أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - Le linceul














المزيد.....

Le linceul


المصطفى العربي

الحوار المتمدن-العدد: 5595 - 2017 / 7 / 29 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


المهم أن نفكر فنتكلم و نحن نعرف حقا أننا وسط الأخطار و الظلم و سبب كل شيء من هذه الأمور هو الجهل البشري المطلق و الأنانية و الجشع و عبادة الصنم الجبار الذي هو النقود و القيام بكل شيء و لو بحرق العالم كله من أجل الركوع و تقديس الصنم أو هبل المسمى النقود . اليوم تهت في عالم آخر حيث ذهبت هكذا دون أن أعي إلى مقبرة نائية و بعيدة عن المدينة . دخلتها و غبت بدأت أتآمل فصدمت حتى في المقبرة نفسها أن التفاوت الطبقي و اللامساوة بين البشر يوجد في المقبرة وامصبيتاه ! قبور الآغنياء مزخرفة و نقية و مكتوب على أحجارها بخطوط جميلة زخرفها الخطاطون أو السفهاء و ما مكتوب عليها غريب حيث تاريخ الوفاة و تبجيل الميت بألفاظ كالسيد فقلت لنفسي هذا سيد على من و أنا لا أرى إلى الحجر ؟ إنهم يحبون الخلود و الدوام حتى في مجال لا خلود و لادوام فيه . أحسست و كأن قبور الأغنياء إنتقلت من منازلهم فظهرت في المقبرة إنهم متشبثون إلى درجة الجنون بالخلود و لكن هايهات ! أعشاب تنبت هنالك فوق قبور لا أثر لها بل فقط بقي منها شبه وهم و كثرت فوقها الأعشاب و الحشرات و هي بعيدة عن قبور الأغنياء لأنهم المنسيون في مقبرة منسية .
الكفن نعم الكفن ، وجميلة الكلمة بالفرنسية le linceul . سافرت بي خواطري و أنا في المقبرة إرتحت كثيرا للقبور المنسية البعيد عن زخرفة قبور الأغنياء و غبث في ذاتي و قلت : يا ليثني مت بدون عذاب و البقاء بين أيدي البشر يعذبونني و غبت في التراب و تنبت فوقي الأعشاب البرية و يمحى أثري لأرتاح .لهم وحهم الخلود و الزخرفة و التجبر و ممارسة الأوهام حتى في المقبرة ،إنه اللامعقول المطلق . يريد هؤلاء الأغنياء الجهلة فقط تغيير السكن من الفيلات و المنازل الفخمة فيكون نفس الديكور في المقبرة ليتحولوا إلى أوثان يعبدها الجهلة أمثالهم و لكن إذا إستمر هذا الجنون فقط تتحول الأرض كلها إلى مقابر الأغنياء و أين يحرث الفلاحون و ماذا تأكل الإنسانية ؟ إن الجهلة و الأغنياء يعارضون كل القوانين الطبيعية و الربانية في اليقضة و في الأوهام .
فكرتني المقبرة في الحظة التي أفقد فيها السيطرة على ملكية نفسي و على ما أتشبث به كالقميص أو السروال فأصبح غير الذي أنا فأصير مملوكا للغير للفناء فيتطاير الكفن و يصبح غبارا فأتطاير إلى هنالك . إننا مجرد قبور لكن يتوهم الجهلة أن حتى في القبور توجد الفوارق الطبقية سحقا لهم و لما يتوهمون . تآملات و لو مرة واحدة في الأسبوع وحيدا أمام قبر منسي لا أثر له هي الطريقة التي تؤدي إلى الحقيقة الخالدة التي ينساها عبيد الصنم النقدي . هل فكرت في الكفن ؟ هل تآملته أم أنك كعادتك تهرب دائما و تنسحب مذلولا مدحورا من مواجهة الحقيقة ؟



#المصطفى_العربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الإنسان
- Jupiter
- الجوع
- وا خنساه !
- lalchimiste
- التراث و أنا
- أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات
- الحرارة
- الدجال و شهداء كميرة
- بين شكري و الزفزافي


المزيد.....




- الفنانة ثراء ديوب تتحدث عن تجربتها في -زهرة عمري-
- إلتون جون يعترف بفشل مسرحيته الموسيقية -Tammy Faye- في برودو ...
- معجم الدوحة التاريخي ثروة لغوية وفكرية وريادة على مستوى العر ...
- بين موهبة الرسامين و-نهب الكتب-.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي ج ...
- بعد انتهاء تصوير -7Dogs-.. تركي آل الشيخ يعلن عن أفلام سعودي ...
- برائعة شعرية.. محمد بن راشد يهنئ أمير قطر بفوز «هوت شو» بكأس ...
- -خدِت الموهبة-.. عمرو دياب يقدم ابنته جانا على المسرح في أبو ...
- وفاة الفنان العراقي حميد صابر
- فنانة سورية تفجع بوفاة ابنها الشاب
- رحيل الفنان أمادو باغايوكو أسطورة الموسيقى المالية


المزيد.....

- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - Le linceul