|
العدمية وموت الإله عند نيتشه
جميلة الزيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5597 - 2017 / 7 / 31 - 00:13
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعتبر "موت الإله" حدثا بارزا في العصر الحديث، ويعني فقدان القيم الإنسانية وسقوط الإنسان في ليل لا نهاية له. مما جعل الإنسانية تعيش " العدمية " لأن الحداثة قامت بهدم القيم التقليدية دون طرح قيم بديلة، فاحتمت بظلال الإله. ومن ثمة يقول نيتشه إن الحداثة ألغت الحياة وأفرغتها من قيمتها وحولتها إلى حالة من العدم. هذه العدمية عبر عنها نيتشه بقولته المعروفة " إن الإله قد مات " وهو لا يعني موت الإله السماوي كما يظن البعض بل يعني موت القيم الإنسانية وموت عالم المثل والقيم العليا وبشكل عام موت الميتافيزيقا التي تقوم على أساس العقلانية الممجدة لكل ما هو عقلي ميثالي والرافضة للعالم الحسي بكل نزواته. إن موت الإله ثورة كوبرنيكية أدت إلى انهيار مركزية الإله كي تعوضها فكرة مركزية الإنسان، لكن هذا الموت لا يحل معضلات الإنسان وإنما يهيئ له إمكانية السمو إلى مرتبة الإنسان الأسمى. فما الدلالات الفلسفية ل " موت الإله" و " العدمية" عند نيتشه؟ وما علاقة هذا الموت بالحداثة؟ وما كيفية حدوثه؟ وما هي تجليات العدمية في العصر الحديث؟ 1- الحداثة وموت الإله أ- حدث الحداثة: موت الإله. إن الفهم النيتشوي لموت الإله فهم راهيني ومتميز، حيث كان نيتشه سباقا للتنبيه إلى خطورة موت الإله كحدث ميز العصور الحديثة وأدى إلى تحويل القيم الإنسانية إلى عدم مطلق أفضى إلى فقدان الإنسان الأوروبي ثقته في الإله المسيحي. وخلافا لما قد يقوله النقاد، فإن نيتشه لا ينكر وجود الإله بل يقول " إنه قد مات " وهذا يخالف أنه لا يوجد إله، بل الأعظم أنه قد مات بكل ما تحمله كلمة الموت من مأساوية. إن نيتشه لم يقتل الإله بل يصف حدث موته، وهو لا يعني المعنى الحرفي لكلمة موت، بل يعني حالة العدم التي أصبح يعيشها الإنسان الحديث. وبالتالي فنيتشه يتحدث بشكل موضوعي ولا يبحث في الميتافيزيقا، بمعنى لا يتساءل عن وجود الإله ولا ينكر وجوده لأن ذلك سيؤدي به حتما إلى السقوط في فخ الميتافيزيقا. "موت الإله" عند نيتشه هو التساؤل عن مصير قيم وفكر داما ألفي سنة، وليس تعبيرا عن آراء شخصية أو إعلانا عن إلحاد أو إنكارا لوجود الإله. نيتشه، إذن، لم يقتل الإله بل وجده جثة هامدة على قارعة طريق الضياع والمال والهيمنة الإقتصادية... إنها قارعة طريق القرن التاسع عشر. ولحل هذه المعضلة دعا نيتشه إلى الإطلاع على العلم لمعرفة زيف الدين المسيحي. إن عبارة "موت الإله" لم يبدعها نيتشه، بل نجدها قبله عند الشاعر جون بول فريدريك رتشر في نهاية القرن الثامن عشر، حين قال على لسان المسيح وهو يحتضر « ... لا وجود للإله ... لقد مات الإله ! والسماء خاوية ... اذرفوا الدموع أيها الأطفال فلم يعد لكم من أب ». أما هيجل فقد استعمله سنة 1802 في كتابه "الإيمان والعلم" حيث تحدث عن الشعور الذي يقوم عليه الدين، إنه الشعور بأن الإله قد مات. ب- الدلالات الفلسفية ل"موت الإله" إن "موت الإله" هو موت المسيح، وموت العالم المعقول الأفلاطوني، وموت قيم الخير والشر في مجال الأخلاق. مما أدى إلى فناء ثنائية الأعلى والأسفل، المثل والمادة، الروح والجسد... وعلى اعتبار أن الكائن المتعالي هو القاسم المشترك بين الدين والميتافيزيقا والأخلاق فإن موت الإله هو موت لكل ما سبق ذكره. إن نيتشه لم يكتفي بوصف حدث "موت الإله" بل تساءل عن من قتل الإله تحديدا ؟ وجواب نيتشه جاء في روايتين: الرواية الأولى؛ إنه قد مات من أجل خطايا البشر ولأنه لم يتحمل حبه للناس رغم آثامهم. أما الرواية الثانية فتقول إن قاتل الإله هو " أقبح البشر". ومن هنا يجوز لنا القول إن بشاعة البشر هي سبب موت الإله، أي إن الإنسان قتل الإله. لكن أي إنسان هذا الذي قتل الإله؟ إنه الإنسان الذي يخاف أن يرى الإله حقده وكراهيته للإنسان والعالم. ومنه، فإن المجرم الحقيقي الذي قتل الإله هو الإنسان. يقول نيتشه "مات الإله ويظل ميتا، ونحن الذين قتلناه! كيف سنعزي أنفسنا نحن أكبر القتلة؟ " موت الإله، عند نيتشه، أزمة في التاريخ الغربي لأنه يدل على انمحاء القيم التي قامت عليها الثقافة الغربية لوقت قصير، كما يعني وضع الانسان الغربي في دائرة العدمية. ورغم أن موت الإله وضع الإنسان في الفراغ والعدم فإن نيتشه لا ينظر إليه بسوداوية مطلقة، بل يعتبر ذلك الموت فرصة للتحرر من أوهام الميتافيزيقا وإشراقة أفق جديد لخلق قيم جديدة والتخلص من سلطة الإله والأخلاق. وفي هذا الصدد يقول " نحن العقول الحرة عند سماع خبر أن الإله قد مات نحس وكأن أشعة فجر جديد قد لمستنا، نفيض لهذا الخبر بالشكر، بالدهشة، بالتوجس، بالإنتظار..." وهذا لا يعني أن الإنسان أصبح يعيش بدون محددات أو إلتزامات، بل أصبح المسؤول الوحيد عن نفسه، وأصبحت لديه حرية اختيار من يكون. وبلغة نيتشه، "موت الإله" نداء للإنسان لكي يكون إنسانا بشكل مطلق. وهذا هو هدف نيتشه من "موت الإله". لنقل إذن، إن "موت الإله" شكل حدث الحداثة، وبشر في الآن نفسه بإمكانية خلق حداثة حقيقية تحتفي بالحياة إلا أن هذه الحداثة لم تتحقق وبقيت مجرد أمل راود نيتشه، حيث كان الانتصار الأخير ل " العدمية" و "ظلال الإله " بل أصبحت العدمية هي العنوان البارز للحداثة. 2- الحداثة والعدمية. أ- معنى العدمية الحديثة. للحديث عن العدمية ينبغي الرجوع إلى ما قبل نيتشه لأن مفهوم العدمية يحيل على دلالات متعددة حسب استخدامه عبر التاريخ، حيث استخدم لوصف الإلحاد، النزعة التشاؤمية، المادية ... الأمر الذي سمح للعديد من المفكرين بالإدعاء أنهم مبتكروه. في سنة 1861 ادعى تورغينيف أنه مبتكره في روايته "أباء وبنون" ولكن هذا اللفظ ذكر قبل ذلك في اللاهوت الألماني. كما استخدمه "جاكوبي" سنة 1799 في ألمانيا في رسالة له إلى صديقه "فيتشه" ليصف به مثالية فلسفة كل من "فيتشه" و "كانط" لأن مثالية فيتشه تعطي قيمة كبيرة للذات والعقل. وكانط أفرغ الواقع من جوهره وجعل العقل هو الأساس. لذا فكلا الفيلسوفين قد سقطا في حالة من العدمية المطلقة. أما في القرن التاسع عشر استعمل لفظ العدمية في إطار نزعة الإلحاد، وهو ما عبر عنه "فيكتور هيجو" في كتابه "البؤساء" سنة 1862 حيث وصف نزعة الإلحاد بالعدمية لأنها تقوم على نفي اللامتناهي ما يهمنا هنا ليس هو العرض التاريخي للعدمية، بل التأكيد على أنه ليس من ابتكار نيتشه بل استمده من "بول بروجي" واستخدمه لفهم موت الإله وما آلت إليه الحضارة الغربية من اضمحلال للقيم. فالعدمية عند نيتشه ليست هي اللاوجود بل هي عدم المعنى. وللتفصيل أكثر فإن للعدمية عند نيتشه وجهان: الأول؛ إنها سمة للتاريخ الغربي. والثاني؛ إنها فقدان القيم قيمتها. وبالتالي ينبغي التمييز بين العدمية بما هي فراغ الحياة وخوائها، وبين العدمية بما هي فقدان القيم قيمتها. وهذا التمييز نجده عند جيل دولوز في كتابه "نيتشه والفلسفة" فالمعنى الأول يحيل على انعدام الحياة الذي لا يمكن أن يحدث إلا بالوهم، لأن الوهم وحده الذي يفرغ الأشياء من معانيها. هذا الفهم للعدمية هو ما ميز التاريخ الغربي. ونموذج ذلك فلسفة أفلاطون والديانة المسيحية الحاقدة على العالم الحسي، وهي إعدامٌ للمتغير والمتحول واحتفاء بالثابت والعقلي وكل ما هو متعالٍ. لكن هذا المتعالي سقط بموت الإله، ففقدت القيم معناها وقيمتها. أما المعنى الثاني، وهو الأخطر، إن العدمية باتت حطا من قيمة القيم العليا ذاتها، حيث أصبح الإنسان وحيدا في الحياة دون هدف ولا غاية بل ملازما فقط للعدم. لكن رغم موت الإله فالإنسانية لم تستطع النجاة من براثين العدمية التي أضحت ملازمة للتاريخ الغربي، بل أصبحت إيديولوجيا ملازمة للحداثة. لنقل، إن "موت الإله" جعل الإنسان الغربي الحديث تائها داخل أزمة أصابت الحضارة في كل تجلياتها من فلسفة وفن وسياسة ... بل أصبح أساس الثقافة أن "لا شيء حقيقي وكل شيء جائز". إذن العدمية تعني أن " القيم الرفيعة قد فقدت قيمتها، وهي غياب القيم أو أن القيم القديمة التي تأسست على مشروعية متعالية قد فقدت أسسها" الأمر الذي دفع نيتشه إلى تحذير البشرية من هذه الكارثة التي تلغي كل ما هو إنساني في الإنسان. ما يمكن قوله إذن، إن العدمية في معناها العميق لدى نيتشه هي الخواء والعبث وغياب المعنى وفقدان القيم... وعموما العدمية تجربة موت في عالم عبثي يكابد فيه الإنسان تبعات قتله للإله. ب- تجليات العدمية الحديثة. تتجلى العدمية في غياب الغايات، وغياب الهدف من الحياة، أي أن الحياة أصبحت بلا معنى. ولقد قسم نيتشه العدمية إلى ثلاثة أصناف هي: العدمية التشاؤمية، العدمية البوذية، ثم العدمية التفاؤلية. العدمية التشاؤمية: هي مطلع العدمية، ويرى نيتشه أن شوبنهاور ممثلها الفعلي من خلال طرحه سؤال: هل للوجود معنى؟ ومعنى واحد فقط؟ وهو سؤال تولد عن كارثة موت الإله. أما الجواب الشوبنهاوري فكان بلا جدوى العالم الحديث ونفي قيمة الحياة وعدم الإقبال عليها لأنها تتأسس على الأوهام والشقاء. وبالتالي يجب الإنصراف عنها لأنها الألم الذي يكابده الإنسان لتحقيق الرغبات المتولدة عنها. وفي نظر نيتشه، هذا الموقف دليل وهن الإرادة وانحطاطها. إن العدمية التشاؤمية بما هي تفضيل للعدم على الحياة وتشاؤم انتهى إليه انهيار القيم، أضحت سمة مميزة للحداثة ومطلع العدمية التي تقوم على النفي. العدمية البوذية: استخدم نيتشه كلمة "بوذية" بمعنى مجازي لأنها تشترك مع العدمية في معنى الصمت والخنوع والعجز... وهي عدم مقاومة عدم المعنى والخنوع لليأس، وغياب الإرادة، أي إرادة قول "نعم" أو قول "لا" كما عبر عنها نيتشه. ويتجلى غياب الإرادة في الحياد أو التأليف بين الرأيين. ومنه، فالعدمية البوذية هي موت اإرادة وعدم محاولة خلق قيم جديدة. وبعبارة أخرى، إنها مرض أصاب الإنسانية وحولها إلى حالة من االعطالة التي تجعل الإنسان بلا هدف ولا غاية. وبكلمة أخرى بلا معنى أو معنى عدم المعنى. العدمية التفاؤلية: قامت هذه النزعة بخلق قيم جديدة بعد أن مات الإله إلا أنها قيم الظِلال التي تغنت بها الحداثة. ومثال ذلك - حسب نيتشه- فكرة الواجب عند إيمانويل كانط، والديمقراطية والسعادة ... كلها ليست سوى ظِلال لملء فراغ موت الإله. لذا قال نيتشه على لسان زرادشت "وأسفاه لقد ألقيت شباكي في بحارهم أَمِلاً اصطياد خير الأسماك ولكنني لما سحبت هذه الشباك مرة إلا وقد علق فيها رأس إله قديم، وهكذا كان البحر يجود بحجر على الجائع". الحداثة إذن لم تقطع مع الماضي، ولم تكتفي بقتل الإله، بل عوضته بآلهة أخرى، وأخرجت الإله من فردوسيته وقوضت مكانته وكرست التبعية التي لم تنته بموت الإله بل استمرت وأخذت أشكال متنوعة، مثل، التبعية لصنم الدولة، وصنم المعرفة، وصنم الديموقراطية، وصنم التقدم... ومن ثمة ميلاد آلهة أخرى مكان الإله القديم. وخلاصة القول، إن للعدمية عند نيتشه أربعة معانٍ: - العدمية النافية: يمثلها أفلاطون، وتعني الحط من قيمة العالم المادي باسم عالم المثل. - العدمية السلبية: التي تعني إنكار العالمين معا، العالم المادي والعالم المثالي. أي إنكار قيمة الحياة وفقدان القيم قيمتها، وتمثل النزعة البوذية. - العدمية الناقصة: استبدال القيم الإلهية بأخرى إنسانية، لكن دون تغيير تلك القيم. وتمثل النزعة التفاؤلية. - العدمية المكتملة: استبدال القيم القديمة بأخرى حديثة. وبالتالي استمرار ظِلال الإله. تمثل زرادشت. نستنتج أن موت الإله هو الحدث المميز لعصر الحداثة. وهو موت العوالم الماورائية والميتافيزيقا والأخلاق وموت القيم والسقوط في العدمية التي تلغي الحياة المادية وتؤله العالم ما فوق حسي، وتعتبر الفكر والعقل هما الحياة الحقيقية في مقابل إقبار الحياة واعتبارها خطيئة ومصدر كل الشرور. وعلى هذا الأساس قامت حرب نيتشه على الدوغمائية، ودشن انطلاقة جديدة تعطي للكائن والزمن معناهما الواقعيين ويعبران عن إرادة القوة والإنسان الأعلى، فوضع حدا للمشروع الديكارتي للتحكم في الطبيعة وامتلاكها كما وضع حدا للتطلع الأنواري الذي كان يبحث عن السيطرة من أجل السيطرة، وليس من أجل تحرير الإنسان كما يدعي. وهذا ما شكل انحطاط الحداثة بما هي إعدام لإنسانية الإنسان. من هنا فحدة صرخة نيتشه في وجه العدمية جعلت منه فيلسوفا راهنيا يمثل لحظة متميزة داخل عصور الميتافيزيقا.
#جميلة_الزيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اغتراب
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|