بيان رقم 1 . ( في الانقلاب الثقافي )

محسن حنيص
(Mohsin Shawkat)

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 08:05
المحور: الادب والفن
    

·
وظيفة اللقاء بين البشر ليس تبادل المعلومات . بل حضور الذات . بمعنى اننا نلتقي مع بعض من اجل هدف محدد هو الشعور بالذات .. واننا متساوون في رغبتنا في الحضور . لذا يتوجب ادراك هذه العملية قبل اللقاء لغرض تفعيلها .
فاذا كنا نلتقي يوميا لمدة ساعتين ولعام كامل ( المجموع 730 ساعة ) . فسيكون تواصلنا مثاليا اذا ظهر ان كل منا كان حاضرا ( معبرا عن ذاته ) بمقدار النصف اي 365 ساعة .
كل مخلوق له الحق الكامل بالحضور والتعبير عن ذاته . ولا توجد مفاضلة في وسائل التعبير .
فالاخرس لايستطيع ان يحضر عن طريق الكلام , لكنه يقدر ان يعزف او يرسم او يطبخ او يكنس , ووظيفتنا ان نسمعه او ننظر الى ما ماتنتج اصابعه .
وسائق التكسي لايقدر ان يقول الشعر , لكنه ينطلق ببلاغة مستترة وراء لهفته في عرض متاعبه اليومية في الازدحام وصعوبة تأمين الرزق . علينا ان نسمعه لأن الشاعرية تكمن في تلك اللهفة . اننا امام ذات في حالة حضور . هل هناك قصيدة اجمل من ذلك ؟
المعلومة ليست مهمة في التواصل بين البشر , وقطعا ليست مبررا ان يكون من يملكها هو الحاضر دائما .
للمعلومة حقلها الخاص بها خارج عملية التواصل البشري .
تلقي المعلومات يتم اما طوعيا مثل الذهاب الى امسية ثقافية او سماع خطاب السيد الرئيس , او بالاتفاق وتشمل كل اشكال الدرس . وهناك الشكل الاكثر حرية لتلقي المعلومات وهو القراءة او تصفح الانترنت .
اما اللقاء البشري فهو امر مختلف تماما , واذا كان هناك من يحاول تحت غطاء امتلاك المعلومة او التفوق المعرفي ان يستلب الاخرين اذنهم فهو مخلوق لا يعي حقيقة التواصل , او انه يعيها ولكنه غير قادر على تمثلها بسبب عوق اخلاقي ( النرجسية على وجه الخصوص ) .
هؤلاء الذين لايملكون اذنا , من غير المتوقع ان نشعر بذواتنا معهم , لذلك يتوجب تركهم فورا .
اليكم نماذج من هؤلاء : المثقف المليء بالغرور , المشاهير , الناجحون , الاب التقليدي , الاخ الاكبر دائما , رجل الدين , رجل السلطة , ولي النعمة .
انهم لايسمحون بحضور اي ذات اخرى عدا ذواتهم . وهم يحاولون سلوك كل الطرق الملتوية لتحقيق ذلك .
انهم السن فقط . قد نصغي اليهم لفترة , ولكن على المدى البعيد فان مصيرهم هو الهجران والنبذ .
.................

محسن حنيص

#محسن_حنيص (هاشتاغ)       Mohsin_Shawkat#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات