|
قصة قصيرة - طفلة وقحة
هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 14:49
المحور:
الادب والفن
صفعة الطفلة والفيل الذي يجب ان يعرف من يمتطي ظهره "صدرت التعليمات إلى "جهان " كي يستعد لحمل سيد الشرق والغرب على ظهر الفيل وحذر بالقول : تأكد من أن فيلك يعلم من يمتطي ظهره ص :339 . وجهان هذا هو بطل رواية "الفتى المتيّم والمعلًم " – للروائية التركية المتميزة " أليف شافاك". أما كيف لسائس الخيل أن يعلّم الفيل أن لا يحرد وأن يطيع الأوامر بحذافيرها لأن من يمتطيه ملك أو سلطان الشرق والغرب أو حتى غفير . ربما كانت تلك النصيحة لسائس خيل معضلة و ربما كان رئيس الخصيان عندما أصدر أوامره بذلك لا يعي ما يقول لأنه شرب لتوه قارورة شمبانيا ,أفقدته القدرة على التمييز والتفكير. ففي صالة الإستقبال ,حيث جلست المديرة الجميلة ومسؤولة قسم رياض الأطفال السيدة نها -والتي تعبد المديرة عبادة شبة تامة ذات طقوس تأملية لم تحدث من قبل , حيث انه خلال سنتين لم تأتي على ذكرها بشيء سوى مرة واحدة أخبرتنا إنها ستذهب معها لعيادة تجميل الوجوه لحقن وجوههم الجميلة , بإبر البوتكس الفريدة لنفخها وإعطاءهم شكل شبابي بدون تجاعيد.كنا نجلس في صالة الإستقبال وقبل ان تزف الساعة عقاربها على السابعة ونصف كانت صفعة الطفلة بيدها الصغيرة على خد المديرة الجميلة مجلجلة وأحدثت فتقا مؤلما في مركز الكون وتناثرت بركة ذلك اليوم وتبددت السعادة لعشر سنوات قادمة وعلت موجات من الغبار وجوه الحاضرين وتسربت موجات الإمتعاض و الإزدراء والإحتقار والغضب من وجوه الحاضرين والتصقت بالجدران ثم تسربت نحو غرف المعلمات والممرات وواصلت سيرها ضمن شحنات وصلات الكهرباء الساكنة لتصل الى جميع نقاط التوصيل في المبنى السفلي والعلوي ,وعلم الجميع أن طفلة رهام الصغيرة قد احدث ثقبا في خد الكرة الآرضية التي تدور حولها الأجرام السماوية وكان أشد الإجرام السماوية تأثرا الكوكب الأحمر - السيدة نونو - كما أحب ان اسميها . وخلاصة القصة وبعد أن اشتمل البهو - درب التبانة في صالة الإستقبال على عدد غفير من الإداريات , داعبت المديرة اللطيفة كعادتها وجه طفلة رهام – سؤولة القسم وبدأت بمشاكستها اليومية ,حيث تتمنع الطفلة دلالا وتيها وترفض حضن المديرة طواعية وهناك من يموت لكي يحصل عليه مثل السيدة نونو و لولا العيب - والإتهامات التي باتت تكون شبه مجانية لدست جسدها كله في حضن المديرة لمائة عام قادمة - فقط من أجل أن يعلم الجميع حجم الصداقة التي تجمعهم والتي تجعلها اليد الثانية في الحزب ولها نفس قوة التأثير النووي - الذي يؤرق العالم .. وفي حركة غير مدروسة وحيث إنه نسي ولم يخبر رئيس الخصيان - السيدة رهام أن تدرب طفلتها على أن تتعلم من الذي يمازحها وتتقبل ما يصدر منه بصدر رحب بدون إعتراض وبدون رفع أيدي وأحداث صدمات , فأن الصغيرة قامت بفعل غريب و وحشي لقد تجرأت الطفلة وضربت وجه المديرة المنفوخ - صفعة رنت لها جنبات البهو فإرتجت ماكينة بصمات الأصابع والتفتت الأحداق مستنكرة ما فعله الفيل لسيد الشرق والغرب- أقصد ما فعلته الطفلة للمديرة فتحجرت العيون وصدمت وافترت الشفاه عن فجوة في الهواء من أثر الصدمة في حين مضت بعض المعلمات اللواتي بصمن بايديهن ونقشن صوت الصفعة في اعمق اعماقهن الى غرفة المعلمات وشبح ابتسامه تغلف وجوههن وهمس لا يشبه همسا عاديا . كانت السيدة نها – أو نونو أكثر من تأثر وسيطر عليه الغضب في حين أن المديرة الجميلة افترت شفتاها عن إبتسامة غير متوقعة. وحضنت الطفلة رغما عنها حتى بعد الصدمة المجلجلة والتي اختل بها نظام الكون لثوان وهي تقول لأم الطفلة بلهجة عراقية عذبة والتي صرخت بطفلتها وعنفتها إش حق تصرخين , خوش طفلة !! في الكمباونت حيث تعيش السيدة نونو مع أمينة المكتبة المشاكسة وعلى مدخل المطبخ حيث كانت تغلي القهوة وتغلي أشياء أخرى في الصدورلا يعلم سوى الله بها . التفت نونو وقالت" يا لها من وقحة" منّ ابنة رهام هل رأيت كيف صفعت المديرة على وجهها!!!نها طفلة غير مؤدبة لم يحسن تربيتها . لقد قلت للتو إنها طفلة . طفلة لاتعرف التمييز في المقامات المقامات !!!1 فهي فعليا طفلة لا تعامل الناس حسب مقامهم فهي لا تعرف التمييز بين البشر الجميع لديها متساوي القيمة . لا يجب عليها أن تعلم أبنتها الأدب. تقصدين " أن تعلم الفيل أن يعلم ويعي من يمتطي ظهره " أقصد من يداعبها و يشاكسها , فلا تصفعه كفا ما دام عظيما في حين لو كنت أنا المحظوظة بهذه الصفعة الجميلة هل كنت ستغضبين من أجلي !! لم تنبس السيدة نونو ببنت شفة , ولكن امينة المكتبة واصلت مشاكستها وهي تفكر بعبارة ببنت شفة وأصلها اللغوي وكيف يمكن لبنت أن يكون لديها شفة ولايكون لولد شفة مثلا وتكمل:" ولكن لا بأس لو صفعتني- أنا أمينة المكتبة التي إعتبر في نظر العاملين والمعلمات مجرد رف مرصوف بكتب غير مقروءة على شاكلة الدولة المدنية ,المدينة الفاضلة , القانون التجاري العالمي وكتاب الإحتباس الحراري وحماية البيئة وكتاب الأمن السياسي وكتاب آفاق العصر الأمريكي للدكتور سند جمال السويدي والذي يعتبر اضخم كتاب سياسي حتى الآن تحدق السيدة نونو في القهوة وهي تتجاهل الحوار الماسخ . هل تعرفين ماهي الكتب المقروءة !! تتجاهل السيدة نونو الحوار برمته الكتب المقروءة ياصديقتي هي " كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام وكتاب الطبخ" الأكلات الشرقية والطاجن المغربي " وكتاب "كيف تصبح مليونيرا في خمسة أيام " كتاب سؤال وجواب في فتاوي رمضان بين المباح والحرام " وهل تفسد قطرة العين الصيام أو الحقنة الشرجية لا تفطر كتاب "ليلة الدخلة " أو تعلم 99 طريقة للمضاجعة التأملية وكتاب الحسد والحاسدين . والى سيدتي الجميلة نصائح كيف تبدين اصغر سنا مما أنت عليه ! رمقتني بنظرة باهتة في حين أن ركوة القهوة إرتفع ضغطها وتعالى مزيجها وفارت و" فارت ", بمعنى حصول وارتفاع منسوب غليان المزيج و تصاعده وإرتفاعه مثل بركان أهوج - متمرد القى حممه وناره و حمولته ومضى . إمتلأت زوايا الموقد النظيف باللون الأسود الداكن, فإنتشرت الرائحة الخرافية الرائحة – فعليا - لا تقاوم "القهوة رائحتها لا تقاوم يا سيدة نونو" تلوح شبه ابتسامة فاترة تكشف عن أسنان دقيقة حوافها قد أكلها الصدأ والإصفرار. إنها طفلة يا نونو". صحيح أن الصفعة كانت مؤثرة وجميلة وغير متوقعة ولكنها كانت حدثا مثيرا بدد رتابة الوقت الممل .أليس كذلك !!!
تنظر نونو بحقد , فأي شيء يخص المديرة – وليّة نعمتها – والإمراة الوحيدة التي قدرت عملها وكافأتها بدون مقابل على عكس المدراء – الذكور -الذين كانوا يرتجون من وراء تنصيبها - التقايض الأبدي للمصلحة الشخصية حيث الكرسي مقابل طعم الحب و البهار و الكمون و اليانسون والقليل من الزعفران . أن أي مساس بشخص المديرة يعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يسمح بإنتهاكها ولا يمكن تجاوزها حتى لو كان طفلا صغيرا أو فيلا يدعى "شوتا "عاش في إسطنبول ومضى في حروب بلغراد مع في مضى من جيش عرمرم ,وبالذات في الخامس من آب 1566 - إعتلاه السلطان سليمان في هودج بكسوة ملكية في طريقه لفتح قلعة زيغتفار . الفيل لا يعلم من يمتطي ظهره وهذه احدى المزايا الفريدة للحيوان اليس كذلك !! ردت بشبه يقين ببحة مؤكدة :إنها طفلة وقحة .
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الصوم في محراب الأديان
-
موهبة الرب الأسطوري بكتابة الروايات , وصانع القبعات المجنون
...
-
قصة قصيرة : قطعة لحم في الثلاجة
-
قصة قصيرة : فأر - سكنر - الغاضب
-
الإحتضان ,, لجوء عاطفي في كل الأوقات !!!
-
صناعة النجوم
-
الجوائز والسياسة
-
هل تحلم بالثراء !!
-
مبروك ,, لقد فزت بجائزة أدبية
-
الأدب ومحاربة التطرف و الإرهاب
-
مسلسل - باب الحارة في مخيم الزعتري للاجئين -
-
مفاهيم علم النفس وإستخداماتها المفيدة في الحياة
-
- أنا لا شئ إذا لم أكن نقاده -
-
مسطرة النقد والمقاييس العالمية
-
مسطرة النقد
-
الأدب والكتابة ودموع قيصر
-
مرآتي يا مرآتي , والحكايات الخرافية و تحرير النساء
-
الكتابة بلا بوصلة و - بيدرو بارامو - مثالا
-
-سطوة القارىء على النص وإحتمالية موته -
-
المرض النفسي وقراءة الروايات
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|