أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - المثقفون العرب والأزمة الخليجية














المزيد.....

المثقفون العرب والأزمة الخليجية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 15 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاءت المفارقات العربية التاريخية الساخرة المريرة أن يجري تفجير الأزمة السياسية بين طرفين في مجلس التعاون الخليجي في توقيت يتوافق مع ذكرى مرور نصف قرن على هزيمة 1967 في الخامس من يونيو / حزيران الماضي والتي تمخضت عن احتلال اسرائيل كامل الاراضي الفلسطينية ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) وشبه جزيرة سيناء المصرية ،وهضبة الجولان السورية ، ولتضع هذه الأزمة بدلالات توقيتها جُل المثقفين والكتّاب العرب على المحك في امتحان عن مدى التزامهم بمواقفهم وثوابتهم المبدئية عبر اتخاذ موقف مبدئي من كلا الطرفين بإدانة كليهما على السواء في هذه المعركة العبثية التي لا ناقة لهم فيها ولا بعير ، بل ولا علاقة لها البتة بهذه بذكرى الهزيمة . وهكذا ففي حين كان يُتوقع من الإعلام العربي عامةً إقامة أوسع فعاليات وأنشطة من ندوات ومحاضرات وحلقات دراسية ومواد إعلامية ، وأن ينشر المثقفون والادباء والكتّاب العرب مقالات صحفية في مناسبة هذه الكارثة السياسية بغية إستخلاص الدروس والعِبر لكونها أخطر هزيمة قاصمة مُني بها العرب في تاريخهم الحديث ومازالت آثارها العميقة السياسية والاجتماعية والحضارية ممتدة وتتوالى بما أستنسلته من كوارث وهزائم عديدة متتابعة ، ولتتعلم منها وتستفيد الأجيال الشابة في حاضرها ومستقبلها لعلها تساعدهم على مواجهة ما خلّفه لهم الأجداد من تحديات هائلة وشائكة مع أعدائهم التاريخيين ( إسرائيل والصهيونية والامبريالية الاميركية وحلفائها الغربيين ) ، وجنا الغالبية العظمى من المؤسسات الإعلامية العربية والصحافة وكتّابها تنخرط في واحدة من أكثر أشكال مهازل الاأنظمة السياسية الخليجية ولتفرض الأزمة نفسها على اهتمامامات وسائل الإعلام العربية والعالمية بها حتى تكاد أن تكون ذكرى الهزيمة مُغيّبة تغييباً تاماً عن اهتماماتها واهتمامات الكتّاب العرب ا
بيد أن الأمر لم يقتصر على الكتّاب الخليجيين والعرب في الصحف الخليجية المحلية بل شمل الكتّاب العرب في الصحف الخليجية التي تصدر من لندن ويتقاضون نظير كتاباتهم فيها مكافآت سخية ، ومن بينهم للأسف أساطين كبار ومشاهير في الكتابة السياسية والأدبية ، ومسؤلون يُشار إليهم بالبنان في تحرير صحف عربية عُرفت باستقلاليتها ولو النسبية ، فكُل هؤلاء لم يجدوا أية غضاضة بين عشية وضحاها في أن يصطفوا أو يتحولو بجرة قلم مع هذا الطرف الخليجي أو ذاك في معارك الردح الإعلامي المتبادل بين الطرفين ، حتى لو كانت الأزمة بقضها وقضيضها المُٰفجرة في خمسينية ذكرى النكسة لا صلة لها من بعيد او قريب بالقضية الفلسطينية أوقضايا العرب المصيرية عامةً ، أولا يخدم اصطفافهم مع هذا الطرف الخليجي أو ذاك أية قضية وطنية أو مبدئية ما تُذكر ، في حين كان الأجدى بهم نقد الأطراف الاقليميين والدوليين المستفيدين من هذا التفجير للأزمة في هذا التوقيت وعلى رأسها الولايات المتحدة والتي كان لرئيسها ترامب دور محوري في إشعالها مقابل ما تقاضه من أموال استثمارية هائلة خلال زيارته الأخيرة للخليج .
لقد بات واضحاً اليوم أكثر من أي وقت مضى من الاستحالة بمكان أن تدع الصحف الخليجية- الاكثر سخاءً بين كل الصحف العربية في مكافآتها المالية - سواء المحلية منها أو التي تصدر في اوروبا الكتّاب العرب وشأنهم ، أي ليكتبوا حسبما تمليه عليهم ضمائرهم أو حتى حرية الصمت ، فإما أن يبيعوا هذه الضمائر لمن يستكتبهم لتتلوث بالزيت الأسود الخام ، وإما لا مكان لهم على صفحاتها، بل انك لتجد الكاتب "المستقل " في أي صحيفة بدولة خليجية أو تصدر في الخارج ليس له حق أن يكتب في أي صحيفة عربية اخرى بما يخالف المواقف الرسمية للصحيفة الخليجية التي أستكتبته ، فهو يقوم بالرقابة على نفسه لتعويم العبارات تحاشياً من مغبة غضب الصحيفة الخليجية عليه وطرده منها ومن ثم افتقاده مكافآتها المُغرية ، وهو بذلك أضحى عملياً أشبه بالقلم المؤمم بالكامل للصحيفة الخليجية مهما كتب في صحف عربية اُخرى .
والحال هؤلاء الكتّاب العرب والخليجيون على اختلاف جنسياتهم ، يخدعون أنفسهم إن ظنوا بأنهم بكتاباتهم الموظفة لخدمة أولياء نعمتهم في صراعاتهم السياسية العبثية داخل مجلس "التعاون " يقنعون أحداً من القراء والمثقفين العرب الذين يتحلون بحد أدنى من الوعي السياسي والعقلانية الموضوعية في فهم ما تعج به منطقتهم والعالم من أحداث راهنة متسارعة بتحليلاتهم الديماغوجية المُضللة الكاذبة لتسويقها ، فهي مدعاة للقرف من قِبلهم ولا تقنع سوى أسيادهم وأولياء نعمتهم .
* كاتب وباحث سياسي صحفي بحريني



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكسة 67 .. كيف تم إصطياد -الديك الرومي -
- قراءة في البيان الأخير للتيار الديمقراطي البحريني
- بعد حل - وعد - مامصير المعارضة المشروعة في البحرين ؟
- الدول الرأسمالية بين المهاجرين وحقوق الإنسان
- أنجيلا ديفيس تعري الأزمة الاخلاقية للرأسمالية الاميركية
- جدلية المقاطعة والمشاركة في الانتخابات بين اليسارين البحريني ...
- اليسار العربي بعد ربع قرن من المراجعات النقدية
- قصة أمريكيين عادوا لفيتنام لغسل عار جرائمهم
- معوّقات تطور العلمانية في تركيا
- الطبقات الفقيرة حينما تُسمم بالوعي الطائفي
- التمييز العنصري وصناعة الفقر
- ‏يوم الأرض ودور الشيوعيين في نضالات عرب 48
- التعذيب في «السي آي أيه» للتحقيق الجاد أم للانتقام؟
- نحو تأبين يليق بمقام عبدالله خليفة
- -وطار- المثقف الذي أحب كل فئات شعبه
- مناقشة هادئة في المسألة التخريبية
- هل بمقدور أوباما اجتثاث العنصرية في بلاده؟
- ساحة محمود درويش في باريس
- الرأسمالية تتعرى في مياه خليج المكسيك
- أسطول الحرية والأشكال النضالية المغيّبة


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - المثقفون العرب والأزمة الخليجية