قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 13:49
المحور:
كتابات ساخرة
يا فرحة ما تمّت..!!
الرضا من الحياة في الحاضر "والمستقبل" ، هو أحد معايير الرفاه النفسي للأفراد .... وعادة ما "تقيسُ" الهيئات المُختصة في الدول (التي تحترم نفسها ومواطنيها)، مدى رضا مواطنيها عن حياتهم ، رفاههم النفسي وسعادتهم وفق معايير محددة .
وقياس مدى رضا الأفراد عن حياتهم، تشمل عدة جوانب منها : الوضع الاقتصادي ، المدخولات ، الوضع الصحي ، العلاقات العائلية ، العلاقات الاجتماعية (مع أصدقاء)، العمل والمسكن ..
وقد قام مكتب الإحصاء المركزي ، بتحليل نتائج بحث حول الرضا عن الحياة في أوساط المواطنين في إسرائيل (جرى هذا البحث في سنوات سابقة )، وقام المحللون "بفرز" الأجوبة بناء على الانتماء القومي ، درجة التدين ، الجيل ، الجنس وبعض معايير أُخرى ..
ما يهمنا في هذا السياق ، هو تحليل النتائج بناء على عدد مرّات الزواج ..!!
ويسود اعتقاد بأن الزواج لمرة ثانية ،وفي حالتنا العربية الإسلامية ، الزواج بامرأة ثانية ، يكون نتيجة خلافات نشبت بين الزوجين ، بحيث أصبحت الحياة المشتركة بينهما لا تُطاق ، لذا ورغم "كراهة" الانفصال بالطلاق او بغيره ، يلجأ الأزواج والزوجات في مثل هذه الحالات الى الإنفصال. عِلما بأن من يدفع الثمن الباهظ للإنفصال ،هم في العادة الأبناء .
و"يعتقد" من يُقدم أو تُقدم على الزواج لمرة ثانية ، بأنه- ها ستحصل على الراحة النفسية بعد أن انفصل-ت عن "الشريك النكد" ، الأول ، وتزوج-ت بآخر ، والذي هو "فارس-ة الاحلام المنتظر-ة.
ليتضح بأن رضا المتزوجين-ات لمرة ثانية عن حياتهم ، أدنى بكثير من رضا المتزوجين لمرة واحدة عن حيواتهم .
وتبرزُ هذه الفروق تحديدا في معايير الرضا عن الحياة في المجالات الاجتماعية ، فهم غير راضين عن علاقاتهم الاجتماعية والاسرية وعن العمل وحتى عن المسكن ..
يبدو بأن "الزوج-ة" الثانية ، تستحوذ على حياة الشريك-ة ، بحيث لا يعود باستطاعته-ها أن يقيم علاقات اسرية (مع الأبناء وافراد الاسرة الآخرين )، ولا مع الأصدقاء (سابقين ولاحقين ).
ولكل أولئك الذين يُفكرون بالبحث عن السعادة ، بواسطة الزواج مرة ثانية ، يقول البحث : توقف-ي وفكر-ي.. فالواقع يختلف كثيرا عن "أوهام السعادة" مع شريك-ة أُخرى !!
ويا فرحة ما تمت !!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟