|
بخصوص الدعوة الى مسيرة 30 يوليو
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5591 - 2017 / 7 / 25 - 16:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد فشل مسيرة 20 يوليو بفعل التدخل الأمني المكثف ، وبفعل المزايدات التي كانت تتجاوز الطاقات الذاتية ، من خلال رفع شعارات اكبر من حجم أصحابها ، ورغم موجة الاعتقالات المتعددة التي شملت الجميع ، إنْبرتْ مؤخرا دعوات تنادي إلى جعل يوم عيد جلوس الملك على كرسي الحكم ، يوما لمسيرات شعبية ، تؤطرها شعارات ثورية تعكس الحِسّ الظرفي ، كما تعكس الاندفاع الشبابي التواق الى الثورة . عندما بدأ الحراك قويا ، تخلّلتْهُ شعارات قوية ، سواء شعارات حناجر الحركيين ، و كانت ذات دلالات عقائدية ( الإسلام -- الفاشية ) ، او شعارات مُعبّر عنها بالملموس ، تؤسس للتمايز ألاثني من جهة ، وللانفصال من جهة أخرى . ورغم مرور أكثر من تسعة أشهر على الحراك دون أن يحقق مُبْتغاه ، بسبب الانتقال من المطالب الاجتماعية والاقتصادية ، الى تسييس المطالب ، ثم الى رفع شعارات سياسية تشكك في أصل الحكم ، وتشكك في أصل انتماء الريف ، فان دعوات الى مسيرات 30 يوليو ، وبعد فشل مسيرة 20 يوليو ، تعطي الانطباع الكافي ب : 1 ) ان الدعوة لتنظيم مسيرات في 30 يوليو ، هي دعوة للتصادم مباشرة مع النظام ، ومع شخص الملك . وفي عدم معرفة الواقفين وراءها الذين يوجهون دعواتهم من خلال الشبكة العنكبوتية ، نؤكد : ا – ان الحراك أضحى منذ مدة ليست بالقصيرة مخترقا . ب – ان من يقف وراء هذه الدعوات المشبوهة ، هي قوى تؤطرها المخابرات الجزائرية ، وكل أعداء الوحدة الترابية للمغرب ، الذين يراهنون على سقوط المغرب في السكتة الدماغية ، حتى يشرعوا في الفتك به ، بسلاح التقسيم . ج – ان رفع الدعوة الى مسيرة 30 يوليو ، والدعوة إلى حمل القرآن باليد اليمنى ، وترديد صياح ( تكبير ) أثناء المسيرات ، يعني احتمالين : -- أسْلمة الحراك ، إمّا باتجاه داعيشي ، وهو ما يعني ان الخطر أضحى بيننا ، وليس فقط على الأبواب . --أسْلمة الحراك باتجاه شيعي يُكوّن الأكثرية بالشمال . -- اللعب على دغدغة العواطف بالدين ، لتكرار الحالة الإيرانية ( الثورة الإسلامية ) في سنة 1979 التي أطاحت بالإمبراطور الشاهنشاني . -- انتقال مطالب الحراك الاجتماعية والاقتصادية الى المُطالبة بأصل الحكم . -- كشف الصراع عن وجهه الحقيقي بين الدولة الإسلامية من جهة ، والنظام المغربي من جهة أخرى . 2 ) ان الهدف من الحراك لم يعد تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي ، بل أضحى الجمهورية الإسلامية ، والوصول إليها سيكون على الطريقة الإيرانية . وهذا يعني التأسيس لنظام فاشي تحكمه العمامات باسم الدين . والسؤال : إذا كانوا يصفون النظام بالدكتاتورية ، فهل وجدوا أحسن منه في نظام العمامات الفاشي الذي سيكون كارثة ما بعدها كارثة على المغرب ، ومشروعه الديمقراطي الذي يناضل من اجله شرفاء وأحرار الشعب المغربي . 3 ) إذا كان النظام قد منع مسيرة 20 يوليو التي لم تصادف ذكرى او رمزية ، فهل يمكن ان نتصور انه سيرخص لمسيرة 30 يوليو ، التي تصادف عيد جلوس الملك على كرسي الحكم ، وليس على كرسي العرش ، لان هذا لله وحده لا لغيره . 4 ) ان الدعوة المشبوهة لمسيرة 30 يوليوز ، هي دعوة لانتحار الحراك ، ومصيدة لمجزرة قد تلقي بظلالها المأساوية ، لعشرات السنين على الريف وعلى كل الوطن . 5 ) إذا كان الحراك رغم مرور أكثر من تسعة أشهر ، لا يزال يراوح بدايته الأولى ، بسبب التشكيك في مشروع الحراك ألاثني ، والتقسيمي الانفصالي ، وبسبب فقدان المساندة ، الدعم القوي المساند للحراك عبر طول أرجاء المغرب ، فهل الدعوة إلى مسيرة 30 يوليو،، ستخلق المفاجئة التي ستقلب كل شيء رأسا على عقب ؟ إذا عدنا الى ما يسمى بالوقفات التضامنية التي شاهدتها معظم المدن ، فان ما حصل بالساحات ، لا يعدو ان يكون فرجة خاصة في ليالي رمضان ، ولم يكن يرقى الى حجم المساندة الحقيقية . فمثلا لنأخذ مدينة الرباط . ان الوقفات التي نظمتها التنسيقيات بشارع محمد الخامس ليلا ، لم تكن تتجاوز وفي أحسن حالاتها مائتي فرد . فكم عدد سكان الرباط ونواحيها ؟ فهل 200 نفر من الواقفين ، يمثلون أكثر من مليونين من ساكنة العاصمة ونواحيها ؟ ومن جهة ، عندما كنا نتفحص ونحلل الشعارات والواقفين ، فهؤلاء بدورهم لم يكونوا متجانسين . فمنهم من كان يتضامن فعلا مع الحراك من مبدأ إيديولوجي ، وعددهم لم يكن يتعدى خمسين او ستين نفر ، لكن هناك من جاء ليركب على الوقفة بالظهور الشخصي ، وليس له من تضامن مع الحراك إلاّ الاسم . وهناك من جاء ليتسلى بليالي رمضان ، ووجد نفسه مع الواقفين يردد شعرات دون معرفة كنهها . وهناك الأكثرية كانت تتفرج لا غير . فهل 200 او 400 واقف ، هو مليونين من سكان الرباط والنواحي .؟ وقس هذا على كل المدن المغربية . فإذا كان ما يسمى بالمساندة للحراك قد بدا باهتا ، ولم يرق إلى مستوى التأييد الحقيقي ، وتم توظيفه بطريقة ماكرة من قبل الأحزاب ( اليسار ). وإذا كانت الوقفات باسم التضامن ، قد اقتصرت على الساحات ، وحضور نفس الوجوه التي تعودنا على مشاهدتها ، ترقص هنا وهناك . وإذا كان الحراك قد حُرم من المساندة الحقيقية ، التي كان يجب ان تشمل كل المدن ، بشوارعها ، وأزقتها ، وساحاتها ، وطرقها ..... فكيف يمكن تصور نجاح دعوة مسيرة 30 يوليو ، التي هي دعوة الى الثورة ضد الملك ، وضد نظامه ؟ فهل يمكن تصور ، ان المغاربة البسطاء ،سينزلون لإعلان الثورة ، وإسقاط النظام ، وأكثريتهم تجهل شيئا يسمى بأزمة الريف ؟ 6 ) هل الدعوة الى مسيرة 30 يوليو ستكون كافية لإسقاط النظام ؟ وإذا سايرنا تحليل ، واللاّمنطق عند البعض المدعم لهذه المسيرة ، وفي غياب القيادة الثورية ، وفي غياب البديل ، فمن سيقود المسيرة ؟ من هي القوى السياسية الثورية التي ستشارك فيها ؟ وعند نجاحها ، من هم هؤلاء الثوار الذين سيشكلون مجلس قيادة الثورية لقيادة الجمهورية الشيعية ؟ انه في غياب أحزاب ثورية ، فان أي دعوة لمثل هذه المسيرات ، وتزامنا مع عيد جلوس الملك على كرسي الحكم ، هي دعوة مشكوك فيها من جهة ، ومن جهة تحركها قوى مخابراتية أجنبية معادية لوحدة المغرب الشعبية والترابية ، ومن جهة ، تبقى في حقيقتها دعوى إلى الخراب والتدمير ، بخلق الحالة السورية ، والليبية ، واليمنية ، والعراقية . فمن يريد تخريب وتدمير المغرب ؟ وهل بهكذا مؤامرة خطيرة ، سيتم تسريع انفصال الصحراء عن المغرب ، وسيتم تسريع انفصال الريف والأطلس المتوسط ...... الخ . 7 ) ولنا ان نتساءل : لماذا بالضبط الدعوة الى مسيرة 30 يوليو ، التي تصادف عيد جلوس الملك على كرسي الحكم ، رغم العنف السلطوي الذي مورس ضد مسيرة 20 يوليو ؟ وهل تاريخ 30 يوليو ، هو المحطة الوحيدة والأخيرة ، المتبقية في عمر الحراك ، لحسم المعركة التي لا تزال تراوح مكانتها الأولى ؟ أليست هناك تواريخ أخرى ، ومحطات نضالية يجب ان تكون متواصلة في الزمان والمكان ؟ وهل يستطيع الواقفون وراء دعوة 30 يوليو ، بلوغ مرادهم الذي ليس هو قلب النظام ، لان هذا صعب عليهم ، ولا يمكن تصوره بهذه السهولة الساذجة التي تنم : إمّا عن المراهقة السياسية ، لأنهم يجهلون أسباب وعوامل تغيير الأنظمة السياسية داخليا وخارجيا . وإمّا أنهم عملاء لدول أجنبية ، يشاركون في مؤامرة ضرب وحدة المغرب ، الترابية والشعبية . وإمّا ، وفي غياب البديل الثوري ، وتدني الوعي الشعبي ، وفراغ الساحة ، فهم يعملون على مشروع تخريب وتدمير المغرب الذي سيبقى عصيا عليهم مهما حاولوا وجاهدوا . فما الفائدة من خلق الحالة السورية ، والليبية ، واليمنية ، والعراقية ؟ 8 ) انطلاقا من كون دعوة 30 يوليو هي دعوة لقلب النظام ، وهذه لن تنجح لأسباب عديدة ليس هنا محل الاستفاضة في شرحها . وانطلاقا من كون الدعوة تدعو الى التفرقة الشعبية ، والتمايز ألاثني ، لضرب وحدة الشعب ، حتى يسهل عليهم تقسيم المغرب ، بعد تخريبه وتدميره . وانطلاقا من كون الداعين لهذه الدعوة يوظفون الدين ، والطريقة الإيرانية في الثورة الدينية للسيطرة على النظام ، وهذا لن يكون ولن ينجح ، لان قواعد الاستجابة للدعوة ، والمعنيين بها ، غائبون ومتغيبون . فان اي دعوة لقلب النظام تبقى دعوى مغشوشة ومخدومة ، لان الهدف ليس هو النظام ، بل الهدف هو وحدة المغرب الكبير والتسريع بتقسيمه . أمام هذا المخطط الخطير ، الذي يستهدف الصحراء ، ويستهدف الريف ، ويستهدف الشعب المغربي ، فإننا ندعو أحرار وشرفاء الشعب المغربي الى : 1 ) الحذر واليقظة والتمسك بالوحدة الترابية والشعبية . 2 ) عدم السقوط في مثبطات تضرب وحدة الشعب ووحدة الأرض . 3 ) استنكار وإدانة كل مخططات التقسيم ، والتخريب ، والتدمير التي يشارك فيها أكثر من طرف ، إرضاء للدوائر الأجنبية المعادية لوحدة المغرب ، ووحدة شعبه . 4 ) اعتبار دعوة 30 يوليو ، دعوى مشبوهة ، عميلة ، يحركها الخونة ، ومن في قلبهم مرض ضد وحدة الأرض ووحدة الشعب . 5 ) الإدراك ، بان اي خروج في 30يوليو ، هو خيانة كبرى لشرفاء وأحرار حراك الريف الذين تشبثوا بالسلمية ، رافعين مطالب مشروعة اجتماعية واقتصادية ، ضمن وحدة المغرب أرضا وشعبا . 6 ) الإدراك بان الغرض من الدعوة ، اكبر من الريف ، واكبر من الانفصاليين والإثْنيّين ، وان المخطط تقف ن وراءه الامبريالية والصهيونية ، التي تعتبره تكملة لمخطط التقسيم ، والتخريب ، والتدمير ، الذي تعرفه أكثر من بلد بالشرق الأوسط . 7 ) انطلاقا من هذه الحقائق ندعوكم الى إدانة المخطط ، وعدم الخروج في مسيرات 30 يوليو ، التي لا علاقة لها بمشاكل الريف ، التي هي جزء من مشاكل كل المغرب . 8 ) ندعو كل المغاربة الأحرار والشرفاء الى رفع الراية المغربية ، راية الوحدة ، ورفع شعار عاش المغرب الكبير عاش الشعب المغربي . ولتسقط مخططات التدمير والتخريب وضرب وحدة الشعوب ادعوكم ألاّ تخرجوا في 30 يوليو لتفوتوا مؤامرة تسريع التقسيم . المؤامرة واضحة . عاش المغرب الكبير .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إستمراء كل الشقاوات والعذابات في انتظار اليوم الموعود
-
واخيرا تأكد ما توقعناه باعتقال وسجن المدون حسام تيمور -- بين
...
-
بين تصريحات سعيد شعو للقضاء الهولندي وجريمة سحل وتشويه الزفز
...
-
إسْحلْ اتشويه ابناء الشعب -- في المغرب الجميل
-
ملك المغرب محمد السادس جد قلق وجد منزعج
-
الوضع بالصحراء اضحى اكثر من خطير
-
النقد والنقد الذاتي : لماذا ترفضهما نخبنا ؟
-
سيادة قطر في الميزان
-
حدود العلاقة بين السياسي والمثقف
-
تقرير تحليلي -- حراك الريف يعري هشاشة الانفتاح الديمقراطي ال
...
-
تحليل لعبة الانتخابات بالمغرب
-
الحق في الإختلاف
-
لتفادي السكتة الدماغية بالمغرب
-
وحدة الشعب ووحدة الارض -- المغرب الكبير --
-
عقد البيعة والدستور . اين تتجسد مشروعية الملك عند ممارسته ال
...
-
حتى لا ننخدع : هل جبهة البوليساريو منظمة ثورية واشتراكية ؟
-
بعد الآن هل لا يزال من يشكك في المغربية الصحراء
-
حين يتم تحويل الهزيمة الى نصر . قرار مجلس الامن 2351 حول مغر
...
-
بيان مناضلين بجيش التحرير والمقاومة المغربية حول مغربية الصح
...
-
الصراع المغربي الجزائري ، صراع حضارة وهوية وتاريخ
المزيد.....
-
مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر
...
-
ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا
...
-
ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال
...
-
-سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا
...
-
فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات
...
-
أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا
...
-
صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق
...
-
إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو
...
-
نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ
...
-
سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|