|
تجليات الجنون(رواية)-12-
ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 09:43
المحور:
الادب والفن
-12-
عودُ ثقابٍ واحد قد يحرق غابة، أمّا قلبي فقد كانَ يكفيهِ مَوْقِفًا واحِدًا لتحترقٙ كلُّ غاباتِهِ وتتناسلٙ كلُّ لعناتِه ... .. . كما تعبرُ الغيومُ.. تبعثرُها الرِّيحُ فتتلاشى..عَبَرَ نور حياتي واختفى . ظلّ وعيدُه يتردّدُ في أذنيَّ: ="إذا ضعفتِ سألتهمُكِ" أهذا هو الحُبّ يا نور؟ أن تترصَّدَ لحظةَ ضعفي لتلتهمني بدل أن تُقويني وترفعني فوق ضعفاتي! أعترف أنّني أحببتُكُ فأنت رَجُلٌ مختلفٌ عن الآخرين. رجلٌ غامضٌ. أفكارُك غير.. مشاعرُك غير..مُفرداتُكَ غير. لكن...! هل أعشقُ من ينتظر أن تَزِلَّ قَدَمِي لكي يكسرَها ويرميها لطيور السّماء. أأنتَ لعنتي يا نور؟ أأنت نور عينيّ أم أنتَ مَن سيُخمد نورهما! آآآآآآه من العذاب! آآآآآآآآآآآه مِن قلبي الذي عشقك غصبا عن عقلي! كم أتمنى أن أنتزعَك من أفكاري.. أنساكَ لأرتاح. لكن.. ها أنتَ تعَشِّشٌ في رأسي كما تشتهي!. أقاومُ التفكيرَ فيك.. أريدُ أن أنتزعَكَ من رُوحي.. من عاطفتي. آآآآآآآآآآآه كيفَ صِرتُ أكْرَه ضعفي الأنثويّ! . . ="إذا ضعفتِ سألتهمُكِ" . . قررتُ ألاّ أضعف. قررتُ أن أعودَ إليَّ. أنتَ قلتَ: أنا لي. قررتُ أن لا شيء أحنُّ عليَّ مِن لُغتي. هيَ ستعيدني إليّ. بدأت أكتب كما المدمنة. ... .. .
نِفْسِي أصْحٙى ألقٙى نٙفْسٖي في واقع تاني، مش بعاني. . . نفسي حياتي ما تطرٙحْشِ غير ورود وأغاني. . . نفسي أعيش جوّة الأمل مش برّة منُّه. . . نفسي ريتاي محدش غيرِك يكلمني عنّه. . . نفسي تِوْعِديني للأبد تحبّيني ما توَدَّعْنيش.
نفسي يعشش جُوّة قلبي حُلم كبير لِيه أعيش ما يخذلنيش. . . نفسي حلمي يكون حقيقي للأبد ما ينتهيش. . . نفسي أكتب. نفسي أفرح. نفسي فرح الكتابة يكون غير عادي للأبد ما يتنسيش. ... .. .
أحْلُم: أن أمسَحَ مِن عُيونِ الحَزَانَى الدَّمْعَ.. أن أجْعَـلَ الوُدَعَاءَ يتفاءَلونَ بِ غَدٍّ أفْضَل. أن أجعلَ امرأةً مقهورةً تحلُمْ. سُنُونُوَّةً منتوفةَ الجَنَاحَيْنِ.. كباقي العَصَافيرِ الحُرَّة تطيرُ..وتطيـــــرْ.. بحرًا هادئًـــا يثورُ...ويثُـــــور. فارسًا من عَصْرِ النُّبلاءِ يأتي ليعشقني.. كلمَةً بالأصْفَادِ والحِقْدِ مُحَاصَرَة.. تُقال.. دمعةَ عَاشِقٍ تنهمرُ.. حلمًا موؤدًا ينهضُ من قبرهِ ليتحَقَّقَ.. نايًأ مَثقوبًا يعودُ عُودٙ قَصَبٍ يتمايلُ في الرِّيح.. فراشةً مَلَكِيَّةً من سُباتِها تَصْحُو لتنطلقَ تُحَقِّقَ حُلمِ البساتين.. أنتَ مِنْ غيبوبةِ الغِيابِ تَعُودُ وإلى صدري تُعيدُ مهرجانَاتِ العِيدِ. ... .. . إختفى نور من كلّ الأماكن. إختفى كأنه يرقة ماتت قبل أن تتحوَّلَ إلى فَرَاشَة وإلى البساتينِ تنطلق. عَذّبني غيابُهُ! لكنني .. قررتُ أن أتماسكَ. كالسوسنة بين الشّوك أنا. سأحاول أن أمحوه من الذّاكرة. لن أطأطىء رأسي كما زهرة عبّاد الشّمس مع غياب شمسي! . . I will survive. I can. I shall. I will. . . قررتُ أن أنتزع نور من بؤرة حياتي . لا رجل يستحق أن يكون هو محور حياة امرأة. لا رَجُل..! حتمًا ستعودُ يا نور. مهما تمهَّل الزَّمنُ ستعودُ. لكنك..حينَ تعودُ.. لن تجدني..! أنا التي عثرتُ عليكَ. من قمقم خيالي أطلقتُك. أنا الآنَ.. أكسرُ ذاكَ القمقم. ألم تخبرني أنتَ أنّ القوانين وُضِعَتْ لنكسرها؟ ها أنا.. أُبعثرُ في الفضاءِ الرحبِ أوراقَ ذاكرتي فتتطايرُ كما النّمل. ها أنا.. أستنشقُ هواء نقيا من ذكراك. ها أنا أُشفَى مِنْك! . . غدًا الجمعة.. والغدُ دومًا أفضل. ... .. . عادتْ جمعةُ الغضب. عادت تجلياتُ الجُنونِ هنا على الأرض. عاد الاختلالُ يسيطرُ على كلِّ المَواقف. الإحتلالُ هو سببُ كُلِّ إختلال. بدأتُ أتابعُ النَّشرة الإخباريّة على التلفاز. أقرأ عناوين الأخبار بقلب مُتعَب: - قواتُ الإحتلال تُغلق الشّوارع المُؤديّة إلى القُدس وتنصب الحواجز في محيط الأقصى وتمنع الحافلات القادمة من الداخل من عبور الحواجز العسكريّة. - الحِرَاك الشّعبي يدعو إلى إبقاء حالة الإستنفار والتّأهُبّ وشدِّ الرِّحال إلى المسجد الأقصى. - مواجهات بين شبان وجنود الاحتلال في حيّ وادي الجوز في القدس المحتلّة بعد منعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى. - سلطات الإحتلال تنصب 4 كرافانات جديدة قرب مستوطنة " حليمش" شمال غرب رام الله. - 128 مصاب بينهم صحافيون ومُسْعِفين جرّاء قمع قوّات الإحتلال المُصَلّين في الأقصى وحوله ليلة الخميس. - دعوات شعبيّة للخروج في مظاهرات مُساندة للأقصى. - المئات يُؤَدون صلاة الجمعة على الإسفلت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم نُصرَةً للمسجد الأقصى المُبَارَك. - الفلسطينيون يُؤدون صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى المبارك رغم إجراءات الإحتلال ومنع مَن هُم دون ال 50 عامًا مِن دخول البلدة القديمة والأقصى. - قوّات الإحتلال تقمع المُصلين عند الحواجز العسكريّة في الضِّفَّة الغربيّة. - قوّات الإحتلال تعترض موكب جثمان الشهيد .. وتمنع مروره من حاجز جبع في رام الله بإتجاه مسقط رأسه. - إخطار والدة الشهيد بهدم المنزل خلال أيام ودفع غرامة ماليّة مقدارها 10 آلاف شاقل.
- الشيخ عكرمة صبري: الزَّخم الشّعبي في المسجد الأقصى يجب أن يستمر لأننا نُعاني مِن تراكمات منذ سنة 2003 حيث سيطرت اسرائيل على باب المغاربة وبدأت تسمح للمستوطنين الدخول عبرَهُ وحوّلت حائط البُرَاق إلى حائط المَبْكَى. - نادي الأسير: قوّات الإحتلال اعتقلت الليلة الماضية, الخميس, 120 مواطنا مقدسيا تعرّض غالبيتهم للضَّرب المبرح. - قوّات الإحتلال ترفع حالة التَّأهُب عند نقاط الإحتكاك في الضّفة الغربيّة. -اعتقال 7 شبان في الضّفّة الغربيّة. - قوّات الإحتلال تعتدي على المواطنين عقب انتهاء صلاة الجمعة عند المدخل الشّمالي لبيت لحم. - قوّات الإحتلال قامت باطلاق قنابل الصّوت والرّصاص المطاطي على المواطنين في منطقة وادي الجوز. - المواجهات في وادي الجوز تتزامن مع مواجهات في الضفة الغربيّة وبيت لحم. - فِرَق الخيّالة تتقدَّم لقمع المُصَلّين المَقدسيين. - قوّات الإحتلال تستهدف المُرابطين بالأعيرة المطّاطيّة عند حاجز قلنديا. ... .. . أحسستُ بضيقٍ في صدري. هرعتُ إلى الكتاب المقدّس أقرأ فيه لأتعزّى: اقتربَ جليات.. رجل الحَربِ.. من داود وحامل التّرس أمامه. ولمّا رأى داود استحقرَهُ لأنّهُ كان غُلامًا فقال لداود : = ألعلي أنا كلب حتّى تأتي إليّ بعصيّ. تعال إليَّ فأُعْطِي لحمَكَ لطيورِ السّماءِ ووحوشِ البريّة. فقال داود : أنتَ تأتي إليَّ بسيفٍ وبرُمْحٍ وتُرسٍ وأنا آتي إليكَ باسمِ ربِّ الجُنود. هذا اليوم يحبسُكَ الرَّبُ في يدي.... فأقتلك وأقطع رأسك وتعلم هذه الجماعة كلّها أنّه ليس بسيفٍ ولا برُمحٍ يُخلِّصُ الرَّبُّ . لأنّ الحربَ للرَّبِّ وهو يدفعكم ليدنا. ومدَّ داود يدهُ إلى الكِنْفِ وأخذَ منه حجرًا ورماهُ بالمقلاع فانغرزَ الحجرُ في جبهتِهِ وسقط على وجهه إلى الأرض. تمكّنَ منه بالمقلاع والحجر. ضربه وقتله. ولم يكُن بيدِهِ سيف. فركضَ داود ووقفَ على جليات وأخذَ سيفه واخترطه من غمدهِ وقطعَ بهِ رأسه. ... .. . تملّكتني موجةٌ من الفرح. أخذتُ أرتّلُ كلمات داود ترتيلا: "هذا اليوم يحبسُكَ الرَّبُ في يدي فأقتلك وأقطع رأسك ....لأنّ الحربَ للرَّبِّ وهو يدفعكم ليدنا". ... .. . أشعلتُ التلفاز. كانت المذيعة تتحدثُ عن النَّصر..عن تقهقرِ العَدوّ. عن فتحِ أبواب الأقصى دون شرط أو قيد. المقدسيون يرفعون علم فلسطين فوق الأقصى المبارك. الفرح سيّد الموقف. تهلّل قلبي وانتشَى. - يا الله.. كم أنتَ كريم! " وما رميتَ إذ رميتَ ولكنَّ اللهَ رَمَى.... إنَّ اللهَ سميعٌ عليم". لقد أعادَ لنا المقدسيون كرامتنا السّليبة. المجدُ لكم يا أبطال فلسطين! الخزي والعار للأمّة التي ما زالت في سباتها تنعمُ. قالَت المذيعة: -ا لمعركة.. ما زالت مستمرّة حتّى إنهاء الإحتلال.
28.07.2017 الجمعة
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجليات الجنون(رواية) -9-10-11
-
تجليات الجنون(رواية) -8-
-
تجليات الجنون(رواية) -5-6-7
-
تجليات الجنون(رواية) -4-
-
تجليات الجنون(رواية) -3-
-
تجليات الجنون(رواية)-2-
-
تجلياتُ الجُنون -1-
-
القصيدة المتوحشة - من الفصل 26-29 من الرواية(انتهت)
-
القصيدة المتوحشة - الفصل ال 25 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 23 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 24 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 22 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 21 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل ال 20 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل ال19 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 18 من الرواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 17 من الرواية
-
ليلة الرّعب
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 16 من رواية
-
القصيدة المتوحشة - الفصل 15 من رواية
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|