انور عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 5581 - 2017 / 7 / 14 - 02:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة مفتوحة
الى إخواني العرب والمسلمين في العالم العربي والإسلامي وعلى هذا المنبر منبر الفيسبوك المنبر الذي منح لكل من يريد أن يوصل صوته لللآخرين.
انا كمواطن كردي مسلم افتخر بديني الذي كفل إعطاء الحقوق للبشر أجمع بدون إستثناء وساوى بين البشر فيها والمثال الذي ضربه النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة والتسليم لهذا يردده كثير من المسلمين في العالم وعبر التأريخ على اختلاف طبقاتهم
( الناس سواسية كأسنان المشط) لكن مع الأسف الشديد نسبة تطبيق فحوى الحديث لا نرى في واقع المسلمين
الا قليلاً وفِي مجالات محددة عكس ما نراه
هو عندما يطلب شخص او قوم حقوقه تتعارض من حيث الظاهر مصالح السياسيين أو طبقة معينة ، التي كفلها القران والحديث النبوي الشريف سواءً في النصوص القرانية أو السنة النبوية الشريفة أو في الفقه الإسلامي وهي مثبتة من حيث النصوص ولاننسى أن القران جاء بالمبادىء العامة لا يقبل التأويل في هذاالمجال ،
وانحصرت رسالة الأنبياء فيها أذكر إحداها وهي كفيلة على ما أدعي
في السورة الحديد والآية 25
يقول تبارك وتعالى
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...)
الحديد[25
ما هو القسط إخواني وأخواتي القسط هو العدل
والعدل في الحقوق والقضاء والتقيم وووالخ
فهل هذا عدل عندما يطلب قوم أو شخص حقوقه نواجهه بأنك تريد الفساد وتريد أن تشق عصا الأمة وأنك تريد بذلك كذا وكذا كما نسمع من الآخر بإسلم الإسلام الحنيف الذي هو بريء من هذه الإدعاءات المسيّسة إخواني وأخواتي سيطول الموضوع إذا دخلنا فيه بالتفصيل وسرد دلائل الشرعية على هذا الموضوع موضوع إعطاء الحقوق
ما أشرنا إليها تكفي لمن يريد أن يرجع اليها ويقوم بتقيم هذا الإدعاءات المسيّسة الملصقة بالإسلام ويعرف حينئذ هدف أصحاب هذا الإعاءات
نحن الكورد وفي هذا المقطع التاريخي الذي نعيش فيه بدأنا بخطوة ممنوحة لنا من قبل النظام العالمي الذي يدعي قادته بأن هذا النظام كفيل للإستقرار والتعايش السلمي بين بيني البشر إن التزموا به
وهي الإستفتاء كخطوة أولى نحو إستقلال كوردستان العراق
ولا نعني بالإستقلال أن نكون عامل عدم الإستقرار بل العكس هو الصحيح وهو من أدبيات علم السياسة
ولا ننسى إخوتي وأخواتي أن التأريخ يبدل لباسه ونظرته لكي يتعامل مع الواقع ، والواقع يرسم الخريطة بحكم القانون الطبيعي كما رأينا في العراق بعد سقوط النظام في بغداد سنة 2003
كان معظم المراقبين والسياسيين العراقيين وليس وحدهم بل حتى غيرهم في العالم قالوا بأن العراق لا بد أن يكون موحدا وكل مكوناته رضوا به في ذلك الوقت
لكن الواقع أثبت بأن التعايش بين مكونات العراق بات مستحيلا في ظل هذه الصراعات الإقليمية والدولية داخل الساحة العراقية وباتت الساحة العراقية ساحة التصفيات التأريخية على حساب المواطن الفقير وهو وحده الخاسر في هذه المعركة اللاأخلاقية ولا تمت الى الإسلام بصلة،
واعلموا أيها الأخوة الكرام
أن فلاسفة السياسيين عبر التأريخ أنشأوا نظماً سياسية لتضع حداً للعدوان في المجتمع البشري ولتنظيم العلاقة بينهم
الأستقرار هو هدف تلك النظم لكي يعيش هذا الإنسان بسلام ونحن الشعب الكوردي هكذا ننظر الى استقلال كوردستان
بأنه سيكون عامل الإستقرار والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة ، هذا هو منطق السياسة، فمنطقنا منطقاًً سياسياً
واعلموا أيها الأخوة اننا نستمد حجتنا لهذا الطلب من المصادر التالية
1- الواقع أي الواقع الذي عاش فيه العراقيون بعد السقوط
وبات للجميع بأن التعايش في ظل نظام مركزي موحد
في العراق مستحيلاً لأنهم استشعروا بأنهم أعداء بعضهم بعضاً وأراقوا نهراً من الدم بينهم ظلما وعدوانا وتغيرت نظرة الجميع بما فيهم سنة العراق الذين كانوا حريصين على وحدة العراق أكثر من الجميع ،
2- الإسلام الحنيف والذي جاء في كاتبه الكريم (.... أن الله يحب المقسطين....) أي يحب العادلين فكونوا منهم ستفلحون ويقول نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ( وأعطي كل ذي حق حقه) فهذا حقنا
3- القانون الدولي الذي رضيت به كل الأمم بأن يكون هو وحده الخط الفاصل بينها في حل النزاعات واعطاء الحقوق وهو المعطي لنا هذا الحق
فلنعلم جميعاً نحن المسلمون بأن الذي ينادي بإسم الإسلام في دول الإقليمية ويدعي بأن الأكراد ينشأون إسرائيلاً ثانية في شمال العراق فهو يقصد بذلك إثارة غضبكم ونفس الوقت لتنفيذ أجنداتهم الخبيثة والتي كانت سبباً لإراقة دم العراقيين وبنفس هذه الإدعاءات الكاذبة
أخيرا أنادي كمواطن كوردي كل من يرى هذه الرسالة
نحن مسلمون ونفتخر بإسلامنا ولن نتنازل عنه
لكن هذا حقنا والإسلام اعطانا وأعطى كل البشر هذا الحق
وانظروا الى العالم ودوله هناك من لا يبلغ عدد سكانه نصف مليون نسمة ولكن حصل على هذا الحق الذي نطلبه الآن
والشعب الوحيد الذي لم يحصل على هذا الحق الذي بات طبيعيا وإن لم يكن في السابق غير ذلك هو الشعب الكوردي والذي يبلغ عدده 40 مليون نسمة
وعلينا جميعا أن نتخلق جميعا بأخلاق القران
الذي يؤكد في آياته إعطاء الحقوق ولو كان المعطي عدوا
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))
إن كنّا نريد أن نكون من المتقين فالعدل هو أداة الوصل اليها
فكيف بالعدو أن يحصل حقه من يدي المسلم ولا يحصل أخيه الذي جعله الإسلام بأنه أولى بالخير معه فكيف بالحصول على حقه
(... الأقربون أولى بالمعرف في كتاب الله...)
أدعوا الله أن يقوي العلاقة بين المسلمين وأن لا يكونوا صيد الصيّادين الكاذبين بإسم الإسلام الحنيف
( والله لا يهدي عمل المفسدين)
وهو ولي التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بهديه الى يوم الدين
#انور_عثمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟