أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الفقر -النبيل- ..














المزيد.....

الفقر -النبيل- ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 18:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفقر "النبيل" ..
إنّ مجرد القول بأن فلانا فقير ، يستدعي من الجميع التعاطف و"دموع التماسيح" ، والتي تحوي في ثناياها (أي التعاطف والدموع)، إزدراءً مُقنّعا وسخرية لاذعة ..
ومع السخرية والإزدراء للفقر والفقير ، والتي قد تؤدي به الى التمرد على الواقع ، كان لا بُدّ للطبقات السائدة من تجنيد التنظير للفقر وتمجيده وكأنه نعمةٌ يُحسدُ عليها ، وموهبة يجب التمسك بها ، وثراءَ لا يزول بزوال باقي النِعَم ..!!
وكان أن ظهرت الى الوجود كلمات كالزُهد في الحياة وفي الماديات ، والتي فُسرّت على انها فضيلة عُظمى وغاية صعبة المنال ..
وظهرت القناعة التي هي ،"كنزٌ لا يُفنى" ، لتمجيد الفقر .. ولا يُمكن الإحاطة بكل المقولات التي تغنّت بالفقر وعدم "الإنكسار الذليل" أمام سطوته وجبروته ..
فالحُرّة لا تأكل بثديها ولو جاعت .. موتي من الجوع بشرط أن تحافظي على "عفتك" الموهومة !! وماذا عن التي تأكلُ "بفرجها"؟! أتركُ لخيالكم تصور ما يصفها به مجتمع الذكور الاثرياء والظَلَمة .
استطاع الأثرياء في كل زمان ومكان أن "يُروجوا" للزهد والكفاف في أووساط الفقراء، بينما هم يرفلون "ويتبغددون"* في الغنى الفاحش ، يحصلون على كل ما يريدون في طرفة عين ... بينما على البائسات والبؤساء أن يبحثوا عن لقمة في القمامة ليتبلغوا بها ..
الردّ على كل هذه الهرطقات التنظيرية التي تمجد الفقر والجوع ، جاء في المقولة المُحرضة "....كيف لا يخرجُ إلى الناس شاهرا سيفه ؟!".. وليس المقصود من إيراد هذه المقولة هو تحريض الفقراء بشكل فردي أو بشكل مجموعات للخروج في عمليات سلب ونهب ... لكنها دعوة للنضال من أجل توزيع عادل للثروات يضمن أن لا ينام إنسان على الطوى .
ثم لماذا "تستقتل" الحكومات بكل قوتها للدفاع عن "ثروات" ثلة قليلة من الأثرياء والإحتكارات الكُبرى، ولا تتحرك قيد أنملة لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الفقراء في العيش الكريم ..؟
الأنكى والأمر بأن غالبية المُستغَلين ، المسحوقين ،العراة إلا من جلودهم ، والجياع منتفخي البطون بالخواء، هم من يعيدون الكرة تلو الكرة في ايصال ممثلي الاحتكار الى سدة الحكم ؟
لقد تم الفقراء وعبر قرون بعملية "تطويع" للوعي ، والتغني بالزهد ، حتى أصبحت أحلامهم لا تتجاوز لقمة يابسة ورقعة بالية...!!
لا نُبلَ ولا شرف في الفقر ..
*يتبغددون ، مصطلح عامي يصف التقلب في النعيم والعيش برفاهيو وبُلهنية .. وفي ظني بأنه مشتق من كلمة بغداد والتي كانت ذات زمن مدينة النعيم على الأرض ، كما يدل المصطلح العامي الفلسطيني.. ولا أعلم مدى استعماله في عاميات عربية أُخرى ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غياب أهون الشرّين ..
- دموعُ أساتذة كلية الفنون..!
- والمخفي أعظم ...!!
- نساء ودماء...
- طولتوا الغيبة ..!!
- غسيل دماغ ؟؟ أم تلويث للدماغ ؟!!
- حذاء الست ..!!
- رشيد بوجدرة والغوغائية ..!!
- عندما تلتقي التقويمات .. حزيران ورمضان..!!
- مظلومية الحرباء ...
- الصمت البليغ ..!!
- حنين..
- مُتخمون ومُعدمون ..
- السحر هو الحل ..
- شُكراَ ايفانكا.. شكرا ميلانيا ..
- اسرائيل نظرة من الداخل .
- -أبو مُثنى- واسرائيل .
- أثرياء في الجحيم ..
- اعراسُنا واعراسهم ..
- تغريبةٌ واحدةٌ لا تكفي ..!!


المزيد.....




- بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم -إخوان- الأردن بعد -خلية ال ...
- ولي العهد البريطاني يخطط لسحب لقب -صاحب وصاحبة السمو الملكي- ...
- استقرار حالة الرئيس الإيطالي بعد خضوعه لزراعة جهاز لتنظيم ضر ...
- الأردن.. إحالة قضايا استهدفت الأمن الوطني إلى المحكمة
- الرئيس الإيراني يقبل استقالة ظريف
- إيران ترفض التفاوض على حقها في تخصيب اليورانيوم
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنساني ...
- إسرائيل تجدد رفضها السماح بدخول المساعدات إلى غزة -للضغط على ...
- قوات كييف هاجمت بنى الطاقة الروسية 6 مرات في آخر يومين من ات ...
- -أكسيوس-: فريق ترامب الأمني منقسم حول الملف النووي الإيراني ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الفقر -النبيل- ..