسان يطالبون
ولكن من انت
لا احد يعرف
مهما كنت
سوى انك رقم في سجلاتهم
وانك واحد من المهاجرون
ودموعك تتساقط مع تساقط المطر
وقلبك يتحجر بتحجر الجليد
وانفاسك تختنق من رحيق الازهار
وروحك تزحف مع هجرة الطيور
لأنك تريد منهم
ان يعرفوك وكأنسان يقدرون
ولكننا تهنا في الزحام
وداستنا ارجل الذين يمرون
ياوطني
كل ما هو جميل هنا
لا يساوي
لحظة عيش على ترابك
حظن ام
كلام صديق مخلص
لمسة حنان من اخ
وكلمة تحية من جار
وتقدير ممن عملت معهم
لكل ذلك
من اعماق قلوبنا متلهفون
بكل قطرة دم
ومع كل نفس يصعد
وبكل شريان ينبض
من القلب والى قلب
لتقبيل ترابك المتصلب مشتاقون
كل الحر
كل الدمار الذي حل
كل الجوع والعطش
كل الخوف والرعب
لا يهم
سنعيد بناء كل شئ
ويعود المهاجرون والمغتربون
ويضعوا حجر الاساس
مع ابناء الوطن المخلصون
هنا على ارض الوطن
أحس بقيمتي وكياني
وتعرف الناس ماذا اكون
ومن اكون
واحس بانني انسان مهما يكون
#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟