تجليات الجنون(رواية) -9-10-11

ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 5593 - 2017 / 7 / 27 - 21:23
المحور: الادب والفن
    

-9-
إنْتَ خلّتني أعيش الحُبّ ويّاك ألفِ حُبّ.
كُلِّ نظرَة إليك..بحبَّكْ.. بحِبَّكْ..مِن جِديد وهَفْضَل أحبَّك.
أنا حبيت في عينيك الدّنيا ..كلّ الدنيا.
حتّى عَوازلي أو حُسَّادي.
كلّ النّاس حلوين.. في عِنيا حلوين..طول ما عِنَيّا .. شايفة الدُّنيا.. وانتَ قُصادي.
وأنام وأصحى على شفايفك بتقولي: عيش.
أسمعها غِنْوَة. بتقول لحُبِّي ما ينتهيش.
خليني جمبك.. خليني.
في حُضْنِ قلبَك. خليني.
وسيبني.. أحلم. سيبني.
يا ريت زماني .. ما يْصَحِنيش..ما يصحنيش.. ما يصحنيش.. يا ريت.. يا ريت.. ما يصحنيش!
...
..
.
صباح اليوم الثاني.. كتبتُ له:
صباح الخير.. صباح الشّعر.. صباحُ ريتا.
وأرسلت له بطاقة مكتوب عليها:

"قالَ ابليس: وعزَّتك وجلالك لأغوينهم ما دامتْ أرواحهم في أجسادهم.
قالَ الله: وعِزَّتي وجلالي..لأغفِرَنَّ لهم ما داموا يستغفرونني."

هل رأيتَ جمالا ك جمالِ قلبِ الله؟
= صباح الخير يا جميلة.
- صباح الخير صديقي. كيف أصبحت؟
= اصبحتُ بخير.
- بدي أطلع أمشي.. وأجلس في كافيتيريا أشرب عصيرا. تيجي تمشي معي؟
= لن أضيّع الفرصة لكن مكتبي اليوم حافل بالمواعيد حتّى الخامسة.
-ولا يهمّك. كأنّك معي.
(((صمت)))
- نور.
نور.
نور.
عندما تغيب .. تغيبُ كُلِّ الأشياء الجميلة بغيابِكَ...وأبقى وحيدة.
وحيدَة.. ك عَجْزِ بيتٍ في قصيدة.. ك شَمعَة في مَهَبِّ ريحٍ عنيدَة.
= لن أغيب أبدًا عنكِ.
- وعود البشر غير صادقة.
= قد أختفي وأعود بسبب انشغالاتي اليوميّة.
- يقول العاشق لحبيبته: سأحبُّكِ إلى الأبد.. وبعد أيام يرحل.
= لكنّ وعدي صادق. الموت فقط قادر على كسره.
-الله ما أجمل قلبك. نقي ك قلب الله.
= للعلم أنا أعشق حيفا.
- حيفا متجددّة..مغرية.. أبدا لا تصيبك بالملل. لو كنتَ أنتَ مدينة فأي المُدُن تكون؟ أنا حيفا..وأنت؟
= اسطنبول.. وأكثر ما يُشبهها من المدن هي حيفا.
-كنتُ في اسطنبول وحبيتها جدا.
= هل نذهب معا؟
- لنحلم أننا سنذهب معا. لا بُدّ أن يستجيب القدر.
= أحبّ مستوى العِلم في تركيا. لا يوجد دورات تعليميّة لسنة وسنتان وعمل. لا بُدّ مِن الجامعة.
- جميل. هكذا ترتقي الشعوب.
= ريتا الجمال.
- سأغادر الآن.
= ريتا.. لو كنت أعرف أنَّ وقتك متاح لي لتركتُ العَالَم وأتيتك. لكنّني على موعد مع الكثير من الناس اليوم.

-10-
يا حبيبي..
الليل وسَمَاه ونجومه وقمره..
قمرُه وسهرُه.. وانتَ وانا..
يا حياتي أنا.
كلّنا.. كلّنا في الحُبّ سَوَى.
والهوَى .. آه منه الهوى.
سهران الهَوَى .. يسقينا الهنا.
يا حبيبي.. يلا نعيش في عيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنة مش قبلِ سنة. في ليلة حُبّ حلوة ..
بألفِ ليلة وليلة.. بكلّ العُمر. هو العمر ايه.. غير ليلة.. زيّ الليلة!


...
..
.
(((في الصّباح)))
= الحقيقة أنّني لا أعرف كيف ومتى أضفتُكِ ولأيّ سبب. لكنّني سعيد.
- أنا التي أطلقتكَ من قُمقم خيالي لأكتبك. أنا التي من رَحَمِي أنجبتك لتكونني وأكونك.. إلى حين.
= حلو يا ريتا. انتِ حلوة. وحبّك حلو.
- يلا رُوح ع شغلك ما بدي أزعجك.

...
..
.
(((في المساء)))
= نبضُ قلبي ريتا.
- كيفك؟
= اشتقت لكِ ريتا.
- طول ما إنتَ غايب مليش حبايب.
= لم يكن غيابي متعمَّدًا.
- لا أعاتبك. فقط أخبرك أنني افتقدتك.
= وأنا ريتا. حتّى الآن كان يوما صعبا ولم ينتهِ بَعْد.
- كمِّل شُغلك. ما بدي أزعجك.
= لستِ بمزعجة يا ريتا.
أنتِ حُبّ كبير.
...
..
.
يا حبيبي ايه أجمل م الليل واتنين زَيّنا عاشقين!
تايهين ما احناش حاسيين.. العُمر ثواني ولاّ سنين.. يا حبيبي.
حاسيين إنّنا بنحبّ.. وبسّ.
عايشين لليل والحُبّ وبَسّ.
يا حبيبي.. الحُبّ حياتنا وبيتنا وقوتنا.
النّاس ليهم دُنيتهم واحنا لينا دنيتنا.
وإن قالوا عن عُشّاق بيدوبوا في نار أشواقهم.. أهي ناره تجننا.
والحُبّ عمره ما جرح.
ولا عمر بستانه طَرَح غير الهنا وغير الفَرَح.
يا حبيبي..
يلّلا نعيش في عُيون الليل ونقول للشّمس:
تعالي.. تعالي..
بعدِ سنة ..
مش قبل سنة..
في ليلة حُبِّ حلوة..
بألفِ ليلة وليلة بكلِّ العُمر..
هو العمر ايه غير ليلة..
زيّ الليلة..!
...
..
.
= ابني في زيارة لمكتبي.. يستخدم هاتفي. حَوَّلْتِك على الحاسوب.
- بخاف ابنك يشوف صورتي يعشقني.
= الكُلّ يعشقك.
- يمكن رومانسي مثل أبوه!
= هو أقوى منّي.
- هل الحُبّ ضعف؟
= الحُبّ قُوَّة لمَن يثق بنفسه.
- لو اي رَجُل مكانك..
= ماذا؟
- كان سيضعُ في حساباته... (جسدي).
هذا ما يُنَفِّرني من الرّجال بشكل عام لأن أغلبهم هكذا.
لا يخرج تفكيرهم من إطار الجسد.
كأننا أدوات في أيديهم!
لكن أنت..
أنتَ بحثتَ عن ريتا الإنسانة.
أنت تهتم بأبسط تفاصيل حياتي.
= أنا أحبّ الذكاء والعِلِم.
أنتِ جميلة ريتا.
أحببت ُعقلك وعواطفك.
- لو أي أنثى أخرى غيري أضافتك ودللتك.. وقد تكون ملكة جمال.. هل ستكونُ النتيجة هي هي؟
= طبعا لاااا يا ريتا.
عندي الكثير من الصديقات.
ولكن لا يعجبني إلاّ ما ندر.
- ما الذي أعجبك ب ريتا؟
= ثقافتك.
وأظن أننا على شَبَه.
يمكننا الحديث معًا لسنوات دونما ملل.







-11-
يللي مَلِيت بالحُبِّ حياتي..
أهدي حياتي إليك.
رُوحي.. قلبي.. عقلي.. حُبّي..
كُلِّي ملك ايديك.
...
..
.
مرّت ساعات النّهار وأوشكتُ أغلق الحاسوب وأمضي لأنام ونور ما زال غائب. أرسلت له على الماسينجر:
- ما بتسأل عنّي!
= ريتا الجمال.
- لماذا هذا الصّمت المُفاجِئ؟
= أستمع لقصة تابوت العهد من الباحث بسام جرار.
- لماذا هذي المسافات التي امتدّت كالصحاري بيننا!!
= حبيبتي. أعذريني.
- صعبٌ غيابُكَ.
سأقبّلُ يديكِ النّاعمتين وأستسمحُ خاطرك.
- أوجعني غيابُكَ.
= أنتِ أخبرتني أنّكِ ستنشغلي الليلة مع بعض الضيوف.
- نعم. لكنهم.. مضوا باكرًا.
= قلتِ إنّك فشغولة فأشغلتُ رأسي بالعلم كي أثري نفسي في غيابك.
- لكنني لم أتأخر.
= أحبّك ريتا وأحبّ رائحة حضورك.
- أنت غبتَ عنّي متعمدًا الغياب هذه الليلة!
= ريتا كثير كثير بحُبِّك.
وعن جدّ أنا بحُبِّــــــــــــــــــــــــــــــــــــك.
أنا خوّيف وضعيف أمامك.
إنتِ جبروت.
مُهيمِنَة.
قاتلة الرِّجال.
- لااااا. ..!
لا تقتلني بهذا الكلام التافه!
= أنا أقوى مَنْ عَرَفتيهُم في حياتِك.
- ما عرفتْ أحَد.
ما بسمح لحد أن يقترب منّي.
الماسينجر مغلق بيني وبينهم جميعا.
إسأل وتأكّد.
بينما أنت..
أنا التي اخترتك.
= قلتُ لكِ إنَّ الغيرة تتمَلَّك مَنْ لا يَثِق بنفسِهِ. وأنا مغرور.
- أنت تثق بنفسك؟
= أنا أثق جدا بنفسي. ولا أغار لأنني أعرف أنّ قلبي أكبر قلوب الرِجَال. إنتِ حبيبتي..
وأُحِبّ بسمة وجهك وسعادتك. أنا لم أتَعَمَّد إهمال عواطفك الغزيرَة. إ
نّما أردتُ لكِ أن تسعدي بلقاءِ أحبابِك. وسعادتك هي غذاء روحي أنا.
= فيصل .. قرأت الرواية. حسيت إنّه يخرج من الرواية ليقتلني.
غَيُّور.
يُشبه جالوت في الكتاب المُقدَّس.
- فيصل انتهى. مات. إنساه. حتّى جالوت المارد قتله الطفل داود.. راعي الغنم.. بحجر .. بقوّة الله.
= أنا مَرَض يا ريتا. مَرَض سينتشر في جسدك. ستدمني اسمي وصوتي ورائحتي.
ستنامي تُهلوسين باسمي فيوقظك من نومك. من هو الذي سرقَ عقلك! أبو الشّباب. أبو جنوة.
- ألمهم ألاّ تخذلني.
= أنا نور حامد. كلمتي ميثاق العهد. هل تعرفي أنّني وحيد؟ وأبكي بسبب اشتياقي لأطفالي؟
وأنّ الكثيرين يُحاولون السَّهَرَ معي وأنا مُنطوي على نَفسِي في غُرفة مُعتمة. أبتعد عمّن يستفيدُ مِن طاقتي الذّكية ويعيشُ غنيا بقيّة حياتِهِ.
ريتا..
اسمك حلو بجنون.
اسمك نغم.
لن أتركك.
قلتُ لكِ ذلك.
سنكون أصدقاء للأبد.
لكن أنا مَرَض يا ريتا.!
إذا أحببتني سيصيبُكِ الجنون.. فأنا أَعبُد حبيبتي. قدماكِ ستكونانِ إلها لي.
ريتا.
احكِ يا قلبي.
ريتا.. أنا مَرَض.
والله سيُصيبُ قلبكِ.
حياتي مُريحة: غسالة تغسل. جلاية تجاي. نشافة تُنشِف. لا حاجة لجمايل النّساء.
أنا أيضا بارع في الطبيخ. سمك. مقلوبة. منسف. ورق دوالي. النّساء تُحِبّ أكلِ الرجَال.
أحبّ الأناقة. بيت زوجتي جديد وغير أنيق. الأكياس على رفوف الثلاجة كسوق الجُمعة.
أنا أحبّ ان أعيش وحدي.
زوجتي امرأة ماديّة. أنانيّة. طمّاعة. حشرَة. أكاد أتقيأ لمُجرد سماع اسمها. كان لي صديق يهودي. قال لي: يا غبي: عندكوا بنات فقيرات. ببساطة خُذ واحدة وفَرْجيعهَا الدُّنيا ستعبُدُك.
- تعبدك لشخصك لا لمالك.
= ظلّتْ تدور في راسي. بعدما عِشتُ مع أجمل النِّساء فاخترتُ امرأة ليست جميلة لأن لي تجربة مع عارضة أزياء .. ليست ذكيّ’.. تسببت لي بالكثير من المشاكل. ثمّ.. كان لي تجربة مع امرأة ذكيّة تسببت لي بالمشاكل أيضا... الخ.
- علاقتك بهن سطحيّة. لذلك لا تدوم. كالشجرة التي لا تمدّ جذوعها في الأرض لكي تتشبث بها.
= ريتا.. القوانين وُضِعَتْ لنكسرها. من يوم ما حوا أكلت الثمرة.. فلتَتْ الأُمور.
ريتا .. أنتِ لكِ. سعادتُكِ لكِ.
- تعبيرجميل: أنا لي!
= هل تعرفين ما مشكلتي مع زوجتي؟ هي لا تتركني.
((( صمت)))
= أحبُّكِ ريتا.
سأقولها همسًا في أذنك.
ستذوبُ ريتا.
وتصبحُ بخورًا أستنشقُهُ.
ريتا.. بحبّك.
ذُبتي؟
أتنفَسُ رائحتَكِ.
عندما يعشق الرَجُل.. يتملكه الجنون.. فتُصبِح رائحة حبيبته في أنفِهِ! ويُحِسُّ بها.. هنا وهناك. حتّى لو كانت وضيعة.. يجدها شهيّة.. ويأكلها.
ريتااااااا.... بَحِبِّكْ.
كيف ستحتملي رجلا جوعان لعشقك؟
إن اجتمعنا في خلوة.. ستكون كارثة لكِ.
إنتِ خَوِّيفة!
ستنادينني وأنا جمبك.
فالحُلم سيطغى على عقلك.
وأنا جمبك.
- كفى.. نور. أنت تتمادى!
= خوّيفة. تتلعثمينَ ريتا.
-نعم خائفة. لستَ نور الذي أعرفه. أنت الذئب!
= حلو. اعتراف. ههههه. الخوف حَذَرْ.
لا تُحِبِّي مَنْ تَشُكِّي بِهِ.
أنت الآن نسخة مكررة عن باقي الرجال!
= أنا نور! لستُ مِنْ هُنا. أنا ابنُ ذاتي.. وثقافتي.
- أحتاج بعض الوقت لأعرفك أكثر.
= حقِّك. سأنتظر. مع إنّني مُفتَرس.
أنا لا أبحث عن مغامرات عاطفيّة أو جسديّة. أنا ابحث عن انسان يحبّ ريتا الإنسانة.. يتوق ليكون بالقرب منها.. يسمع حكاياها.. يُشاركها فرحها وأحزانها.. ينفض عنها تعبها.. في ضعفها يكون هو مصدر قُوّتها. فهمت؟
= فهمت.
-خايفة تكون نسخة عن باقي الرجال.
أنا يا نور ممكن أعشق رَجُل مشلول.. مكفوف.. أخرس.. فقط لأجل إحساسه ب واهتمامه بأبسط أموري.
= ريتا.
أنا سأُعذّب قلبك.
فأنا إنسان مشغول
ومحبوب.
- أنتَ لعنتي!
وأنا أحرّر نفسي منها الآن.
= أنا عَشِقتُكِ. ولكن.. أخشى عليكِ من عِشقي. إذا كنتِ ضعيفة .. لا أُحبّذُ لكِ الغوصَ في بحرٍ فيه ظُلُمات ورعد وبرق.
-حبّ مبني على أُسُس العذاب والتعذيب أرفضه. لنفتَرق أصدقاء.
= لن تذهبي أبدًا.
الحُبّ يموت.
لكنّ الصداقة لن تنتهي أبدًا.
-انا الملِكَة. إنزل من عَرش الملك! عُد جندي عادي.
= أنتِ المَلِكَة. لن أُؤذي المَلِكة.
-لا أحد يُهدد الملكة.
لا أسمح لك أن تكونَ لعنتي!
= أنا حاملُ العَرْش.
- تهددني أنّك محبوب؟ وأنا أيضا محبوبة! كلّ رجالِ الكون يتمنونني.
= ريتا.
إذا ضعفتِ سألتهمُكِ.
- لن أسمح لك أن تحرق روما.
= أنا نيرون؟
- أنتَ مجنون!
قبلَ أن تمسك بعود الثقابِ سأمضي.
= ريتا.
هل أنتِ بخير؟
- لاااااااااااااااا.
تعبتُ من مَعشَرِ الرجَال!
تَ عِ بْ تُ.
= اهدَأْي.
- كيفَ أهدأ؟
= ل عبثتُ بأحاسيسك؟
- أخبرني.. أأنت نور الذي أعرفه؟
= ريتا. معك حَق.
- كَسَرْتَ حُلُمي!
= أنا أَعْبُدُكِ.
وتَحِتْ أَمْرِكْ.
عاقبيني بشيء تختارينه.
وسأُجبر على التنفيذ.
-أعاقبُكَ بغيابي.
= لا!
مرفوض قرارك.
ريتا.
اهدي.
ريتااااااااا
قلتُ لكِ إنّني شربتُ..وقلتِ لي أنّكِ ستستَوعِبينني.
تقول أنّك محبوب.
تهددني بالأخريات؟
تقول أنّك مشغول.
تهددني بلعنة الغياب؟!!
تحتاجني جسدا لا أكثر!
= لستُ بحاجة لأجساد.
- أنت شهريار. بدك تنتقم من فشلك معهن بي أنا!
= أنتِ الآن تصطادينني بكلمة.
لاااااااااااااااااا.
هل تذهبي؟
- أحتاجُ أن امضي.
أن أرجع إليَّ.
= لا تستعجلي.
العلاقة طريّة.
- باي.
= بتعرفي.. كلمة باي ما بحبّها.
وكلمة: محبوب.. سأشطبها مِن قاموسي.
- بدي امشي لو تسمح.
= حسنا.
ارتاحي.
أثق أنّك ستعودين.
...
..
.
تلك الليلة...
حلمتُ بطائر خُرافيّ.. أجنحتُهُ بيضاء . حجمُهُ بحجم طائرة حَربيّة. خطفني من بين البساتينِ وطارَ بي فوقَ الغيوم.. فرحتُ أنظرُ الأشياءَ تحتي.
كانَ يطيرُ بي بسرعةِ البرقِ.. وأنا متشبثة بجناحيهِ.. أخشى أن يَغْدُرَ بي..
فيقذفني من شاهقِ حلمه إلى الأرض وتكونُ نهايتي!
أخذَ يدندنٌ نغما ما أطربني.
أنصَتُّ..
فإذا بهِ ..
يطيرُ بي بينَ صَفَّيْنِ مِنَ الملائكة الذينَ يحملونَ دُفوفًا وأبواقا وهُم ويهتفون: مباركٌ اسم الله العليّ.
أيقنتُ أنَّهُ عادَ بي إلى الفردوس.
أرتفعت ذبذباتُ صوتِهِ أعلى وأعلى..
ريتااااااا.. بحبِّــــــــــــــــــــــــك.
ريتا بحببببببببك!
ريتا بحبّك.
ثمّ.
أنزلني عن جناحيهِ أمام العَرْشِ.
حدّقتُ في العَرْش.
رأيتُ شمسا قويّة جعلتني أرتجف.
و.. ارتفعَ صوتُ الجالس على العرش:
إذن.. هذي هي حبيبتك يا نور!
هذي هي الإنسيّة التي عشقَتْكَ.. وبعشقها هذا.. حرّرَتْكَ مِنْ اللعنة!
ف.ز عُدْتَ إنسيا.
امضيا بسلام إلى فردوسِ العاطفة.
...
..
.
استيقظتُ مرتعبة.
شعرتُ كأنّ يدًا تضغط على قلبي.. تعتصره. تُوجِعُني.. تُوجِعُني.
جسدي ينتفض كأنّ تسونامي ثارَ داخله.
أرتجف.
أختنق.
أشعلتُ عيدان ميرميّة وبدأتُ أستنشق بخورها.
هرعتُ لكتابي المقدس أقرأ بخشوع
المزمور ال الواحد والتسعون:

1"اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ ٱلْعَلِيِّ، فِي ظِلِّ ٱلْقَدِيرِ يَبِيتُ. 2أَقُولُ لِلرَّبِّ: " مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ " . 3لِأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ ٱلصَّيَّادِ وَمِنَ ٱلْوَبَإِ ٱلْخَطِرِ. 4بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. 5لَا تَخْشَى مِنْ خَوْفِ ٱللَّيْلِ، وَلَا مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي ٱلنَّهَارِ، 6وَلَا مِنْ وَبَإٍ يَسْلُكُ فِي ٱلدُّجَى، وَلَا مِنْ هَلَاكٍ يُفْسِدُ فِي ٱلظَّهِيرَةِ. 7يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لَا يَقْرُبُ. 8إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ ٱلْأَشْرَارِ. 9لِأَنَّكَ قُلْتَ: " أَنْتَ يَارَبُّ مَلْجَإِي " . جَعَلْتَ ٱلْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ، 10لَا يُلَاقِيكَ شَرٌّ، وَلَا تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لِأَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ. 12عَلَى ٱلْأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلَّا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى ٱلْأَسَدِ وَٱلصِّلِّ تَطَأُ. ٱلشِّبْلَ وَٱلثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14" لِأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ ٱسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَعَهُ أَنَا فِي ٱلضِّيقِ، أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ ٱلْأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلَاصِي" " .

أتاني صوتٌ مِنَ الأعالي:
"لن تطالك لعنة ما دمتُ أنا ملجؤكِ.. أنا حِصْنُكِ الحصين".
...
..
.
ركعتُ بخشوع. صليتُ. وخلدتُ لنومٍ هادئ.

#ريتا_عودة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات