محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 5582 - 2017 / 7 / 16 - 20:06
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
"القدس- معا - لليوم الثالث على التوالي تواصل سلطات الاحتلال اغلاق المسجد الأقصى المبارك وتمنع دخول المسلمين اليه، كما تمنع رفع الآذان فيه." فهل هذا سيثير انتفاضة في العالم الإسلامي دفاعا عن الأقصى
المنزلة الدينية للأقصى لا تحرك نوازع الإسلام تلقائيا فلا تتوقعوا ثورة يحركها الدين.
فالدول الرجعية توظف الدين لأهداف ودوافع رجعية ، بينما المناضلين من أجل الحرية ممن ينتمون للتيارات الدينية هم الذين يوظفون الدين من أجل النضال التحرري بكل اشكاله .
يدافع عن الأقصى القوى السياسية المعادية للاستعمار والصهيونية بمختلف ميولها وتياراتها .
وإذا كانت هذه القوى التي تدافع عن الإقصى بميول دينية فإنها تجند الدين في معاركها بما فيها معركة الأقصى
وإذا كانت تبرز ميول دينية ولم تكن معادية للاستعمار والصهيونية فإنها لا تدافع لا عن الأقصى ولا عن فلسطين ولا عن مكة .
طيب الأقصى من اهم الرموز الدينية . ومشاكل الأقصى تؤثر في القوى الدينية فهل ستتحرك دفاعا عن الإقصى ؟
الجواب : لا ، فالتدين والميول الدينية لا تحرك الجماهير . إن السياسة هي التي تحرك الجماهير . وهي التي تجند النوازع الدينية وغير الدينية لأهدافها السياسية .إن الدين هو جندي عند السياسة وليس العكس .
فالقوى السياسية الرجعية والمستخذية للإستعمار والصهيونية لا تجند الدين ولا تصدر فتوى أو خطاب ديني لمجابهة أعداء الأمة ، ولكنها تجند الدين وتصدر الفتاوى الدينية والخطاب الديني لمصلحة العدو ومصالح الرجعيين. كما فعل القرضاوي والعرعور والوهابيين وكل شبوخ الدولار والسلاطين . والدولة السعودية الوهابية وكل من يتبعها كما تركيا الإسلامية ، كلهم كانوا في صف الحراك المضاد بقيادة الإمبريالية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، كانوا ولا زالوا في خدمة العدو.
وكذلك الدول الرجعية مثل تركيا والسعودية وكل دول الخليج والأردن ومصر ، كلها ستمر على ازمة الأقصى بتصريح هنا وتصريح هناك وفيض من الإستنكارات الكاذبة والإتصالات الشكلية . هذه الدول كلها تسلم بفلسطين لليهود وتتآمر على القضية الفلسطينة . واستطاعت ان تكيّف الدين مع ميولها السياسية ومصالح الإستعمار والصهيونية .
أما الجماهير العفوية فهي بعفويتها لا تفرض المواقف بدون توجيه القوى السياسية وبقيادتها .
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟