نبيل الخمليشي
الحوار المتمدن-العدد: 5580 - 2017 / 7 / 13 - 07:55
المحور:
الادب والفن
هذه الطريق التي أعبرها
هي نفسها التي مر منها أبي بالحافلة
قرب نفس المنزل عند المنعرج الأصعب
والرجل الجالس عند الزاوية
ربما لازال يتذكر ألوانها الزاهية
ربما نظمت مواقيت حياته القاسية
حين كان صغيرا يرعى قرب المنحدرات
ليحرم من اللعب و يعيش كبيرا منذ الأزل
على امتداد الجبل العاري من الشجر
ربما حاول صعود البني و الهبوط نحو البحر
لتعبر أحلامه إلى الضفة الأخرى خلسة
لكنه عاد لهمومه و ما عبر
عاد مثقلا بأحزانه و ما عبر
الشمس التي استقبلت أبي صباحا من النافذة
هي نفسها شمس الولد
شمس المغيب التي أعانته على إرجاع قطيع الماعز
ليؤنس وحدة حامل الأثقال
الجدير بالصبر فوق البني
تحت البنفسجي، بعيدا عن الأزرق
جف النهر و ماتت الشجيرات
ليجف حلقه قبل انسياب ما بقي له من الكلمات
جفاف بجفاف حتى جفت روحه
نفس تبحث لنفسها عن نفس لتكرار نفس الحكايات
طريق الوحدة ليست ككل الطرقات
طريق عزلتنا عن كل الاتجاهات
علمتنا كيف الوصول السريع للمحاكمات
والحافلة بنوافذها الثلاث الباقيات
مازالت تتحدى ثقل الهواء في الأعالي
وتسابق الزمن معلنة نصرها على المطبات
مساعد السائق ما تقاعد عن تدخين غليون البلاد
يتزود حشيشا طريا عند كل الاستراحات
مسافرون بكامل أتعابهم ما وصلوا
حديثهم خلال الطريق نفس الحديث
الذي دار بين الجالسين على نفس المقاعد
منذ ستين سنة أو يزيد قليلا
حيث كان يجلس أبي وهو يدخن سيجارته
التي كان مسموحا بها آنذاك
في أماكن العمل و داخل الحافلات
#نبيل_الخمليشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟