أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيع عبدالباري - من مذكرات إله.. إعادة هيكلة














المزيد.....


من مذكرات إله.. إعادة هيكلة


محمد ربيع عبدالباري

الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


لعبة الإله
ربما أخطأ في أمور عدة لكنه لم يخطئ في أمر الجنس
في البدء سألنا. كيف لروح تائهة وجسد ميت أن يلتأما ويبعثا للحياة من جديد؟
هذا ما فعله الإله .. خلق الجنس.. روح وجسد داخل روح وجسد، فلا يعود هناك ركاما أو حطاما، فتعود جسور النفس وتلتصق الروح التائهة بالجسد الميت وتشفى جميع الأخطاء السيئة التي ارتكبها الإله فينا.
هذه لعبة الإله إذا.. روح وجسد داخل روح وجسد.
لكن الله لم يخبر أحد بسره. الشيطان وحده كان يعلم..

***
آدم وحواء من الجنة
كانت الفكرة الأولى أن يكون الاثنين في الجنة. وذات مساء قرر الرب أن يلعب لعبته الثانية.
"فلنقذف بهم وسط الركام والحطام وعلى آدم وحواء أن يجدا الفردوس بأنفسهما ثانية".
جرب الاثنان أن يستريحا لكنهم لم يستريحا، وجربا أن يضحكا لكن دمعة كانت ثابتة على وجنتيهم تمنعهما.
على آدم وحواء أن يكتشفا لعبة الإله الأولى ليفوزا في الثانية..

***
حديث الشيطان
أنا المخطئ إذا.. اخرجتهم من الجنة.. فعل الإله فعلته وألصقها بي. سأكشف لهم لعبته الأولى إذا
كان عله أن يبدل قوله "الشيطان يعدكم الفقر" إلى "الشيطان يعدكم الجنة"
لكن قابلت الشيطان معضلة أخرى، فهم إن اكتشفا لعبة الإله فإنه لن يصير إله كما يطمح انتقاما من إلهه الآخر، وفي الوقت ذاته إذا لم يكتشفاها يظل في أعينهم الملعون طاردهم من الجنة.
الشيطان كان لديه الكثير ليقوم به.. لكنه في لحظة ما قرر أن يستريح ولا يفعل شيئا، فليصل آدم وحواء وحدهما وليذهب الإله إلى الجحيم.
هذه هي طبيعة الشيطان يعرف أنه ليس مخطئا ولا يبادر بإيضاح الحقيقة.
يقول دائما "فليذهب الله وآدم وحواء إلى الجحيم، سأستريح إلى أن يبعثا من جديد ويكتشفا في النهاية أنه لم يكن السبب"

***
آدم وحواء يكتشفان الطريق
سار آدم وحواء في الأرض ألف طريق من البؤس. لم يضحكا يوما وإن حاولا قتلتهم دمعة ثابتة على وجنتيهم، حتى صارا خواءا أنهكهم التعب والضياع والإحساس بالذنب.
وفي لحظة ما شعر آدم أن عليه ان يقول شيئا لحواء. وقال "أعرف أنه لا ذنب لكي. لم تخرجي كلينا من الجنة. الشيطان فعل"..
آدم بدأ يكتشف نصف الطريق.. حواء لم تكن السبب، لكن لشيطان أيضا لم يفعل.
ثم تمدد الاثنان بجانب بعضهما البعض، هذه هي مرتهم الأولى التي يتمددان فيها بجانب بعضهما، لم يكونا اكتشفا شيئا عن لعبة الإله الأولى حتى لحظتهم تلك.
تكمل حواء "لما لا نجرب أن نخلع عنا ما يداري سوءاتنا كما كنا في الجنة من قبل".. فيفعلا
- على الإله أن يفسد خطتهما الآن سيكتشفان اللعبة لو فعلا. لكنه كان مشغولا في لعبة أخرى.
يباغت آدم وحواء شعورا لم يختبراه من قبل فيقتربان أكثر فيزيد الشعور أكثر، يقتربان أكثر يزيد أكثر يقتربان أكثر يزيد أكثر.. التحما ببعضهما البعض وصارا جسدا واحدا وروحا واحدة، تبخرت الدمعة الثابتة على وجنتيهم وعادت أرواحهم التائهة وصار كل شيئا ممكنا وذابا في بعضٍ وانصهرا حتى نسيا كينونتهما ونسيا الجنة التي طردا منها..
هم الآن في جنة أخرى عرضها ملئ أنفسهم وأرواحهم. انتصرا الإثنان..
فليتسلى الإله إذا بألعابه وليبكي الشيطان على ما خسره، لم يعودا في حاجة لخططهم وصراعاتهم على من يكون أو لا يكون.

***
الله الخاسر
- يصيح آدم "الآن لدي إله جديد".
تفتح حواء ساقيها وينزل آدم ليصلي فيهما إليها.
يظل آدم في المحراب إلى الأبد. الآن وجد كليهما الجنة ولم يعودا في حاجة لجنة الإله وألعابه وخططه.
من بعيد ينظر إليهما الشيطان بابتسامة ملفتة، ثم ينظر إلى الإله ويصيح ساخرا
... "الشيطان يعدكم الفقر.. هاه؟" ..
خسر الإله لعبته وألوهيته وصار لآدم إله آخرا وجنة أخرى هي حواء.



#محمد_ربيع_عبدالباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد ربيع عبدالباري - من مذكرات إله.. إعادة هيكلة