أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ماركس وحضور العقل العراقي(اللاتاريخانية)(1/2)















المزيد.....

ماركس وحضور العقل العراقي(اللاتاريخانية)(1/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لست بوارد عرض مسيرة تصادمي مع الفكر الاتباعي على مدى عقود، فمحاولة كهذه سينوء بها المجال هنا، غير انني يجب ان ابدا بالتنويه، بانني انظر الى التخلف الوطني العراقي العام، وبضمنه المعرفي والسياسي، ليس كما يجري عادة، او كما تريد تزويرات ادب "التنمية" المخادع والغلبة الغربية النموذجية، ان تثبت في الاذهان، مكرسة التبعية، ومحولة اياها لقدر. فحسب رايي ان تخلف العراق، يقاس بالدرجة الاولى بمقارنة احواله الراهنه به هو نفسه، اي بذاته .. بماضيهـا، وبما عرفته وحققته ضمن التاريخ الكوني الانساني، لاباوربا الحديثة وحسب.
ووقتها لن يعود يهمني اذا كان الغرب قد تقدم، او هومتقدم بمراحل اليوم ( بالمقارنة بذاته اولا)، وذلك من منطلق اعتقادي بان العراق الذي عرف تاسيس الحضارة، وقمتها الوسيطة، ليس ممنوعا عليه، او من المقطوع به، انه لن تكون له دورة ثالثة "مابعد غربية". لابل واكاد اجزم ان ذلك هو المنطق الطبيعي ل "الغائية الكونية" المضمرة، المقابلة ل "حتمية" ماركس التاريخية" الطبقوية.
من خذه الزاوية، وبناء عليه، وجدت بان حقبة التعرف على الغرب واتباعه، سواء بنقل الماركسية، او القومية، والليبراليه، انما هو بالدرجة الاولى طور وحقبة من الانتكاس امام الذات الحضارية الوطنيه العراقية، عولجت بالاستعارة والنقل السهل، وباستبدال الحقيقة الوطنية بالنسق الاوربي، واحلاله المتعسف محل الاليات التاريخية، ولكم تلقيت من الشتائم المقذعه، يطلقها جلهة وتافهون،( لطالما كانوا يمارسون الديموقراطية البروليتارية فيعبرونني " تافها" ) وهم بالاحرى مجرد حثالة مايترسب في قعر تلك الحقبة، او الطور الزائل المنقضي، بحيث انني، ولكي اتحاشى الرد، قررت اغلاق باب التعليق على مقالاتي بوجه الاميين، من متعبدي افكار الاخرين، واعتقاداتهم عن العالم والوجود، ومن هم بموضع الهرب من، وخيانة الحقيقة التاريخية العراقية، المتجاوزة للمشروع الغربي، اللاحق وجودا، ومتلبسي مغالاة القصور والعجز.
لست ضد ماركس، ولم اكن يوما، ولا اعتبر اراءه بخصوص العالم، او غايات نظريتة التي هي نتاج بيئته، اقل من دالة لها بعد عالمي، كنت اؤمن بها كلية، مشاركا غيري، انما كلحظة غير مغلقة، ولا نهائية، كما كنت اعرف ان العراق ليس روسيا، مع انه ارفع منها حضوراحضاريا بمالايقاس، ودينامياته التاسيسية الحضارية واللاحقة، تتفوق على هذا البلد، لكن العراق لن يصنع كما فعل لنين، ماركسية تطابق كينونة روسيا، ليستعملها وسيلة اختصارية قاسية، للانتقال الى الراسمالية المتاخرة في بلاده، فالعراق ليس مرشحا للانتقال للراسمالية، بل لمابعد غرب، والى حلول وانتصار الاشتراكية التكوينية، و"اللادولة"، مايعني بان مهمة لنين بالمقارنة، ليست سوى عملية تحوير عادية، كما الحال في الصين وغيرها، تقع في نطاق تباين الوسائل المفضية للراسمالية، فالنظر الى "مابعد غرب" باعتباره حقيقة عراقية ملزمة، تضع عملية التفكر امام تحد من نوع آخر، ابعد من نطاق موضوعات الغرب الراسمالية والاشتراكية، على حسب صياغة ماركس وجهده العظيم.
يستهول "الصغار"، ان يتعرض احدهم لماركس ( كانما يتعرض للعباس ابو راس الحار)، بحيث كتب احدهم يستهزء بي بابتذال( "تابرني" اي " تقبرني" حسب اللهجة الشامية، واخطا في كتابتها املائيا ليؤكد اميته) لانني تناولت ماركس من زواية خصوصية نظريته، وتطابقها من الحقيقة المجتمعية الطبقية الاوربية، لا العالمية كما يتوهم كثيرون، مايضعني بخانة الصغير الذي يناطح عظيما، علما بان اعترافي بعظمة ماركس لامراء فيه، ولم اتوقف عن اعلانه، انما من موقعي كابن موضع كبير، متفوق حضورا وصيرورة مستقبلية بما لايقاس، ومثل هذا الموقف يختلف كثيرا جدا، عن موقف من يستهينون ويحتقرون ذاتهم التاريخية والحضارية.
غير انني اعرف جيدا، كم ان مادرجت على قوله، يمكن ان يكون مستفزا، وحتى محرجا لمن ينشر مااقول، وبالذات "الحوار المتمدن"، التي اكن لها احتراما عاليا جدا، على جرائها الاستثنائية، واخلاصها لقيم العلم، وحرية الراي، وبما ان الاعتقادات السائدة حتى الان، هي من النمط الاعتقادي الايماني القطعي والمتراكم، اذن على المرء ان يتحمل ماينتج عن موقفه، اذا هو اختار اختراق جدار "العقيدة البدائية الصارم"، خصوصا اذا كان مايتعرض له، ليس موقفا مزاجيا، او من قبيل الراي الاستعراضي المجاني، بقدر ماهو صراع بين مرحلتين من التصورات والرؤى والمفاهيم، تخص حقيقة ووجهة تطور العصر الذي نعيش فيه.
ويجب الاقرار بحق اولئك المؤمنين المتحجرين بالدفاع عما يعتبرونه حقيقة مطلقة، مع الاخذ بالاعتبارحدود مايعرفونه، والفترة التي تبلورت فيها وجهات نظرهم، بالاخص في عراق بدايات القرن الماضي، مع ملاحظة نزوعهم الطبيعي، المتاتي من حقائق بلادهم، الى المساواة والعدالة، بحكم كونهم ابناء مجتمع، القوة المحركة فيه، هي اللادولة، اي المشاعية التكوينية، ماقد زاد في درجة اندفاعهم للموضوعات "التحولية العلمية" الجاهزة، لسهولتها مقارنة بالحقيقة الوطنية التي لايملكون الارتقاء لمطلباتها عقليا، مختارين اكثرها عملية ظاهرا، كما هو حال "الماركسية" من بين كل النظريات " التاريخانية" كما يسميها كارل بوبر، لافتا الى ان " الافكار التي زعم اصحابها امكان التكهن بالمستقبل، لم تقتصر على فيلسوف او اثنين، بل شملت لائحه تمتد من هيرقليطس الى كارل مانهيايم وارنولد توينبي مرورا بافلاطون وهيجل وماركس واوغست كونت، وستيوارت ميل وشبنجلر" / كارل بوبر ـ بؤس الايديلوجيا ـ دار الساقي /. والقائمة ينقصها مفهوم "المهدي"، واخر الزمان ( نبهني اسلامي متنور مرة، الى ان فكرة "المهدي" هي ذاتها فكرة الشيوعية الماركسية، شرقيا، واضيف من عندي :عراقيا) وهي فكرة وطنية، مصدرها مجتع اللادولة العراقي التاريخي، كما اضيف ايضا محاولة كلكامش الاولى كشف سر، وحدود الوجود البشري.
ومن البديهي عقليا ان ينظر الانسان الى الافق، فهذه احدى اكبر محفزات الفكر ووظيفة العقل البشري، ومن ضمنها مااريد ان افصح عنه كقانون مضمر وخفي، مطلقا عليه اسم " الغائية الكونية" التي اليها ولحكمها المتجاوز اعود حين اعتبر ماركس والماركسية محطة انتقالية، اجبارية، وحافزا منورا ودافعا، يقع ضمن الصيرورة التاريخية التحولية المستمرة الى مالا نهاية، والامر ينطبق طبعا على الحالة الاتباعية العراقية بقدر استثنائي، لاتشبهه ايه صيغة، او حالة اخرى، على مستوى المعمورة، بحكم كونها تنتمي الى "مابعد"، لا الى تكريس، او عبور حالة الغرب الراهنة.
ومثل هذه المغامرة الكبرى، تليق بالمكان الذي تنطلق منه الان، ومن هنا فصاعدا، عبر الامبراكونيا، بظل تهاوي وهزيمة المنظور الاتباعي المستعار، الماركسي الاتباعي والحدلثي، مع انها اذا كانت تامل بان تتحول الى اشراقة ذاتية، وطنية وعربية، وصولا الى الكونية، فانها لاتجد امامها وبمتناولها من بؤرة صالحة، ومناخ، يترعرع وينبثق منها وفيها، له شيء من مؤهلات للتعامل معها، رفضا وقبولا، غير ذلك الوسط الحداثي الاتباعي، بكل علله، وهزائم مشروعه وبسبب وطاتها، بالاخص وان مايجري اختباره، موغل في الوطنية، ومفجر لها بثقلها الحضاري التاريخي/ الكوني الطابع والخاصيات، عدا عن انها بعث لديناميات موضع، هو بؤرة الفعالية الحضارية في محيطه تاريخيا.
ويظل السؤال الكبير والحساس لدى الميالين للعدالة، متوقفا على وزن درجة الاتفاق مع حركة التاريخ من جهة، ومع الممكن من تحققات العدالة غير الموهومة، او القسرية، هذا عدا عن احتمالات القفز التاريخي النوعي، اي هل ان مايبشر به، هو اتفاق مع سيرورة التحول الى المستقبل المتضمن في حركة التاريخ ومقتضيات "اللادولة"، بمعنى التشاركية البنوية، ام هو انتكاس "خصوصي محلوي ذاتوي"، بمجرد انه يقرر بان اوربا، لم تمر بمرحله اسمها " المشاعية البدائية كما يقرر ماركس، وانها كمجتمع عرفت ( العبودية والاقطاع والراسمالية) فقط لاغير، ولن تعرف غيرهما، وان قانون التحول التاريخي، متعلق بتغير باسلوب وادوات الانتاج ( اليدوية، ثم الآلية، وصولا للمرحلة العليا الراهنه، الانتاج المعرفي التكنولوجي)، وان هذا الاخير، يوافق تماما تحقق "مجتمع اللادولة" الذي ظل غير متحقق لعشرات القرون، بانتظار الوصول لمرحلة الانتاج الاخيرة، عند اخر الزمان.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكذوبة ماركس الكبرى؟
- صاروخ بالستي ايراني فوق اربيل
- الوطنية العراقية وخيانة النخب الحديثة (2/2)
- الوطنية العراقية و - خيانة- النخبة الحديثة (1/2)
- الثورة المؤجلة : الخلاص من الايديلوجيات (ملحق)
- الثورة المؤجلة : سيرة الامبراكونيا (ملحق)
- الثورة العراقيية المؤجلة وتخلف النخب ( 2/2)
- الثورة العراقية المؤجلة وتخلف النخب (1/2)
- هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟
- - الطائفوقراطية- واليسار كطائفة ؟ (2/2)
- -الطائفوقراطية- واليسار كطائفه؟(1/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة - الدولة المدنية- (2/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة -الدولة المدنية- (1/2)
- ثورة داخل الابراهييمة: هزيمة مزدوجه(3/3)
- ثورة داخل الابراهيمية (2/3)
- ثورة داخل الابراهيمية ( 1/3)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 2/2)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 1م2)
- نداء للمشاعيين العراقيين خارج الحزب
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 3/3)


المزيد.....




- اتهمت جيفري إبستين باستغلالها جنسيًا.. رواية فيرجينيا جوفري ...
- فيديو: انهيار ناطحة سحاب في بانكوك جراء الزلزال يثير تساؤلات ...
- إسرائيل تعلن توسيع نطاق عمليتها العسكرية في غزة مع إخلاء -وا ...
- عملية أمنية أوروبية تطيح بشبكة ضخمة لاستغلال الأطفال جنسيا و ...
- اتهام موظف رفيع في وزارة أمريكية بالقرصنة الإلكترونية
- مستشار ترامب: الرئيس قادر على إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالث ...
- مشروبات الجمال والصحة
- -ما حدث في غرينلاند يمكن تكراره في إسرائيل- - هآرتس
- ترامب يستعد لـ -أم المعارك- التجارية: العالم على شفير هاوية؟ ...
- مناورات صينية بالذخيرة الحية حول تايوان تحاكي ضرب موانئ ومنش ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - ماركس وحضور العقل العراقي(اللاتاريخانية)(1/2)