|
إستقلاليةالإعلام كإستقلاليةالقضاء
حميد جبرالواسطي
الحوار المتمدن-العدد: 1455 - 2006 / 2 / 8 - 09:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بسمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن اٌلرَّحيمِ.. الإعلام هوالدفاع عن الحقيقة، والسعي الجاد لكشفها للتأريخ وللصالح العام؛ وأن الإعلام يُؤثرفي الرأي العام، مادام يراعى فيه الصدق والأمانة ومُجانبة التحَّيُز؛ الإعلام يؤدي خدمة لاتُقدرفي بسط مشكلات الساعة للشعب
ولكن في العالم العربي، فالإعلام مُقيَّدالى حدكبير، ويتطلع للحرية والإستقلالية وغالباًمايَتحَّيزلجانب الحكومةأوالمصالح الأخرى، فضلاًعن عدم َتقبُُّل البعض للنقد، أوخوفهم من كشف حقائق عن أخطاءأوجرائم في بعض الأحوال، ولهذاسمي الإعلام بالسلطةالرابعة، وفي مصاف القضائية والتشريعيةوالتنفيذية، بل ويستطيع الإعلام أن يكون الأقوى، والمُراقب على الثلاث وباقي القوى الضاغطةالأخرى إذاكان كفوء، صادق، مستقل، نزيه وجرئ، ولكن كيف يستطيع أن يراقب الإعلام عمل الحكومة وهوتابع لوزارة في حكومة ، كوزارةالإعلام كماهوالحال في بعض الدول، وخصوصاًالعربية؟
ومن جهة أخرى، أنا أرى بأن الإعلامي المرتبط بجهة حكوميةأوحزبيةأوحركةأوتجمع أوجهةأخرى أوأنه يعمل في جريدة أوموقع إعلامي تابع للحكومة، مثلاًأولمسؤول معين؛ سيكون أداءه لمهنةالإعلام بشكل ناقص؟ ولايستطيع إظهاركل الحقائق. والإعلام العربي يجب أن يكون تابع لأشخاص أوشركات مستقلة عن أي قوى سياسية أودينيةأوجماعات ضاغطة، ولكن المشكلة الرئيسية: هل توافق بعض الحكومات على إطلاق سراح الإعلام؟ الجواب وكتحصيل حاصل: كلا؛ إذن لابدمن المناورة؟وأن هناك مَخْرَج للكاتب الذكي لخدمةالحقيقة، فالمواقع كثيرة ومتعددة بعددالأحزاب والحركات والتجمعات المُتخاصمة في الغالب أوكمايقال" السياسييون يشتمون بعضهم دائماً"، والمواقع في الغالب وليس كلهاغيرمستقلة
ولكن لتسارع الأحداث التي لاتسمح بإضاعة الوقت فعلى الكاتب الذكي، إذاماأرادأن يكتب عن حقيقة معينة، فعليه أن يختاروبسرعة أي موقع مناسب للنشروالمهم هوإطلاق الحقيقةللتأريخ والجمهورومن أي مَنفَذمُتيَسر. وأن هذاالموقع الذي ينشرلك اليوم فربمالاينشرلك غداً! ولكن المهم هوأن الكاتب قدمررحقيقة أوأكثرمن خلاله للتأريخ وللجمهور، ولاضيرمن البحث عن موقع أخروهكذا، فعلى سبيل المثال، أناكتبت بعض المقالات، وكنت ولاأزال أدرك جيداً بأن الموقع الذي نشرلي عن بحث معين لم ينشره موقع أخروالذي نشرلي البحث الأخر، والعكس صحيح. والإعلام المستقل له مكانته وثقله في المجتمع وعلى سبيل المثال:(عندماكسبت الشيخة موزه زوجةالأميرالقطري قضية ضدجريدة الزمان العراقية في لندن، ولكن رئيس الجريدة سعدالبزازقدطالب القاضي البريطاني بحماية الإعلام في بلده؟ فكان جواب القاضي: نحن نحمي الإعلام ولكن المستقل
فعلى الإعلامي أوالكاتب المستقل أن لايستسلم ولاييأس ولايشك بإداءهِ، بل يستطيع أوتستطيع أن يختارأوتختارأي موقع أومواقع مناسبة ومتيسرة لإطلاق الحقيقة، وإذالم يستطيع الذي في الداخل، فيستطيع الذي يعيش في الخارج، والمسألة أيضاَ، تعتمدعلى الأمانة والإخلاص والنزاهة، والقلم كالسلاح، والكتابةمعركة، وأخطرهاوأنبلهامن وجهة نظري هي التي تدافع عن الحقيقة، والكتابة في خدمةالحقيقة هي معركة تتطلب النزاهةوالتي تعادل عدم الخيانة في المعركةالعسكرية، ومواجهةالإغراءات لإسكات أوبيع القلم، وبيعه يعادل تسليم السلاح للعدووبيع الوطن أوالقضية، كذلك تتطلب الشجاعة والجرأة الى درجة مواجهة الموت أوالشهادةأحياناً، وإذاماتهيأالإنسان للموت، فالموت حرية
وبقدرمايرى الإعلامي أوالكاتب المستقل صعوبة بتحريرالحقيقة وإطلاقها للتأريخ والجمهور، ولكنهاأصعب على الذين يخشونها، وبقدرمايعيش صراع صعب بين النفس والعقل بمواجهة إغراءات أوتهديدات، ولكنها أصعب على الذين يعطونهاوتُرَدْعروضهم الفاسدة عليهم بالرفض والإزدراء، أوتهديدات الذين يعجزون عن مواجهة الفكربالفكر، ولكن القلم يجب أن يواجهه قلم وليس سيف أوبندقيةأوسجن، وأماالحقيقة فلايستطيع أحد مواجهتهابطريقة شرعيةأوأخلاقية، والإعتراف بالخطأفضيلةوشجاعةبنفس الوقت، والقلم ومايسطرليس بُملك شخصي، وأن الله سبحانه أقسَمَ به وبها"وَالقلمِ ومَايَسطرُونَ"
الإعلام أوالقلم هوأمانةمقدسة، فالذي لايستطيع تحَمُُّلها، فالأفضل أن لايتورط بها، وليختارمهنة غيرها، وهي رسالة مقدسةليخدم بهاالحقيقة والشعب وليس ليخدم بهاشخصاًأوجهة، ففي الإولى يبقى حراًوخالداً، ولكن في الثانيةعبداًوينتهي بنهايةالشخص أوالجهة، وسيضطرلأن يبيع نفسه الى شخص أوجهةأخرى إذالم يطلق نفسه بعقله، وهناك إعتبارات أخرى، لمن يعتقد بأن عليناكِراماً يستنسخون مانكتب، ويكتبون مانقول ومانعمل، وهناك أيضاًأخلاق المهنة، وإحترام النفس للمعتقدين وغيرالمعتقدين. الإعلام هومحكمةالحقيقة، فالإعلامي وأيضاًالكاتب هوبمنزلةالدفاع المستقل عن الحقيقة، ولأن الحقيقة تخدم العدل بلاشك، لذافأن إستقلاليةالإعلام الذي يدافع عن الحقيقةلايقل أهمية عن إستقلاليةالقضاءالذي يدافع عن العدل، ومن هنا، أرى بأن الإعلام والقضاء هماأُمّ، أومصدرللحقيقةوالعدل واللذان هماتَوْأم
#حميد_جبرالواسطي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إسرائيل: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل اختراق المجال الجوي
...
-
الدوري الإنكليزي: ليفربول يتفوق بثلاثية على ليستر سيتي ومانش
...
-
تونس: هجوم بسكين على عنصر أمن نفذه شقيق مشتبه به في قضايا إر
...
-
مقتل عنصري أمن في اشتباكات بحمص بين إدارة العمليات العسكرية
...
-
نتنياهو يضع عقبة جديدة أمام التوصل لصفقة تبادل للأسرى
-
زلزال عنيف يضرب جزيرة هونشو اليابانية
-
موزمبيق.. هروب آلاف السجناء وسط أعمال عنف
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|