أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - غضبة الملك














المزيد.....

غضبة الملك


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشنا في الأردن أسبوع حادث وكر التجسس الإسرائيلي الذي راح ضحيته أردنيين أحدهما شاب عامل والثاني طبيب، في حالة فراغ سياسي وحتى دستوري ،لأنه تم ضرب كل ما يتعلق بالمواطن والوطن على حد سواء، إذ إعتدى مجرم قاتل برتبة ضابط أمن في وكر التجسس الصهيوني في الرابية ،على المواطنين وأرداهما قتيلين بدم بارد، وما حز في النفس أن هذا المجرم وجد وزير داخليتنا يدافع عنه ويقول أن الشاب العامل هو الذي إعتدى على المجرم بالمفك، وهذا مجاف للحقيقة بعد أن خرج الشاهد الوحيد الناجي سائق شركة الأثاث عن صمته وتحدث.
كانت مغادرة المجرم مع أركان السفارة هكذا بدون إتخاذ أي إجراء مؤذية لمشاعر كافة المواطنين الأردنيين الذين إستهجنوا ذلك،وزاد الطين بلة النتن ياهو الذي إستقبل القاتل مباركا له شجاعته ،وأخبره أنه اخذ له موعدا مع عشيقته ،وزادوا من ملح جروحنا بأن بثوا صورها وهي تداعبه وتقبله كبطل.
إنقضى الأسبوع الأسود ونحن في حالة حيص بيص ،فلا حكومة تبرق وهجها في مثل هذه الظروف ولا برلمانا يعلي صوته مطالبا بتحكيم المنطق في مثل هذه الحالات ،وكان السماح للقاتل بالمغادرة بحجة واهية وهي أنه دبلوماسي وله حصانة ، وسؤالي ترى لو ان ضابط أمن أردني في السفارة بتل الربيع "تل أبيب"أهان إسرائيليا مجرد إهانة ولا أقول قتله ،كيف ستتصرف الحكومة الإسرائيلية؟
ستثور وتعمل على تثوير العالم ضدنا ،وسيتبكبكون ليل نهار ،رسميا وشعبيا كعادتهم ،في حين شهد شارعنا غليانا دون طبخ ،وصمت الرسمي صمت القبور ، وكان لسان حالنا يقول إما أن هناك جهة كممت أفواه المسؤولين ،أو ان المسؤولين يفتقدون أصلا للألسنة في أفواههم ،وكلتا الحالتين مرفوضتان ،فنحن نستحق أفضل من ذلك ، وكفى تدليلا لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية على حساب كرامتنا.
كلنا يتذكر ما قام به الجندي الدقامسة الذي ثأر لكرامته ودينه قبل عشرين عاما، بعد أن إستهزأت فتيات إسرائيليات ينقصهن الأدب به وبصلاته ، وجرى ما جرى ،فهب الراحل الحسين وذهب إلى بيوت اهاليهن معتذرا دافعا التعويض وجثا على ركبتيه ،وهل تعرفون ماذا يعني أن يجثو ملك كالملك حسين؟
الغريب في الأمر أن ألسنة المسؤولين إنطلقت بعد عودة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى البلاد وبعد السماح للقاتل بالمغادرة الآمنة ، وإستنهض البعض الهمم ودبت الروح في البرلمان، وقال جلالة الملك معاتبا أنه لم يسمع أحدا من المسؤولين السابقين يدلي بصوته إبان الأزمة ،وقد آلمني حقا ما سمعت لأن البعض ممن يقصدهم جلالته تحولوا إلى خاطبين للعرائس ومشهري كتب ،بدلا من تقديمهم للمحاضرات الفكرية في الجامعات .
لنعترف أن مواصفات المسؤول عندنا غير مكتملة،فالمسؤول يجب أن يكون جريئا لا يخاف ،وان يكون صانع قرار ولديه برنامج ، وقادر على صنع الحدث والتعامل معه بإقتدار ،لا التخفي خلف جلالة الملك ويتحول إلى ببغاء يردد ما يتفضل به جلالته من تعليمات .
بصراحة أثبتت احداث السفارة أن البلد فيها مسؤول واحد وحيد فقط هو جلالة الملك،وهذا لا يجوز لأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ولدينا هياكل لها ميزانيات ومحسوبة علينا ،وأرى أنه يتوجب إعادة النظر في كافة هذه الهياكل ،كي يكون الأداء بحجم الوطن ومعنى الكرامة.
مطلوب أيضا ان يكون لدينا إعلام نفذ ثم ناقش وليس إعلام حاضر سيدي،وصحافة وطن وليست صحافة دولة ،لأن الإعلام في حال كان حرا سيعمق الحقيقة ويخلق التوازن في التفكير ويقود إلى النجاة وعدم السماح بخلق فجوة بين المواطن والمسؤول.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب ..دليل شؤم على العالم
- المنظمة العربية للهلال الاحمر والصليب الاحمر تدين ما تعرض له ...
- أزمة المسجد الأقصى ..فشل جديد للعرب
- جريمة وكر التجسس في الرابية تنزل النتن ياهو عن الشجرة
- عملية وكر التجسس في الرابية ... مشبوهة ومفتعلة إسرائيليا
- كارثة الخليج المصطنعة.. قطر خطاب النصر
- بلغ السيل الزبى ...فليخجل البعض
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تختتم مشاركتها ...
- الصلاة في المسجد الأقصى
- العرب يتخلون عن الأردن بعد فلسطين
- متى نغضب
- كارثة الخليج المصطنعة... التراجع عن الخطأ فضيلة
- السعودية هي المستهدفة
- القدس أم تورا بورا؟
- كارثة الخليج المصطنعة ..... دفاعا عن الأردن وفلسطين
- الأردن وإسرائيل..صراع لن يتوقف
- كارثة الخليج المصطنعة كشفت عورات الجميع
- الإرهاب الذي يتحدثون عنه
- ترامب ينزع فتيل كارثة الخليج المصطنعة
- صفقة القرن والتطبيع مع الصهاينة.... كارثة الخليج المصطنعة


المزيد.....




- إعلام رسمي سوري: قتيلان جراء هجوم إسرائيلي على المنطقة الجنو ...
- ماذا يحدث في المخ عندما نموت؟
- المناظرة الأخيرة بين سوناك وستارمر لا تخلو من الهجوم الشخصي ...
- إعلام رسمي: قتيلان بغارة إسرائيلية على جنوب سوريا
- القيادة المركزية الأميركية: تدمير موقع رادار حوثي في اليمن
- جالانت: إسرائيل قادرة على إعادة لبنان -للعصر الحجري-
- أمريكا تعلق على -محاولة الانقلاب- في بوليفيا
- مدرعات عسكرية تقتحم القصر الرئاسي في بوليفيا والرئيس يطالب ب ...
- وزارة الدفاع السورية تصدر قرارات حول مكلفي الخدمة العسكرية و ...
- وزير الري المصري يتوجه إلى جنوب السودان


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - غضبة الملك